كلفت إمارة دبي عددا من البنوك لتقديم المشورة بشأن عودتها لأسواق الدين العالمية، من خلال طرح صكوك وسندات فى الوقت الذى تسعى فيه دبى، وهي مركز للتجارة والتمويل والسياحة في الشرق الأوسط لدعم ماليتها التي تضررت كثيرا جراء تفشى وباء كورونا المستجد، بحسب وكالة رويترز.
وأظهرت وثيقة لأحد البنوك التي تتولى ترتيب طرح صكوك وسندات أن دبي تخطط لإصدار صكوك مقومة بالدولار لأجل عشرة أعوام وسندات لأجل 30 عاما.
ويرتب بنك دبي الإسلامي والإمارات دبي الوطني كابيتال وبنك أبوظبي الأول وإتش.إس. بي.سي وستاندرد تشارترد اتصالات مع مستثمرين بداية من اليوم الإثنين قبل القيام بطرح صكوك وسندات فى الأسواق العالمية.
وتعتزم دبي إصدار صكوك وسندات بالحجم القياسي وهو عادة يزيد عن 500 مليون دولار، ضمن برنامج لإصدار صكوك بقيمة 6 مليارات دولار وبرنامج لإصدار سندات بقيمة 5 مليارات دولار.
وقدر مصدر مصرفي أن يصل حجم الإصدارين من صكوك وسندات لحوالي ملياري دولار.
ويأتي الإصداران الجديدان من صكوك وسندات، ويمثلان أول طرق دبى لسوق الدين منذ 2014، وسط تراجع اقتصادي حاد جدد المخاوف بشأن متانتها المالية وأعاد للأذهان ذكريات أزمة الدين في عام 2009.
وفي ذلك الحين، أدت أزمة ائتمان عالمية لانهيار السوق العقارية في دبي وهددت بإجبار بعض الشركات المرتبطة الدولة على التخلف عن سداد ديون تصل لمليارات الدولار.
وقالت زينة رزق المديرة التنفيذية للدخل الثابت في أرقام كابيتال إن الصفقة المزمعة ستجتذب على الأرجح طلبا كبيرا على شريحة الصكوك نظرا لوجود طلب غير محقق من حسابات إسلامية محلية، بينما من المرجح أن تكون الشهية للإصدار الأطول أجلا وهي سندات تقليدية لأجل 30 عاما، موجهة أكثر لمستثمرين دوليين، ”أكثر حساسية للتسعير“.
وصدرت تفاصيل الإصدارين مع توجه مساعدين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للإمارات لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق إقامة علاقات بين الإمارات وإسرائيل.
وبحسب نشرة السندات المؤرخة في 29 يوليو واطلعت عليها رويترز يوم الاثنين جددت دبي في عامي 2018 و2019 لمدة خمس سنوات ديونا بقيمة 20 مليار دولار قدمتها أبوظبي، جارتها الغنية بالنفط، ومصرف الإمارات المركزي عقب أزمة 2009.
بلغت ديون حكومة دبي المباشرة حوالي 34 مليار دولار
وحتى نهاية يونيو من هذا العام، بلغت ديون حكومة دبي المباشرة حوالي 34 مليار دولار بحسب النشرة مضيفة أنه لا توجد تقديرات مجمعة لإجمالي الديون المستحقة على كيانات مرتبطة بالحكومة.
وذكرت أن الوضع المالي الكلي ومتطلبات التمويل المستقبلية المحتملة لهذه الكيانات ربما لم تُرصد بالكامل بعد.
وقدرت شركة الأبحاث كابيتال إيكونوميكس ومقرها لندن أن إجمالي الديون المستحقة على حكومة دبي والكيانات المرتبطة بها حوالي 15.9 مليار دولار يحل أجلها في العام المقبل منها 13.7 مليار دولار مستحقة على الكيانات التابعة. وأضافت أن اقتصاد دبي قد ينكمش حوالي 12 % العام الجاري.
ونتيجة تضرر قطاعات اقتصادية حيوية من الجائحة، ذكرت النشرة أن دبي جمعت العام الجاري 3.6 مليار دولار من خلال أدوات دين مختلفة.
ويشمل ذلك تسهيلات دين إسلامية لمدة عشرة أعوام بقيمة 7.7 مليار درهم وقرضا ثنائيا لمدة سبعة أعوام حجمه 275 مليون دولار وقرضا لمدة ثمانية أعوام بمليار درهم وأداتين للدخل الثابت بمليار درهم و700مليون دولار.
وجرى استخدام جزء من الأموال التي جمعت لتغطية تكاليف خاصة بإكسبو دبي 2020 الذي تم تأجيله لمدة عام بسبب تفشي فيروس كورونا ولتقديم دعم مالي لشركة طيران الإمارت المملوكة لحكومة دبي التي عانت من أزمة مالية بسبب كوفيد-19.
وامتنعت دائرة المالية في دبي عن التعقيب . ولم يرد مكتب الإعلام أو شركة الطيران على الفور على طلبات من رويترز للتعقيب.