يعد التأمين نشاطا تجاريا يسعى لتحقيق الربح، لكنه يحمل في جوهره هدفا أسمى يتمثل في توفير الحماية للأفراد والشركات من المخاطر غير المتوقعة والكوارث المحتملة، فهو ليس مجرد وسيلة لجني الأرباح، بل أداة لنقل المخاطر عن كاهل الأفراد والمؤسسات، مما يضمن لهم الاستقرار المالي والأمان في مواجهة التحديات التي قد تهدد حياتهم أو ممتلكاتهم.
فمن خلال التأمين، يتمكن الأفراد من تخفيف الأعباء الناجمة عن الحوادث والكوارث الطبيعية أو الصناعية، ما يتيح لهم مواصلة حياتهم وأعمالهم دون القلق المستمر من الخسائر الفادحة.
وتعد السياسة الاكتتابية أداة إستراتيجية حيوية لشركات التأمين، وهي أحد العناصر الأساسية في عمليات التأمين، حيث تحدد المعايير والإرشادات التي يجب اتباعها عند تقييم وتحديد المخاطر التي يمكن أن تغطيها الشركة، بينما تهدف هذه السياسة إلى تحقيق التوازن بين المخاطر والفرص وضمان استدامة الشركة من خلال اتخاذ قرارات مستنيرة تتعلق بقبول أو رفض طلبات التأمين.
“المال” تواصلت مع إيهاب خضر، عضو مجلس الإدارة المعتمد وخبير الإدارة الإستراتيجية ووسيط التأمين، وأوضح أن السياسة الاكتتابية توضح بناء على مجموعة من العوامل الأساسية، وهي الأهداف الإستراتيجية للشركة، حيث تسعى الشركات إلى تحقيق أهدافها المالية والتجارية، لذا تعتمد السياسة الاكتتابية بما يتناسب مع هذه الأهداف.
وأشار خضر إلى أن السياسة الاكتتابية تعتمد على تحليل السوق، حيث دراسة السوق والمنافسة، لتحديد نوع المخاطر التي ترغب الشركة في الاكتتاب بها وكذلك المخاطر التي يمكن أن تعود عليها بعوائد جيدة.
وبيّن أن الخبرة السابقة تعد عنصرا مهما من عناصر الاكتتاب، حيث تلعب التجارب السابقة في الاكتتاب دورا مهما في تحديد السياسة، فإذا كانت هناك تجارب سابقة ناجحة أو فاشلة في نوع معين من التأمين قد تؤثر على القرار الحالي.
وأوضحت أن الظروف الاقتصادية والقوانين المعمول بها في الصناعة على كيفية تحديد السياسة الاكتتابية، حيث تتكيف الشركات مع التغييرات في التشريعات والممارسات المالية.
وأكد أن تأخذ السياسة الاكتتابية قد تأخذ في اعتبارها وجود اتفاقيات إعادة التأمين، حيث توفر هذه الاتفاقيات حماية إضافية للشركة ضد الخسائر الكبيرة، وإذا كانت الشركة لديها اتفاقيات إعادة تأمين فقد تكون أكثر استعداد لقبول مخاطر معينة.
والجراف
الأخطار المقبولة وغير المقبولة
وأوضح أن هناك أخطارا مقبولة وغير مقبولة في العمليات الاكتتابية، وتشمل الأخطار المقبولة تلك التي تتماشى مع السياسة الاكتتابية والمعايير المحددة من قبل الشركة، ويمكن أن تشمل المخاطر النمطية، مثل تأمين السيارات وتأمين المنازل والتأمين الصحي، وتعد هذه المخاطر شائعة ومقبولة نظرا لتوفر البيانات الكافية حولها، أو المشروعات المعروفة، مثل المشروعات الصناعية أو التجارية التي لديها سجل جيد في الأداء وقيمتها المالية ثابتة.
وذكر أن الأخطار غير المقبولة تشمل الأخطار التي تعد عالية المخاطر أو التي تفتقر إلى المعلومات اللازمة لتقييمها بشكل صحيح، ويمكن أن تشمل المخاطر غير النمطية، مثل الأنشطة الخطرة، مثل تأمين الفعاليات الكبيرة، أو المشروعات الجديدة التي لا توجد معلومات كافية عنها.
وتابع أن من الأخطار غير المقبولة، المخاطر المرتبطة بالظروف الاستثنائية، مثل التأمين على الممتلكات في المناطق ذات المخاطر العالية، مثل الزلازل أو الفيضانات، دون وجود تدابير للحد من هذه المخاطر.