تبدأ هيئة قناة السويس، الخميس، تطبيق تخفيضات جديدة على سفن الحاويات بنسبة 15٪ من رسوم العبور شريطة أن تكون الحمولة 130 ألف طن، ويتم العمل بالرسوم لمدة 90 يوما، في محاولة منها لجذب شركات الشحن لعودة العبور من المجري الملاحي بدلاً من الطرق البديلة التي اعتمدت عليها نتيجة التوترات الجيوسياسية في منطقة البحر الأحمر، من أواخر عام 2023.
وأشارت الهيئة في منشور لها، إلى أن التخفيض جاء تلبية لرغبة ملاك سفن الحاويات، وفي ضوء التطورات الايجابية الحالية للأوضاع الأمنية في منطقة البحر الأحمر ومضيق باب المندب، مع مساع العودة للمرور من القناة كما كان عليه الحال قبل هجمات البحر الأحمر.
من جانبه قال اللواء إيهاب البنان، رئيس مجلس إدارة وكالة كلاركسون شيبنچ أن التخفيضات ستساعد شركات الشحن العالمية في عمل توازن مع المصروفات التي ارتفعت بشكل كبير خاصة فيما يتعلق ببند وثائق التأمين، وتكلفة التشغيل للمرور من طرق بديلة مثل رأس الرجاء الصالح.
وتعد قناة السويس من أهم الممرات الملاحية فى العالم، وتعتبر أقصر طرق الشحن بين أوروبا وآسيا، وأحد أهم مصادر العملة الأجنبية للاقتصاد المصري
وأضاف لـ”المال” أن تخفيض الحاويات الأخير جاء نتيجة عدة اجتماعات مع رئيس هيئة قناة السويس والخطوط الملاحية منذ مطلع 2025 موضحا أن تم مناقشة الأمر مع إدارة التخطيط بهيئة قناة السويس لمنح ملاك السفن حوافز تغطي مصاريف التأمين مما يحقق مكاسب للطرفين .
وقال “البنان’ إن الحوافز مؤقتة حتي استقرار المنطقة علي أن تحقق الخطوط المستهدفة عدد معين من معدلات العبورحتي تحصل بموجبه علي التخفيض المحدد .
وطالب ” البنان’ بضرورة منح حوافز لسفن الأقل من حمولة 130ألف طن لجميع الأنواع وليست الحاويات فقط .
وأوضح أن قناة السويس تشهد بالفعل عبور للسفن ذات الحمولات الصغيرة والتي تصل إلي 15 ألف طن بالقناة بجانب عبور مراكب ذات حمولات أكبر قليلا وتسدد رسوم التأمين ولكنها لا تمثل اية عداء مع أية أطراف و غير مستهدفة مضيفا أن السفن ذات الحمولات الكبيرة تتخوف من استمرار بعض التوترات وارتفاع تكاليف التأمين و تنظر إلي الأمور بنظرة إقتصادية وأمنية بحتة.
وأستكمل “البنان ” أن الخطوط الملاحية ذات الحمولات الكبيرة والتي لاتعبر القناة حاليا قد حققت مكاسب تصل إلي 60% بسبب عدم سداد رسوم مقابل عبور طريق رأس الرجاء الصالح مقارنة بالقناة علما أن زيادة التكاليف تحملها المستهلك في نهاية الأمر وليست تلك الخطوط.
وتابع : أن طريق “رأس الرجاء ” استوعب كافة سفن أسطول تلك الخطوط متوقعا عودة تلك الخطوط حاليا مع إنهاء حالة الاضطرابات بشكل كامل في منطقة البحر الأحمر .
وتعد الحمولة الصافية لقناة السويس هي حمولة قناة السويس الصافية الأساسية دون أي بنود إضافية تضاف بصفة مؤقتة عند العبور مثل صهاريج القاع المزدوج، مخازن مؤقتة
ومن جانبه قال عادل اللمعي، رئيس غرفة ملاحة بورسعيد ورئيس مجلس إدارة توكيل ميتشيل جينيور، أن التخفيضات جاءت كونها مطلب متكرر من كافة الخطوط، لاسيما وان الفترة الحالية تشهد ركود عالمي، أثرت على كل أطراف سلاسل الامداد.
وطالب “لمعي” إدارة هيئة قناة السويس بضرورة تأسيس شركة تأمين عالمية تساهم لمواجهة الأزمات المتلاحقة بالقناة،بجانب عقد مؤتمر سنوي لإستعراض أهمية وحوافز القناة للخطوط والتوكيلات الملاحية.
ومن ناحيته قال مصدر بالخط الملاحي MSC السويسري، أن الأزمة لا تكمن في الرسوم، لكن المشكلة تتمثل في التوترات الجيوسياسية، والهجمات التي تشنها جماعات الحوثيين من حين لأخر.
ولفت إلي أن بعض شركات الشحن لا يمكن أن تجازف بسفنها طالما المنطقة غير أمنة بشكل كامل فضلا عن أن جدول الإبحار لا يمكن تعديله بين يوم وليلة، لكن بالتأكيد التخفيضات الجديدة ستكون محل اهتمام ودراسة من كل شركات الشحن العالمية.
كما أكد الفريق أسامة ربيع ، رئيس هيئة قناة السويس خلال إستقباله السفير الإيطالي ،أمس الاربعاء ،حرص الهيئة على تعزيز دورها الداعم لسلاسل الإمداد العالمية وخدمة حركة التجارة العالمية بين الشرق والغرب من خلال العمل على توطيد الروابط والعلاقات المشتركة مع العملاء وشركاء النجاح في المجتمع الملاحي الدولي.
وأشار الفريق ربيع إلى سعي الهيئة الدائم لمواكبة المتغيرات المتسارعة في صناعة النقل البحري، والتعامل بمرونة مع التحديات الراهنة في منطقة البحر الأحمر على النحو الأمثل وذلك بتحقيق التواصل المستمر والفعال مع كافة الأطراف المعنية في المجتمع الملاحي الدولي، وتلبية متطلبات العملاء وتحقيق المصالح المشتركة.