يوماً بعد يوم، يزداد الحديث عن التبرع بالأعضاء البشرية بعد الوفاة فى مصر، وهذه المرة طالبت دينا رضا – أول مصرية توثق توكيلا رسميا للتبرع بأعضائها بعد الوفاة – بإطلاق مشروع قومى لتنفيذ تلك الفكرة فى مصر.
و خلال الأيام القليلة الماضية، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتطوير معهد ناصر ليصبح مدينة طبية عالمية، بجانب إنشاء أكبر مركز إقليمي لزراعة الأعضاء في مصر والشرق الأوسط وإفريقيا داخل تلك المدينة الطبية، بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية المتخصصة بهدف إنشاء منظومة متكاملة، تشمل قاعدة بيانات مميكنة لعمليات الزرع، والمرضى، والمتبرعين .
حاورت “المال” دينا رضا، أول مصرية توثق توكيلا رسميا للتبرع بأعضائها بعد الوفاة.
المال : بداية كيف خطرت الفكرة لكي ؟
دينا رضا : سمعت عن نقل الأعضاء من الخارج وتحديداً من الولايات المتحدة الأمريكية حين كنت أبلغ 15 عاماً، وتحمست للفكرة بقوة لوجود “سحر” حقيقى فى نقل عضو من شخص ميت إلى آخر حى .
المال : كيف تتوقعين تطبيقها في مصر ؟
دينا رضا : بالفعل هناك أطباء يعملون على هذا الملف منذ عدة سنوات منهم الدكتور محمود المتينى و الدكتور عبدالحميد أباظه وغيرهم، وتم وضع تصور لتطبيق الفكرة، ولكن قبل التنفيذ لا بد من وجود متبرعين خاصة وأن النظام مكلف للغاية، وبالتالى لا بديل عن وجود شريحة كبيرة من راغبى التبرع بالأعضاء بعد الوفاة .
المال : كيف ترين أهمية تطبيق هذه الفكرة في مصر ؟
أكثر من هامة، فلك أن تتخيل وجود آلاف مرضى الفشل الكلوى وما يحتاجونه دورياً من عمليات غسيل الكلى والتى تصيب حياتهم بالتوقف والضرر، لك أن تتخيل أن وجود متبرعين بالكلى قد يكون حل سهل لتلك الأزمة، وبالتالى تخفيف الأعباء المالية التى تتحملها الدولة.
مصر واليابان هما الدولتان الوحيدتان اللتان يوجد بهما تبرع بالأعضاء ولكن من شخص حى لآخر حى، والسبب فى ذلك يرجع لبعض الموروثات الفرعونية فى مصر، وبالتالى يجب العمل لتغيير تلك الثقافات وإيضاح أهمية نقل الاعضاء بعد الوفاة .
المال : ما أبرز المطالب اللازمة لتطبيقها في مصر ؟
دينا رضا : على الجميع التكاتف لإنجاح الفكرة وتطبيقها فى مصر والبداية من خلال استغلال كافة وسائل الأعلام المختلفة لنقل الفكرة وشرحها لكافة المواطنين، وعلى كافة رجال الدين المشاركة أيضاً فى التوعية.
العالم يحتفل سنوياً باليوم العالمى لنقل الأعضاء، وهناك اهتمام محلى بالمشاركة فى الاحتفالية، ويزداد الحديث عن هذا الملف خلال ذلك اليوم، ولكن علينا مواصلة الحديت عن فكرة التبرع ونقص الأعضاء .
أطالب أيضاً برفع سن قبول التبرعات والتى تدور حالياً حول 50 عاماً، تم رفعها مؤخراً إلى 60 لصالح متبرعى الكلى، وأشير هنا إلى أن هناك حالة تبرع للكبد تمت من شخص يبلع عمره 95 سنة، فلا علاقة للسن بالتبرع، كما أن الفيصل الوحيد لإنهاء المشكلة هو التقرير الطبى وقت الوفاة.
المال : هل هناك أي عراقيل من المؤسسات الدينية في تطبيق الفكرة ؟
دينا رضا : من الناحية التنظيمية لا توجد أية عراقيل سواء من المؤسسات الإسلامية أو المسيحية، ولكن على أرض الواقع هناك بعض المتشددين من الطرفين ممن لا يوافقون على المساس بأعضاء الموتى ، وبالتالى يؤثرون سلباً على توجهات المواطنين.
وهناك عراقيل أخرى حول التوجه الحكومى للسماح بأقارت وأهل المتوفى بتغيير وصيته التى يطالب فيها بالتبرع بالأعضاء، وهو امر مطبق فى عدة دول منها فرنسا والكويت، ولكن الأهم هو العمل لتغيير تلك التعديلات.
المال : كيف تساعد الحكومة في تنفيذ الفكرة وهل يمكن تأسيس جهة حكومية مختصة لها ؟
دينا رضا : دور الدولة الأهم هو التوعية سواء من خلال الجهات الحكومية او الدينية وإطلاق مشروع قومى لذلك، بجانب عرض حالات ناجحة لبعض المرضى المستفيدين من تجارب نقل الاعضاء .