لكبح جماح الانتشار المستشري لفيروس كورونا الجديد، اختار عدد متزايد من الدول الأوروبية تجرع الدواء المر — وهو اللجوء إلى الإغلاق الثاني الذي طالما اعتبر الملاذ الأخير.
بدء الإغلاق الثاني
وعلى خطى جارتيها فرنسا وألمانيا، أصبحت بلجيكا أحدث دولة تعيد فرض الإغلاق الثاني.
وأدى معدل الإصابة بكوفيد-19 في البلاد، والذي يبلغ حاليا أكثر من 1600 حالة لكل 100 ألف نسمة، إلى تخطيها جميع أقرانها الأوروبيين.
ومنذ منتصف ليل يوم الخميس، تخضع فرنسا للإغلاق على مستوى البلاد، وستدخل ألمانيا في إغلاق جزئي ابتداء من يوم الاثنين.
وتأتي عمليات الإغلاق في الوقت الذي تجاوزت فيه أوروبا عتبة الـ10 ملايين حالة، مع تواصل تسجيل أرقام قياسية يومية.
قواعد إغلاق أشد صرامة في بلجيكا
أعلن رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو يوم الجمعة أن بلاده ستنتقل إلى إ، مع وجود قواعد سارية في جميع أنحاء البلاد لمكافحة كوفيد-19.
وفقا للقواعد، يجب إغلاق جميع الأنشطة التجارية غير الأساسية، بينما ستظل متاجر المواد الغذائية ومحلات الأسواق المركزية مفتوحة.
ويصبح العمل عن بعد إلزاميا حيثما أمكن ذلك.
ولا تزال الحدود البلجيكية مفتوحة ولكن السفر إلى الخارج لا ينصح به بشدة.
جهة اتصال واحدة
وفي الفقاعة الاجتماعية، يُسمح فقط بجهة اتصال واحدة. بمعنى آخر، يمكن دعوة شخص واحد فقط في المنزل، وسيكون هذا الشخص من المخالطين الوثيقين.
وتظل “قاعدة الأربعة” سارية في الخارج. يمكن للمرء أن يلتقي بأربعة أشخاص في الخارج، والذهاب في نزهة أو القيام بأنشطة أخرى معا، ولكن يجب أن يمارس التباعد الاجتماعي وارتداء قناع الوجه.
وستدخل هذه الإجراءات حيز التنفيذ في جميع أنحاء البلاد خلال الفترة من 2 نوفمبر إلى 13 ديسمبر.
وجاء الإغلاق على مستوى البلاد في أعقاب الإغلاق التي تم في فرنسا ابتداء من منتصف ليل يوم الخميس.
الخروج فقط لأغراض العمل
ويمكن للناس في فرنسا الآن الخروج فقط لأغراض العمل أو في حالات الطوارئ الصحية أو لتلبية الاحتياجات الأسرية الأساسية أو ممارسة التمارين الرياضية القصيرة بالقرب من المنزل.
وتم إغلاق المتاجر غير الضرورية، بما في ذلك الحانات والمقاهي وصالات الألعاب الرياضية والمطاعم.
وتتوقع الحكومة الفرنسية أن يساعد الإغلاق الذي يستمر شهرا في خفض العدد اليومي للإصابة بكوفيد-19 إلى 5 آلاف.
لكن الخبراء يعتقدون أن القيود الجديدة تحتاج إلى مزيد من الوقت لتؤتي ثمارها.
الإغلاق الثاني في ألمانيا
وكانت ألمانيا قد أعلنت في وقت سابق من هذا الأسبوع إغلاقا جزئيا اعتبارا من 2 نوفمبر.
وسيتم حظر أنشطة التسلية والترفيه إلى حد كبير في جميع أنحاء ألمانيا حيث سيتعين إغلاق الحانات والمطاعم والمسارح ودور الأوبرا وأماكن الحفلات الموسيقية حتى نهاية نوفمبر.
كما أعلنت الحكومة الهولندية “إغلاقا جزئيا” يوم 13 أكتوبر. وأغلقت المقاهي والمطاعم لمدة شهر واحد. وحتى الآن، لم تعلن الحكومة عن أية إجراءات إضافية.
لا إشارة لتراجع الإصابات
وعلى الرغم من عدم إظهار الوباء أي إشارة على التراجع وقيام منظمة الصحة العالمية بوصف أوروبا مرة أخرى بأنها “بؤرة” لفيروس كورونا الجديد في وقت سابق من هذا الأسبوع، فإن دولا أوروبية أخرى لا تزال تحجم حتى الآن عن فرض جولة جديدة من الإغلاق.
وبدلا من ذلك، قامت ببعض التعديلات على القيود المعمول بها بالفعل.
وفي آخر التطورات يوم الجمعة، وسعت حكومة سلوفينيا الإجراءات التقييدية الرئيسية.
وتم تمديد إغلاق المتاجر وتحديد سقف التجمعات بستة أشخاص لمدة أسبوع.
وتم تمديد الاستخدام الإلزامي لأقنعة الوجه في الأماكن العامة الداخلية والخارجية والالتزام باستخدام معقمات اليدين لمدة أسبوعين.
وقال رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيسكي للصحفيين يوم الخميس إنه لا يفكر في فرض إغلاق كامل، بعد أن تجاوز العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بكوفيد-19 حاجز 300 ألف في البلاد.
الإغلاق الخيار الأخير في اليونان
وفي اليونان، تم تحطيم الرقم القياسي اليومي للحالات المؤكدة عدة مرات في أكتوبر، مما أدى إلى فرض سلسلة من الإجراءات من قبل السلطات على المستوى الإقليمي.
لكن الحكومة قالت مرارا إن الإغلاق على مستوى البلاد سيكون الخيار الأخير.
وحتى الساعة 4:28 مساء يوم الجمعة بتوقيت وسط أوروبا، أبلغت أوروبا منظمة الصحة العالمية عن إجمالي 10520014 حالة مؤكدة.
من بينها 1166010 إصابات خلال الأيام الخمسة الأولى من هذا الأسبوع (بدءا من 26 أكتوبر)، وهو ما يمثل أكثر من نصف الإجمالي العالمي.
أرقام قياسية يومية
وفي الوقت نفسه، شهد يوم الجمعة تسجيل أربع دول أوروبية أرقاما قياسية يومية مجددا: بولندا (20629) وألمانيا (18681) وهولندا (11141) ولاتفيا (284).
ووافقت لجنة الطوارئ التابعة لمنظمة الصحة العالمية حول كوفيد-19، بعد اجتماع استمر ليومين، بالإجماع يوم الجمعة على أن الوباء لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا ولا يزال يتطلب استجابة دولية منسقة.
ونظرا لأن العالم في خضم وباء كوفيد-19، فإن البلدان في جميع أنحاء العالم — بما في ذلك الصين وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة — تتسابق مع الزمن لإيجاد لقاح.
يشار إلى أن هذه المادة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.