مع تنامى الجدل حول جدوى التوسع فى إنشاء مراكز تجارية ضخمة للجمهور فى ظل المنافسة المتصاعدة من مواقع التسوق الإلكتروني، كشفت دراسة حديثة عن مفاجأة بأن جيل المراهقين يفضل المولات عن التسوق الإلكترونى رغم شغفه بومساهمته الكبيرة فى طفرة شركات الإنترنت.
وبحسب الدراسة التى أجرتها شركة العقارات التجارية الأمريكية CBRE فإن %81 من الصبية والمراهقين مواليد الفترة بين عامى 1997 و 2010 يفضلون الشراء من المولات مباشرة بدلا من التسوق الإلكترونى .
وأوضحت الدراسة أن هذه الفئة العمرية تستحوذ على إنفاق سنوى فى متاجر التجزئة يصل إلى 143 مليار دولار أى أنهم تحولوا إلى «منفقين كبار».
وأشارت إلى أن الفئة ذاتها تؤثر أيضا على قرارات شراء للآخرين تصل قيمتها إلى 450 مليار دولار سنويا ، وفقا لبيانات شركة الأبحاث التسويقية eMarketer.
وبحسب الدراسة، يقضى المراهقون فترات طويلة على الإنترنت للتقصى عن السلع التى يرغبون فى شرائها، لكنهم يفضلون الذهاب إلى المتاجر عند اتخاذ قرار الشراء الفعلى.
وقال سبنسر ليفى ، رئيس أبحاث الأمريكتين فى CBRE، إن المراهقين يفضلون المولات لأنها تمنحهم التجربة الملموسة والمتعة الاجتماعية.
وبحسب ليفي، عادة ما يميل المستهلكون إلى شراء سلع أكثر بنسبة %70 عندما يتسوقون فى المولات مقارنة بالتسوق عبر الإنرتنت.
وتابع: «على الرغم من أن معظم المراهقين مهووسون بهواتفهم وبالتكنولوجيا فهم أكثر انفتاحًا على الخيارات الأخرى».
وتشير الدراسة إلى أن «جيل الألفية» (مواليد الحقبة من منتصف الثمانينيات إلى منتصف التسعينيات) كانوا أكثر انجرافا نحو التسوق الإلكترونى.
وحول جدل تأثير التسوق عبر على المولات، قال كالفن شنور، نائب الرئيس الأول للبحوث والتحليل الاقتصادى فى CBRE، إن صناديق الاستثمار العقارى عملت على تغيير نماذج أعمالها لمواجهة هذه الموجة.
وأوضح: «صناديق الاستثمار العقارى قامت بتكييف استراتيجياتها مع أنماط التسوق الاستهلاكية الجديدة، حيث أضحت تعطى مساحات أوسع للمستأجرين الذين يقدمون تجارب يستحيل توفيرها إلكترونيا مثل ملاهى الألعاب ومراكز التمارين الرياضية والمطاعم والبارات».
وأضاف أن العديد من صناديق الاستثمار العقارى طورت مراكز التسوق الخاصة بها بحيث توفر شعورا جديدا للزوار بالمساحات الواسعة.
ويرى شنور أن تلك الاستراتيجيات تحافظ على عودة المتسوقين مجددا إلى المولات.