وجّه الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود، رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية، ورئيس برنامج الخليجي العربي للتنمية “أجفند”، كلمة للحضور في منتدى المجتمع المدني العربي السادس للطفولة، الذي انعقد، اليوم، بمكتبة الإسكندرية، ألقاها الدكتور ناصر القحطاني المدير التنفيذي لبرنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند)، وقال إن انعقاد هذا المنتدى خطوة مهمة لتفعيل بروتوكول التعاون الذي تم توقيعه بين مكتبة الإسكندرية والمجلس العربي للطفولة والتنمية، العام الماضي، وتـأتي تواصلًا مع جهود المجلس تحت شعار “تمكين الطفل العربي في عصر الثورة الصناعية الرابعة”.
ولفت إلى أن المنتدى سيشهد إطلاق دراسة عربية بعنوان “جاهزية الطفل العربي لعصر الثورة الصناعية الرابعة”، وتأتي أهميتها لكونها أول دراسة عربية علمية ميدانية تهدف إلى كشف مدى جاهزية الطفل العربي لما يعيشه العالم من ثورات تكنولوجية متلاحقة تُطالبنا بأن نكون مستعدّين للمستقبل من خلال تنمية قدرات الأطفال الإبداعية والإنسانية وقدراتهم المعرفية؛ حتى نمكّن أبناءنا من التعامل والمنافسة وصناعة المستقبل في عالم متغير دائم التطور.
وأضاف: “إن اهتمامنا بعقد المنتدى إنما يأتي في إطار الاهتمام بقضيتنا الكبرى؛ وهي تمكين الطفل العربي في عصر الثورة الصناعية وما بعدها من ثورات متتالية”.
وأكد أهمية دعم مؤسسات المجتمع المدني العاملة بمجال الطفولة، فقد حرص المجلس العربي للطفولة والتنمية على أن يكون المنتدى في نسخته السادسة متماشيًا ومتواكبًا مع التحديات التي يشهدها العالم والمنطقة العربية.
وتابع: “نتطلع إلى صياغة أنماط وأشكال وأدوات جديدة للمجتمع المدني العربي تساعد على القيام بمسئولياته لخدمة المجتمعات العربية عامة، وأطفالنا بشكل خاص، كما نعرب عن خالص سعادتنا أن يضم المنتدى جلسة خاصة بالأطفال، وأخرى للشباب؛ للاستماع إليهم، وننتظر من هذا المنتدى نتائج فاعلة ليظل منبرًا لمنظمات المجتمع العربي في مجال الطفولة”.
من جانبه، قال الدكتور ناصر القحطاني، المدير التنفيذي لبرنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند)، إن البرنامج يُفرد مساحة مهمة في رسالته التنموية بمرحلة الطفولة المبكرة التي تُعدّ مرحلة حاسمة في حياة الإنسان، ويسعى من خلال مشروعاته لإعانة الدول العربية على صياغة خطط وإستراتيجيات وطنية للطفولة تكون عصرية ورصينة.
ولفت إلى أن (اجفند) يعمل مع اليونيسيف لإنشاء مركز تميز عالمي للطفولة المبكرة ليكون منصة جديدة عالمية في هذا المجال، وبمثابة مركز فكري وبحثي يقدم خدماته لكل دول العالم.
ونوه بأن التحديات التي تواجه الطفل العربي تدور حول عدد من المحاور؛ هي: مرحلة الاهتمام بالطفولة المبكرة للطفل، وتمكين المرأة، والمجتمع المدني، واستخدام التقنية والجيل الجديد من أساليب التعليم.
وأكد أهمية استخدام التقنية في مجال التعليم العالي، وهو ما تعتمد عليه (أجفند) بشكل كبير، من خلال عملها في عدد كبير من الدول.
وقال إن تمكين الطفل في عصر الثورة الصناعية الرابعة له عدة متطلبات؛ أهمها التنشئة التي تُزوِّد الطفل بمهارات التعامل مع كل ما هو جديد ليكون قادرًا على المشاركة في التنمية،
وذلك من خلال حماية الطفل من كل ما يعوق نموه ويعكّر بيئة الطفولة، وحماية الأسرة من الفقر، وأن يتلقى التعليم المناسب في سن مبكرة، ومن هنا يأتي مشروع (أجفند) للشمول المالي.
وأكد أن التقنية أصبحت تصل لكل موقع، لذا يجب أن نهتم باستخدام التقنية لتحقيق التعليم للطفل وحمايته، وأن نهتم بالتأهيل التقني للأجيال الجديدة وإعدادهم بجرعات معرفية في مرحلة رياض الأطفال.
جدير بالذكر أن المنتدى يهدف إلى النشر والتوعية بأهمية العمل على تمكين الطفل العربي في عصر الثورة الصناعية الرابعة بفرصها ومخاطرها، في ضوء بنية مفاهيمية متكاملة ومترابطة، وفق نسق فكرى جديد يؤسس لعلاقة عضوية بين الطفل والثورة الصناعية الرابعة في إطار وعى كوني، كما يهدف إلى مناقشة واقع المجتمع المدني العربي للطفولة في ظل المستجدّات الراهنة.