قال جون لوكا، مدير التطوير بشركة ثانك ماركتس البريطانية للوساطة وتداول عقود النفط، ومحلل أسواق النفط العالمية، إن أجواء التفاؤل بشأن تعافي أسواق النفط مرتفعة جدا، على الرغم من مخاوف تفشي موجة ثانية من كورونا، موضحا أن اتفاق أوبك بلس ساعد على مرونة بآليات السوق للحفاظ على توازن السوق.
وأضاف لوكا في بيان صحفي: “يونيو هو شهر تعافي للنفط ليرتفع فوق مستويات 40 دولارا لخام برنت بعد شهرين هما الأسوأ في تاريخ النفط على الإطلاق”.
وأشار إلى أن أسباب الصعود تعود إلى فتح أغلب اقتصادات العالم واستئناف تدريجي للأعمال، مع توقعات عودة للسياحة والطيران في بعض الدول مما يدعم تحسن الطلب.
وأوضح لوكا إلى انحسار المعروض النفطي مع تمديد اتفاق “أوبك +” خفض إنتاج بنحو 9.7 مليون برميل يوميا حتى نهاية يوليو، بجانب الخفض الطوعي للدول الخليجية بقيادة السعودية، بجانب تراجع إنتاج الولايات المتحدة الأمريكية إلى 11.1 مليون برميل في الأسبوع الماضي، قياسا على 13 مليون برميل قبل جائحة كورونا.
وتابع محلل أسواق النفط العالمية، أن السعودية والإمارات والكويت بتخفيضات إضافية طوعية بحوالي 1.8 مليون برميل يوميا، ولكن الدول الثلاث أكد أنهم يقوموا بمد هذه التخفيضات، بعد أن قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان أن الخفض الطوعي أدى الغرض منه وأن الزيادة في يوليو ستتجه للاستهلاك المحلي حيث أن الاستهلاك المحلي يزيد بسبب توليد الكهرباء للطقس الحار.
كما قامت أرامكو السعودية برفع بيع خاماتها تسليم يوليو، وذلك بهدف منع الشراء بهدف التخزين.
وحول هبوط الأسعار دون الـ40 دولار خلال تعاملات الأسبوع الماضي، قال لوكا إن الأسباب ترجع إلى ارتفاع مخزونات النفط الامريكية على نحو مفاجئ بنحو 5.7 مليون برميل خلال أخر أسبوع بزيادة أعلى من المتوقع عند 1.7 مليون برميل فقط.
كما شكلت مخاوف موجة تفشي ثانية لفيروس كورونا وذلك مع تزايد ملحوظ في أعداد الإصابات في دول كثيرة بسبب فتح الاقتصادات للأنشطة الاقتصادية.
وقال لوكا إن وكالة موديز خفضت توقعاتها للنفط في 2020 بـ 8 دولارات للبرميل الى 35 دولار و45 دولار في 2021، أما غولد مان ساكس فقد رفع توقعاته للنفط إلى 37 دولار للبرميل في 2020 ثم إلى 60 دولارا للبرميل في 2022.
وتوقع لوكا ألا تهبط الأسعار أدني مستويات 30 دولار للبرميل وذلك لأن الدول بالفعل أصبحت قادرة إيجاد الحلول للحفاظ على توازن الأسواق، لأن من مصلحة الجميع الاتفاق، وليس هناك مجال لخسارة هذا القطاع الاستراتيجي وأن المنتجين قادرين على الاتفاق.
واستبعد محلل أسواق النفط أن تصل الأسعار فوق مستويات 60 دولار للبرميل إلا في حالة وجود علاج او لقاح لـ”كوفيد-19″.