كشفت نورا وهبى، رئيس شركة إريكسون لحلول الاتصالات فى منطقة غرب أفريقيا والمغرب، عن نجاح الشركة فى إطلاق 82 شبكة حية تدعم خدمات تكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات 5G بالتعاون مع مشغلى شبكات المحمول فى 40 دولة حول العالم
130 مليون مشترك فى تكنولوجيا الجيل الخامس بالمنطقة بحلول 2026
وأوضحت وهبى لـ «المال» أنه من المتوقع وصول خدمات 5G إلى 130 مليون مشترك فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحلول عام 2026 ما يمثل %15 من إجمال عدد اشتراكات المحمول حسب تقرير إريكسون للاتصالات المتنقلة الصادر فى نوفمبر من العام الماضى وذلك بالتوازى مع نمو حركة البيانات والاشتراكات الإقليمية.
وأكدت أن شركتها تتعاون مع كافة مزودى خدمات الاتصالات الرئيسيين فى جميع أرجاء القارة الأفريقية لمساعدتهم على إنشاء خدمات جديدة وقواعد عملاء جديدة ومنظومات رقمية جديدة، مشيرة إلى أن شركة «MTN» اعتمدت على سبيل المثال شركة إريكسون كمورد أساسى لشبكة الجيل الخامس الحية فى أفريقيا وتتولى بموجبها الأولى بناء شبكة اتصالات قوية وقادرة على محاكاة التطورات التقنية فى المستقبل.
كما بدأت أيضا شركة «تيلما مدغشقر» فى تشغيل شبكة الجيل الخامس تجاريا لتقديم خدمات اتصالات فائقة السرعة للعملاء.
وألمحت إلى أن جائحة كورونا تسببت فى تغيير طبيعة إتصالات المستهلكين جزئيا وأصبح التركيز على خدمات الاتصالات ثنائية الاتجاه مثل مكالمات الفيديو وأدوات التطبيقات الذكية، وانتقلت حركة البيانات والمكالمات الصوتية من وسط المدن إلى ضواحيها وأحيائها السكانية جراء عمليات الإغلاق ومحدودية التنقل والحركة داخل المدن.
وقالت إن تكنولوجيا خدمات الجيل الرابع للاتصالات 4G تمتلك فرص واعدة للنمو فى أفريقيا مما يعزز التحول الرقمى والسعى نحو الابتكار، كما تمهد الطريق لنشر تقنية الجيل الخامس التى توفر إنتاجية أكبر وزمن استجابة أقل عبر خلق تطبيقات جديدة فى مجال إنترنت الأشياء للمستهلكين والمؤسسات مثل السيارات الذكية والرعاية الصحية عن بعد.
ورأت أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تعد هى العامل المحفز للتحول الرقمى حيث تُشكل شبكات المحمول العنصر الحاسم فى تعزيز القدرات التنافسية لاقتصاد أفريقيا عالميا، مشددة على ضرورة تعزيز إمكانات النفاذ إلى خدمات النطاق العريض بتكلفة معقولة داخل القارة السمراء لتشمل أكثر من مليار شخص بهدف سد الفجوة الرقمية وتمكين السكان من جنى فوائد الاقتصاد الرقمى.
التكنولوجيا تعزز القدرات التنافسية لاقتصادات القارة السمراء
وتابعت أن التكنولوجيا يمكن أن تلعب دورا فى تحقيق الرفاهية للاقتصادات النامية عن طريق تطوير منظومة خدمات التعليم والصحة ،لذلك أطلقت إريكسون برنامج الاتصال من أجل التعليم والذى يهدف إلى تمكين المعلمين والطلاب والمدارس من رفع جودة التعليم خلال القرن 21 وتزويد الشباب بالمهارات الرقمية فى جميع أنحاء العالم.
إتاحة خدمات الاتصالات للمدارس فى 35 بلد بالشراكة مع «اليونيسف»
كما عقدت شراكة مع منظمة اليونيسف لإتاحة خدمات الاتصالات للمدارس فى 35 دولة بحلول عام 2023 تحت إسم مبادرة «جيجا»، وتعمل الشركة على جمع بيانات الإتصال الخاصة بالمدارس بشكل فورى والتحقق من صحتها وتحليلها ومراقبتها وعرضها بهدف تمكين الحكومات والقطاع الخاص من تصميم ونشر مواد رقمية تفاعلية تدعم الأطفال والشباب.
على صعيد آخر، لفتت إلى أن مصر تعتبر من أهم أسواق الشركة فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ويعمل بها نحو 550 موظفا لإريكسون، موضحة أن الحكومة قطعت شوطا كبيرا نحو التحول الرقمى من خلال دعم وتعزيز البنية التحتية التكنولوجيا مما كان له أثر واضح على الحياة الاجتماعية والاقتصادية.
واستطردت: «تلعب إريكسون دورًا نشطًا فى إنشاء وإدارة جميع أجيال البنية التحتية للاتصالات فى جميع أنحاء مصر من خلال العمل مع مزودى الخدمات لتمهيد الطريق نحو تكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات»، مضيفة أن الشركة لديها مركز لأبحاث الذكاء الاصطناعى وتوظيف التقنيات المتطورة فى إنشاء أنظمة ذكية وقوية بالسوق المحلية.
وعن أوجه الاختلاف بين السوقين المصرية والمغربية، علقت قائلة: «شهدت مصر والمغرب نمواً كبيراً خلال السنوات القليلة الماضية، فمع زيادة عدد مشتركى الهاتف المحمول ونمو استهلاك خدمات الصوت والبيانات أصبح البلدان جذابين لعدد من اللاعبين الجدد فى قطاع الإتصالات، بما فيها عمليات تشغيل شبكات المحمول والخدمات ذات القيمة المضافة والبنية التحتية غير النشطة وتصنيع المعدات».
ولفتت إلى أن الشركة نجحت فى إطلاق برنامج إريكسون للخريجين الذى يمنح كل مشارك فى برنامج إريكسون مصر للخريجين دعماً فردياً (تدريب وتوجيه)، مع إتاحة الفرصة لاختبار العمل مع أحدث التقنيات، بما فى ذلك تقنيات الجيل الخامس وإنترنت الأشياء والحوسبة السحابية ومراكز البيانات والتليفزيون والإعلام والتطبيقات، وذلك تماشيا مع رؤية الدولتين لتطوير المهارات الرقمية للكوادر الشابة فى قطاع تكنولوجيا المعلومات.
فى سياق متصل، قالت رئيس الشركة إن المرأة تمثّل %20 من المديرين المباشرين بالشركة، و%32 من المديرين التنفيذيين، و%21 من أعضاء الفريق الإداري، وربع أعضاء مجلس الإدارة، مؤكدة أن شركات التكنولوجيا تواجه حاليا تحديات منها ضآلة نسبة تمثيل السيدات فى القطاع مع الافتقار إلى وجود مواهب كافية متخصصة فى مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، حيث لا تزال نسبة النساء فى هذا المجال دون المطلوب.
هذا بالإضافة إلى قضية عدم المساواة بين الجنسين فى مكان العمل بسبب التحيز اللاواعى على حد وصفها الذى قد يحدث عن غير قصد ولكنه يؤثر سلبا على كفاءة العمليات والأداء.
وتابعت أن هناك الكثير من الفوائد التجارية الضخمة التى يمكن جنيها نتيجة زيادة نسبة المرأة فى المناصب القيادية والتنفيذية العليا لكن تحقيق ذلك يتطلب رعاية الموهوبات فى سن مبكرة، وتشجيعهن على تحمل مسؤوليات إضافية، وتزويدهن بالمهارات اللازمة للنجاح، لافتة إلى أن إريكسون تعتبر من أهم الداعمين لليوم العالمى للفتيات فى قطاع التكنولوجيا والذى يهدف إلى خلق بيئة عالمية إيجابية تمكّن الفتيات وتشجعهن على اختيار بدء مسيرة مهنية بالقطاع.
وذكرت أن الشركة تعمل على تشجيع الفتيات على دراسة مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات من خلال برامجها المتخصصة ومنصاتها التعليمية المختلفة.