قال أحمد الشيخ، خبير الإعلام الرقمي والمتخصص بشركة ميديا مايز بلندن، إن هناك فروقًا ملوحوظة بين الذكاء الاصطناعي و«الهري» الطبيعي، مشيرًا إلى الـ«ديب فيك» لا ينفصل عن الذكاء الاصطناعي، بينما لا يمكن لـ«الربوت» أن يعمل في نفس الظروف التي يعمل بها البشر العاديون.
جاء ذلك خلال فعاليات المؤتمر الدولي الثاني لصحافة الموبايل، تحت عنوان “صحافة الموبايل في عصر الذكاء الاصطناعي”، بمقر الأكاديمية العربية للعلوم والنقل البحري والتكنولوجيا، برعاية وزارة التضامن الاجتماعي، المنعقد أمس واليوم، السابع عشر والثامن عشر من سبتمبر الجاري، بحضور عدد كبير من المشاركين والمدربين والمتحدثين، لمناقشة التطورات التي طرأت على صحافة الموبايل، بعد ظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وبدأ الشيخ مداخلته بالمؤتمر عبر الفيديوكونفراس، بتقديم مذيعة له، بينما اكتشف الحضور أنها مجرد «ربوت» تم أتمتة مقدمتها باللغة العربية الفصحى، ولكن المذيعة المزيفة لم تستطع نطق بعض الكلمات على وجهها الصحيح.
وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه العمل في نفس الظروف التي يعمل بها البشر، بينما هناك فرق واضح بين التزييف العميق، والتزييف الضحل، حيث ينصب النوع الأول من النوعين على مقاطع الفيديو، بينما الآخر ينطبق على الصور الفوتوغرافية.
وأكد أن هناك مبالغة واضحة في التهويل من مخاطر رصد التزييف العميق، بينما يمكن رصده بالعقل البشري وبإعمال طرق البحث المختلفة، مشيرًا إلى أن هناك تحذيرات دولية ضد الـ«ديب فيك»، مشيرًا إلى أن هناك تحذيرات واسعة من وزارتي الأمن الداخلي والعدل بالولايات المتحدة.
وألمح إلى أن التزييف العميق يستخدم في النصب والاحتيال، ولكنه يدخل أيضًا في الترفيه والعمل الصحفي القوي، مشيرًا إلى الفيلم التسجيلي «مرحبًا بكم في الشيشان»، حيث لجأ مخرج العمل إلى تطوير وجوه مختلفة عن الوجوه الأصلية للمصادر كيلا يصيبهم ضرر من جراء اشتراكهم بمادة فيلمية عن مثل تلك الموضوعات.
وتابع أن هناك شخصيات شهيرة على «تيك توك» تربح الكثير من الأموال عبر انتحاله لشخصية توم كروز، الممثل العالمي، في إطار ترفيهي، مع معرفة الجمهور بذلك، مشيرًا إلى أن ذلك يستخدم في الإمتاع والإبداع، مع ضمان الانتشار للأعمال من ذلك النوع.
وأكد أن الضرورة تقتضي الابتعاد عن التهويل والتهوين من خطورة الذكاء الاصطناعي، حيث إن الأخطار العديدة منه لا تتأتى إلا عبر غياب الوعي والبعد عن الحيادية وتعمد التزوير والإصرار على عدم التأكد من صحة البيانات.