أكدت جلسة “نهج شامل لتنفيذ الأمن السيبراني”، ضمن فاعليات معرض القاهرة الدولي للتكنولوجيا “كايرو آي سي تي ” في دورته السادسة والعشرين، أهمية قضية الأمن الرقمي وآليات التطبيق الشامل لحلول التحول الرقمي الآمن، بحضور العديد من خبراء التكنولوجيا في الشركات العالمية العاملة بالسوق المصرية، وفي أسواق منطقة الشرق الأوسط.
أدارت الجلسة الدكتورة ماريان عازر، عضو مجلس النواب، موضحة أن كل الدول تتصارع على أن تكون كل حاجاتها رقمية، بالتوازي مع ضرورات توفير الأمن التكنولوجي، ومن ثم هناك تسارع مستمر لتطوير أية منظومة مع ضرورة توفير الأمن لهذه المنظومة.
وقال المهندس كريم صفوت، رئيس الأمن السيبراني بشركة بنية سيستمز، إن النظرة لا بد أن تكون شاملة، ولكن يجب النظر على كل عناصر المنظومة الرقمية عند وضع إستراتيجية الأمن التكنولوجي، بداية من البنية التحتية وصولًا إلى كل عناصر المنظومة الرقمية.
وأوضح أنه يجب تحديد النقاط المهمة المراد تأمينها، وبناء على ذلك يتم تحديد المعايير القياسية، ثم تقييم عملية التأمين المستخدمة وحجم المخاطر التي تتعرض لها المؤسسات والشركات.
وأشار إلى أنه لا يوجد نظام مؤمَّن بنسبة 100% ، ومن ثم لا بد من المتابعة المستمرة لكل عناصر المنظومة الرقمية طوال الوقت. وتابع: الحلقة الضعيفة عادة ما تكون هي المستخدمين، سواء داخل المؤسسة أو جمهورها من الخارج، ومن ثم لا بد من التوعية والتدريب لكل من يتعامل مع المنظومة الرقمية؛ لأن المسئولية مشتركة على كل عناصر المنظومة.
وأشار المهندس ياسر شلبي، مدير التخطيط اﻹقليمي للأمن السيبراني بشركة سيسكو، إلى وجود مشكلة في مهارات الأمن السيبراني على كل المستويات،
ومن ثم فإن التدريب والتعليم التكنولوجي يتصدر أولويات سيسكو، سواء فيما يتعلق بخدمات الأمن السيبراني أو من خلال أكاديمية سيسكو، التي نحتفل بمرور 25 عامًا على إنشائها.
وشدد على ضرورة إتاحة التكنولوجيا، ولكن الأهم هو تعليم العنصر البشري على التعامل مع هذه التكنولوجيا.
وأشار المهندس يوسف عبدات، من شركة دل تكنولوجيز، إلى أن قضية الأمن السيبراني ليست فقط الحصول على التكنولوجيا، ولكن الأهم هو الجاهزية للتعامل مع مخاطر الأمن السيبراني، وبالتالي سهولة التعافي من هذه المخاطر.
وأوضح المهندس مصطفى صفوت من شركة Regional SD-WAN SME Fortinet أنه يتوجب علينا أولًا التعرف علي تحديات تكنولوجيا المعلومات في ظل التحول الرقمي الراهن والمتسارع في كل المؤسسات، والذي جعلها تتبنى سياسات مختلفة في الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة.
وأشار إلى أن حجم تداول البيانات أصبح كبيرًا جدًّا مع تنفيذ التحول الرقمي الراهن، مما أدى إلى تعقيدات كثيرة وتحديات أكثر من ناحية تطبيق معايير الأمن السيبراني، وظهور ما يُعرف بالثغرات الأمنية لاختراق المؤسسات في القطاعات المختلفة.
وأشار المهندس غسان فريد، مدير الأمن السيبراني بشركة مايكروسوفت مصر، إلى وجود مؤشرات إيجابية في مصر، وفي منطقة الشرق الأوسط في تنفيذ آليات التحول الرقمي الآمن.
وقال إن حجم الإنفاق في منطقة الشرق الأوسط على اﻷمن السيبراني وصل إلى 15 مليار دولار، ومن المتوقع أن يصل إلى 35 مليار دولار في عام 2025.
كما أشار إلى أن تنفيذ القوانين المنظمة للفضاء اﻹلكتروني في دول عديدة في منطقة الشرق الأوسط مثل الإمارات ومصر وغيرهما- بجانب زيادة حجم الإنفاق على مجالات التأمين السيبراني- يعد ضمن أهم العوامل الإيجابية في منطقة الشرق الأوسط في ضوء التحول الرقمي الآمن.
وأوضح أنه يتعين على كل مؤسسة أن تعرف ماذا تحتاج من عملية التأمين، فهناك مؤسسات تحتاج لتأمين البيانات، مثل البنوك والمؤسسات المالية،
وهناك مؤسسات أخرى تحتاج إلى تأمين عملياتها بجانب البيانات مثل قطاع البترول وغيرها من المؤسسات، التي تختلف احتياجاتها الأمنية عن أية مؤسسة أخرى.
وقال المهندس أدهم فهمي رئيس قطاع الأمن السيبراني في شركة Cyshield إن موضوع الأمن الرقمي ليس مجرد أجهزة وشبكات وأنظمة،
ولكن لا بد أن يكون العنصر البشري جزءًا من منظومة الأمن السيبراني، ومن ثم لا بد من الاستثمار في العنصر البشري من خلال التوعية والتدريب والتثقيف التكنولوجي، ومن هنا تأتي أهمية القوانين والسياسات المنظمة للخدمات التكنولوجية.
وقال شاربيل شيكي، مدير المبيعات الإقليمي بشركة Delinea، إن كل شيء داخل المؤسسات في ظل التحول الرقمي الراهن، سواء في البنية التحتية أو الأجهزة والتطبيقات وغيرها كلها عناصر متصلة،
ومن ثم يجب وضعها بالكامل تحت الرقابة الرقمية داخل تلك المؤسسات قبل البدء في إستراتجية الأمن السيبراني، مشيرًا إلى أن ثغرة واحدة تكفي ﻻختراق أية منظومة رقمية.
انعقدت الجلسة ضمن فعاليات الدورة السادسة والعشرين للمعرض والمؤتمر الدولي للتكنولوجيا في الشرق الأوسط وإفريقيا Cairo ICT، والمنعقد على مدار 4 أيام متتالية في الفترة من 27 إلى 30 نوفمبر الحالي، داخل مركز مصر للمعارض الدولية بالقاهرة الجديدة.
جدير بالذكر أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي هي ضيف شرف الدورة الحالية لمعرض ومؤتمر Cairo ICT 2022، والتي انطلقت تحت شعار Leading Change، وتركز على التطور الهائل الذي شهده قطاع التقنية في مصر والمنطقة على مدار ربع قرن.