سجلت أكبر ثلاث شركات طيران مملوكة للدولة في الصين خسائر كبيرة زادتها جائحة كورونا لتصل إلى 127.6 مليار يوان (18.5 مليار دولار) في نهاية يونيو.
تمسّكت الصين، بحسب وكالة بلومبرج، باستراتيجيتها المتمثلة في عدم التساهل مطلقاً فيما يتعلّق بالقيود الحدودية وعمليات الإغلاق المفاجئ.
أعلنت شركة “اير تشاينا ليمتد” يوم الثلاثاء أنَّ خسائرها الصافية في النصف الأول من العام الجاري زادت بنسبة 186% إلى 19.4 مليار يوان مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
سجلت “تشاينا ساوثرن ايرلاينز كو ليمتد” عجزاً بلغ 11.5 مليار يوان. من جهتها خسرت شركة” تشاينا ايسترن ايرلاينز كورب ليمتد” ” 18.7 مليار يوان.
خسائر أكبر ثلاث شركات طيران في الصين
أشارت شركة “تشاينا ساوثرن ايرلاينز” إلى انخفاض العائدات من ركاب من السفر الداخلي، بينما ألقت شركة “اير تشاينا” باللوم في خسارتها على تخفيض سعة الركاب المسموح سفرهم على متن طائراتها. كما لعب ضعف اليوان وارتفاع أسعار النفط دوراً في الخسائر.
في حين أنَّ بقية العالم انتقل إلى التعايش مع كوفيد والتعامل معه على أنَّه مرض متوطّن، تواصل الصين محاولتها القضاء على الفيروس. إذ أغلقت حدودها إلى حد كبير طوال الوباء، مما أدى إلى انهيار الرحلات الجوية الدولية.
دعمت الخدمات الجوية المحلية شركات الطيران، لكنْ ليس بما يكفي لوقف الخسائر، كما أنَّ عمليات الإغلاق في أماكن مثل شنغهاي ووجهات سياحية مثل سانيا تمثّل رادعاً رئيسياً حتى للسفر الداخلي.
تضررت بشكل خاص شركة “تشاينا إيسترن إيرلاينز” بشدّة من عمليات الإغلاق في شنغهاي، حيث يقع مقرها.
كارثة تحطم طائرة جنوب غرب الصين
كان على شركة الطيران أيضاً التعامل مع كارثة تحطّم إحدى طائراتها في جنوب غرب الصين في مارس، مما أسفر عن مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 132 شخصاً.
كان هذا أول حادث مميت يشهده الطيران التجاري الصيني منذ أكثر من عقد، يُذكر أنَّ التحقيقات جارية بشأنه.
يشار إلى أنَّ النتائج الثلاث كانت متوافقة مع التوقُّعات السابقة لشركات الطيران تلك. ففي وقت سابق؛ حذّرت شركة “تشاينا إيسترن إيرلاينز” من أنَّ الخسائر قد تصل إلى 19.5 مليار يوان في النصف الأول، بينما توقَّعت شركة “إير تشاينا” التي تتخذ من بكين مقراً لها عجزاً يتراوح بين 18.5 مليار يوان و21 مليار يوان، في حين حذّرت شركة “تشاينا ساوثرن إيرلاينز” من أنَّها قد تخسر 12.1 مليار يوان.
على الرغم من التحديات؛ ما تزال الصين واحدة من أكبر أسواق الطيران وأكثرها أهمية في العالم، فقد كانت شركات الطيران الرئيسية الثلاث وراء إبرام طلب شراء طائرات “إيرباص” بقيمة 37 مليار دولار في يوليو، وهي أول عملية شراء كبيرة لها منذ تفشي كوفيد.