ذكرت دراسة صادرة عن شركة «Anthropic» الناشئة إن الذكاء الاصطناعي (AI) يتمتع بالقدرة على إحداث ثورة في مجال التداول من خلال زيادة كفاءة ودقة اتخاذ القرارات المالية، يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي تحليل كميات هائلة من البيانات في الوقت الفعلي وتحديد الأنماط وإجراء الصفقات بناءً على هذه الأفكار، يمكن أن يساعد ذلك المتداولين على اتخاذ قرارات أكثر استنارة وتقليل مخاطر الخطأ البشري وربما زيادة الأرباح.
وأوضحت الدراسة إن عام 2023 كان عام الذكاء الاصطناعي بكل ما للكلمة من معنى، فالأسهم المرتبطة بهذه التكنولوجيا، هي التي قادت الاقتصاد الأميركي بعيداً عن الركود، في وقت كان الاقتصاد العالمي في حالة مخاوف وتوترات جيوسياسية، وهو ما كان متوقعاً أن ينعكس تراجعاً على الأسهم، ولكن ما حصل كان العكس.
وأشارت الدراسة إلى أن الذكاء الاصطناعي لن يتوقف، والحصان الذي سيقود سوق الأسهم، إلى تحقيق مزيد من الارتفاعات في عام 2024.
وبحسب تقرير نشرته “بي بي سي” فبراير الماضي تحت عنوان “هل ستغيّرروبوتات التداول عبر الذكاء الاصطناعي عالم الاستثمار؟، فإن قدرة الذكاء الاصطناعي أثارت ضجَّةً على مدى السنوات القليلة الماضية، لدرجة أنَّ ثُلث المستثمرين تقريباً سيكونون سعيدين بالسماح لروبوت التداول باتخاذ جميع القرارات نيابةً عنهم
كما تناولت فعاليات لعام 2024، التي عقدت في قطر مؤخراً عددًا من الموضوعات المهمة؛ من بينها تطبيقات الرقمنة والذكاء الاصطناعي في أسواق المال، واستخدامات الذكاء الاصطناعي في إدارة علاقات المستثمرين، والتكنولوجيا المالية، بالإضافة إلى الأصول الرقمية.
وحددت دراسة شركة «Anthropic» عدة طرق لكيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في تطبيقات التداول؟ والتي تلخصت في الاتي:
تنفيذ التداول
وأشارت الدراسة إلى أنه يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعى تنفيذ عمليات التداول بشكل تلقائي بناءً على قواعد محددة مسبقًا، مما يقلل الوقت والجهد الذي يتطلبه البشر، موضحة أنه يمكن للذكاء الاصطناعي تطوير خوارزميات التداول التي تحلل بيانات السوق وتتخذ قرارات بشأن وقت شراء أو بيع الأسهم.
وقالت الدراسة انه يمكن للذكاء الاصطناعى تحليل البيانات التاريخية والتنبؤ بحركات السوق المستقبلية، يمكن أن يساعد ذلك المتداولين على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن وقت شراء أو بيع الأسهم.
ولفتت إلى أن يستخدم في تحليل منشورات وسائل التواصل الاجتماعى والمقالات الاخبارية لقياس المشاعر العامة حول أسهم معينة أو السوق ككل، يمكنه أيضًا تقديم رؤى قيمة للمتداولين ومساعدتهم على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن وقت الشراء أو البيع.
وترى الدراسة إن الذكاء الاصطناعي يمتلك القدرة على تحسين كفاءة ودقة تداولات الأسهم بشكل كبير من خلال تزويد المتداولين بمعلومات أكثر صلة وفي الوقت المناسب وأتمتة عملية التنفيذ.
تحسين استراتيجية التداول
ذكرت الدراسة أنه يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي (AI) لتحسين استراتيجيات التداول من خلال تحليل البيانات التاريخية وتحديد الاستراتيجيات الأكثر ربحية، ويمكن القيام بذلك من خلال استخدام خوارزميات التعلم الآلي والتي يمكن أن تتعلم من البيانات وتقوم بالتنبؤات حول تحركات السوق المستقبلية
وحددت عدة خطوات لتحسين استراتيجية التداول باستخدام الذكاء الاصطناعي، تمثلت في جمع البيانات حول تحركات السوق السابقة، بما في ذلك المعلومات حول اتجاهات الأسعار والحجم والعوامل الأخرى ذات الصلة.
كذلك استخدام البيانات المجمعة لتدريب نموذج الذكاء الاصطناعي باستخدام تقنيات التعلم الآلي، وهذا يسمح للنموذج بالتعلم من البيانات وتحديد الأنماط والاتجاهات.
الخطوة الثالية اختبار النموذج فبمجرد تدريب النموذج، يمكن اختباره على مجموعة بيانات منفصلة لمعرفة مدى دقة توقعه لتحركات السوق.
وقالت الدراسة أن الخطوة الرابعة هي تحسين النموذج إذا لم تكن تنبؤات النموذج دقيقة بما فيه الكفاية، فيمكن تحسينها بشكل أكبر عن طريق ضبط الخوارزميات أو إضافة المزيد من البيانات.
ومن ضمن الخطوات أيضاً تنفيذ الإستراتيجية فبمجرد تحسين النموذج يمكن استخدامه لإجراء عمليات التداول بناءً على الأنماط والاتجاهات المحددة.
التنبؤ بالسوق
أكدت الدراسة أن التنبؤ بسوق الأوراق المالية يعد مهمة معقدة ولا يمكن لأي خوارزمية أو نظام ضمان الدقة، يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي تحليل البيانات التاريخية واستخدام تقنيات التعلم الآلي للتنبؤ باتجاهات السوق المستقبلية.
وذكرت الدارسة أن هناك عدة طرق يمكن من خلالها استخدام الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بسوق الأوراق المالية في مقدمتها تحليل البيانات حيث يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي تحليل كميات هائلة من البيانات من مصادر مختلفة من تطبيقات التداول مثل تريدنج فيو وغيرها ليقوم بتحليل البيانات المالية والمقالات الاخبارية ووسائل التواصل الاجتماعى واتجاهات السوق، لتحديد الأنماط والاتجاهات التي يمكن أن تشير إلى تحركات السوق المستقبلية.
وترى الدراسة أن خوارزميات يمكنها استخدام تقنيات التعلم الآلي للتعلم من البيانات التاريخية والتنبؤات حول تحركات السوق المستقبلية.
وأشارت إلى أنه يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي تحليل المقالات الإخبارية ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعى لفهم معنويات السوق والتنبؤ بتحركات أسعار الأسهم.
ولفتت إلى أنه يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي استخدام الشبكات العصبية التي تم تصميمها على غرار بنية الدماغ البشري لتحليل البيانات وإجراء التنبؤات.
إدارة المخاطر
وترى الدارسة أن الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يساعد المتداولين على مراقبة محافظهم الاستثمارية وتحديد المخاطر المحتملة، مما يسمح لهم باتخاذ الإجراءات اللازمة للتخفيف من تلك المخاطر.
وحددت الدراسة الطرق التي يمكن من خلالها استخدام الذكاء الاصطناعي (AI) لإدارة المخاطر في التداول، والتي يأتي في مقدمتها تحديد المخاطر المحتملة حيث يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي تحليل بيانات السوق مثل الاتجاهات التاريخية والأحداث الجارية، لتحديد المخاطر المحتملة التي يجب أن يكون المتداولون على دراية بها، على سبيل المثال: يمكن للذكاء الاصطناعي اكتشاف التغيرات في ظروف السوق أو المؤشرات الاقتصادية التي قد تشير إلى خطر تصحيح السوق أو تراجعه.
وذكرت الدراسة الطريقة الثانية في تنبيه المتداولين إلى المخاطر فبمجرد تحديد المخاطر المحتملة يمكن للذكاء الاصطناعي تنبيه المتداولين إلى هذه المخاطر حتى يتمكنوا من اتخاذ الإجراء المناسب، يمكن القيام بذلك من خلال الإشعارات أو التنبيهات المرسلة إلى المتداولين عبر البريد الإلكتروني أو قنوات الاتصال الأخرى.
وقالت أن تقديم توصيات لإدارة المخاطر من الخطوات أيضاً فبالإضافة إلى تنبيه المتداولين إلى المخاطر، يمكن للذكاء الاصطناعي أيضًا تقديم توصيات حول كيفية التخفيف من هذه المخاطر، على سبيل المثال: يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي أن تقترح تنويع المحفظة لتقليل تأثير الانكماش المحتمل في السوق أو التوصية بالخروج من التداول قبل أن تتحقق المخاطر المحتملة.
وأخيراً، مراقبة مستويات المخاطر اذ يستطيع الذكاء الاصطناعي مراقبة ظروف السوق ومستويات المخاطر بشكل مستمر للتأكد من أن المتداولين على علم بأي تغييرات قد تؤثر على استثماراتهم.