تتوقع مؤسسة «ديالوجيك» البريطانية لأبحاث وتحليلات الأسواق المالية هبوط صفقات الدمج والاستحواذ العالمية خلال العام الحالى بعد انخفاضها خلال الشهرين الماضيين إلى أدنى مستوى منذ عام 2005 بسبب انتشار فيروس «كورونا».
كان المحللون فى العديد من المراكز البحثية مثل «ديالوجيك» و شركة «سيمبسون ثاتشر» الأمريكية توقعوا فى بداية العام أن يتفوق العام الحالى على السنة الماضية فى نشاط الدمج والاستحواذ على مستوى العالم، برغم الشكوك التى تحوم حول نتيجة انتخابات الرئاسة الأمريكية فى نوفمبر المقبل والتوترات التجارية مع الصين.
وذكرت وكالة رويترز أن قيمة صفقات الدمج والاستحواذ العالمية بلغت 3.9 تريليون دولار العام الماضى بفضل موجة صفقات أمريكية كل منها بقيمة تجاوزت 10 مليارات دولار على الأقل.
ويرى ريك كليمان المحلل بشركة «هوجان لوفيلز» للشئون القانونية، المتخصصة فى نشاط الدمج والاستحواذ، أن التوقعات الجريئة التى صدرت قبل ظهور «كورونا» عن ارتفاع حجم صفقات الدمج والاستحواذ بين شركات التكنولوجيا الأمريكية هذا العام لن تتحقق بسبب انتشار «كورونا» فى العديد من الدول.
ورفضت هذا الأسبوع العديد من الشركات الأمريكية توقيع صفقات كانت أعلنت عنها خلال العام الماضى بعد أن هوى مؤشر «ستاندرد آند بورز S&P 500» خلال الأسبوع الماضى بأكثر من %11.5 من أعلى مستوى بلغه، كما جاء فى تقرير أشرف عليه آلان كلين رئيس شركة «سيمبسون ثاتشر» فى نيويورك.
وهوت القيمة السوقية الأمريكية لأسهم الشركات الأمريكية بحوالى 3.3 تريليون دولار لتسجل أكبر خسارة أسبوعية منذ الأزمة المالية العالمية فى عام 2008 بفعل المخاوف المتنامية من أن يفضى «كورونا» سريع الانتشار إلى ركود اقتصادى فى معظم دول العالم.
ورغم ذلك هناك صفقات قليلة يجرى تنفيذها و أعلن عنها خلال الأسبوع الماضى، مثل استحواذ «كونسورتيوم» استثمارات أوروبى على شركة «ثيسينكروب» الألمانية للمصاعد مقابل 17.2 مليار يورو وصفقة استحواذ شركة «إينتويت» الأمريكية على «كريديت كارما» للبيانات المالية الشخصية بقيمة 7.1 مليار دولار.
ويعتقد محللون أنه بمجرد استقرار الأسواق المالية ستتجه شركات قوية للاستحواذ على الشركات ذات التقييمات الضعيفة لاسيما فى مجال التكنولوجيا التى تأثرت بسبب «كورونا» مثل شركة «بايدو» أكبر محرك بحثى فى الصين التى توقعت هبوط الإيرادات بحوالى 13 % خلال الربع الأول من العام الحالى بسبب «كورونا» الذى قلص النشاط الاقتصادى ونشاط الإعلانات الذى تعتمد عليه بايدو أساسا فى توليد الأرباح.
وقال دافيد كينج رئيس قطاع التكنولوجيا فى «بنك أوف أمريكا» إن معظم الشركات تشعر أيضا بمخاوف من هبوط أرباحها مع تباطؤ الاقتصاد العالمى بسبب «كورونا» الذى أدى إلى تقلبات شديدة فى الأسواق المالية نجم عنها انهيار القيمة السوقية للشركات بحوالى 6 تريليونات دولار فى بورصات أوروبا وآسيا والولايات المتحدة.