خبير: أي صدمة في البرازيل ستشعل أسعار السكر عالميا

ارتفع سعر السكر الخام في نيويورك يوم الثلاثاء، بنسبة 0.3% ليسجل 20.73 سنت للرطل

خبير: أي صدمة في البرازيل ستشعل أسعار السكر عالميا
أيمن عزام

أيمن عزام

9:29 م, الأربعاء, 8 فبراير 23

أشار أحد الخبراء إلى أن مصدر القلق الأكبر بخصوص أسعار السكر عالميا هو شح المخزونات، وفي حالة حدوث أي صدمة في البرازيل فسوف تشتعل الأسعار، بحسب وكالة بلومبرج.

سجلت العقود الآجلة للسكر أعلى مستوى لها منذ ست سنوات الأسبوع الماضي، مما يهدّد بمزيد من الضغوط التضخمية مع ارتفاع أسعار المخبوزات والحلوى والمشروبات الغازية.

توقعات أسعار السكر عالميا

 وعلى الرغم من أنَّ البرازيل، وهي أكبر دولة مصدرة للسكر، ستجمع على الأرجح محصولاً أكبر بكثير، لكن هذه الإمدادات لن تصل إلى الأسواق قبل بداية موسم الحصاد في أبريل تقريباً، بينما تعاني هذه الأسواق اليوم من شح المعروض.

تعود ظروف السوق هذه إلى ضعف الإنتاج في الهند الذي سيحدّ من صادراتها على الأرجح، وإلى تضرر الإنتاج الأوروبي من موجات الجفاف التي شهدتها القارة، فضلاً عن حالة عدم اليقين التي تسبب بها حظر استخدام المبيدات في أوروبا. وبالإضافة إلى ذلك، تحوّل المصانع الهندية المزيد من قصب السكر لإنتاج الإيثانول، فيما يُتوقَّع أن تسهم إعادة فتح الصين في زيادة الطلب.

هناك بالفعل علامات على أنَّ ارتفاع أسعار السكر يتسبب في زيادات أسعار البيع بالتجزئة في متاجر البقالة في الولايات المتحدة وأوروبا.

قال رحيل شيخ، العضو المنتدب لشركة “مير كوموديتيز إنديا”: “مصدر القلق الأكبر، هو شحّ المخزونات على مستوى العالم.. اليوم، يُستبعد أن تكون هناك صادرات إضافية من الهند، وفي حال حدثت أي صدمة في البرازيل، فستشتعل السوق العالمية”.

ارتفع سعر السكر الخام في نيويورك يوم الثلاثاء، بنسبة 0.3% ليسجل 20.73 سنت للرطل، في حين بلغت العقود الآجلة في الأول من فبراير، 21.86 سنت للرطل.

الصادرات الهندية

لقد كانت كميات التصدير من الهند، وهي ثاني أكبر دولة تزرع قصب السكر، محل تساؤل رئيسي في السوق. وخلال الأسبوع الماضي، خفّضت جمعية مصانع السكر الهندية توقُّعاتها لشحنات السكر إلى حوالي 6 ملايين طن للموسم الجاري، بعدما أضرّ سوء الأحوال الجوية بالإنتاج، وهو ما يجعل احتمال سماح الحكومة الهندية بتصدير كميات إضافية من السكر أمراً مستبعداً.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي سعي الهند إلى تعزيز إنتاج الإيثانول، إلى تحويل المزيد من قصب السكر نحو إنتاج الوقود الحيوي بدلاً من السكر.

محاصيل البرازيل

يُفترض أن تحصد البرازيل أفضل محاصيلها على الإطلاق، بعد أن أثرت موجات الجفاف والصقيع على المحاصيل السابقة. لكنَّ الطقس الجيد سيسمح بمعالجة المحاصيل باكراً، مما يزيد المنافسة على مساحات التخزين في الموانئ خلال فترة ذروة شحن إمدادات فول الصويا القياسية. ولذلك، يستعد المنتجون والتجار لازدحام الموانئ.

قد تؤدي القدرة التصديرية المحدودة إلى رفع علاوة السكر في التعاملات الفورية، كما قالت آنا زانكانر، المحللة في تطبيق “تشاب” (Czap) التابع لـ”تشارنيكو جروب” . أثار ارتفاع أسعار الوقود مؤخراً مخاوف من لجوء مصانع البرازيل إلى تحويل المزيد من قصب السكر إلى إنتاج الإيثانول، برغم أنَّ إنتاج السكر ما يزال أكثر ربحية بالنسبة إليها.

قلق أوروبي

تضطر أوروبا بالفعل إلى استيراد كميات أكبر من السكر، بعدما أضرّت موجات الحر والجفاف بالإنتاج. والآن، يتعرض الإنتاج لتهديد أكبر من قرار الاتحاد الأوروبي الذي يفرض حظراً على استخدام مبيدات النيونيكوتينويد، وهو نوع من المبيدات الحشرية الضارة بالنحل.

في علامة على شحّ الامدادات، يشير التجار إلى أنَّ بعض شركات الأغذية الأوروبية ما تزال تدفع مقابل السكر المكرّر أكثر من 1000 جنيه إسترليني (1204 دولارات) للطن في السوق الفورية، أي أعلى بكثير من المبلغ الذي تدفعه عادةً، الأمر الذي يشكّل ضغطاً على هوامش الربح.

مصادر أخرى

لن تكون الإمدادات التايلندية الأكبر كافية لسد الفجوة التي خلّفها انخفاض محاصيل الهند وأي تأخير محتمل في الشحنات البرازيلية، بحسب ما قالت شركة “تاي شوجر ميلز” .

في الولايات المتحدة، أدت اضطرابات إمدادات سكر البنجر إلى رفع أسعار السكر المكرّر، لتطال أسعار الحلوى والمخبوزات. كما يُتوقَّع تراجع الإنتاج في المكسيك، المورّد الرئيسي للولايات المتحدة.

زيادة الطلب

يجب أن تسهم إعادة فتح الصين لحدودها في تعزيز الطلب، كما قال مايكل ماكدوغال، العضو المنتدب في شركة الوساطة “باراجون جلوبال ماركتس” . ويأتي ذلك بينما تتنافس شركات الأغذية، التي استفادت من المخزونات الفائضة في السنوات الماضية، على إمدادات محدودة حالياً.

يشكل شحّ المعروض مصدر قلق كبير لصناعة الأغذية والمشروبات في إندونيسيا، أكبر دولة مستوردة للسكر، التي تصدّر سلعاً مثل المعكرونة سريعة التحضير المعروفة بالـ”نودلز” والمشروبات المحلّاة. وقالت جمعية مصافي السكر الإندونيسية إنَّ الدولة قد تلجأ إلى استيراد السكر من البرازيل وأستراليا لسد أي فجوة محتملة من الهند.

تأثير المضاربة المفرطة

قال سوميت بانيرجي، رئيس التداول في شركة “الخليج للسكر” ومقرها دبي، إنَّ المضاربة المفرطة عززت موجة الصعود، ويُرجح أن يسهم الفائض المحتمل في تراجع الأسعار.

أما على جانب العرض؛ فتشكّل المحاصيل الأخرى الأكثر ربحية تهديداً لزراعة محاصيل السكر، إذ أشار ماكدوغال من “باراغون” إلى أنَّ ارتفاع أسعار الحبوب تسبّب “في استحواذها على مساحات زراعية كانت مخصصة للبنجر وقصب السكر في عدد من الدول”.