يؤثر التلوث على المجتمعات، لا سيما عندما يتم حرق الوقود الأحفوري بواسطة السيارات ومحطات الطاقة والمنشآت الصناعية، فإنها تطلق المزيد من الشوائب، ولا يقف الأمر عند ذلك فحسب.
كما تخرب منشئات إنتاج النفط والغاز المناظر الطبيعية، ابتداء من الآبار النشطة إلى مصانع المعالجة، بينما يعيش الناس على بعد نصف ميل منها، وتتعرض تلك المواقع للملوثات بشكل يومي.
وتعتبر التهديدات الصحية من إنتاج النفط والغاز حقيقية لا يجرؤ أحد على إنكارها، ومن الأهمية بمكان؛ تقليل تطوير الوقود الأحفوري، خاصة في الأراضي العامة التي يجب أن تساهم في صحتنا ورفاهيتنا.
الانبعاثات وتغير المناخ
قالت أماني الماحي؛ رئيس قطاع بشركة مصر للتأمين ومستشار العلاقات الدبلوماسية بالاتحاد الأفروأسيوي للقانون الدولي وخبيرة إعادة تأمين البترول بالشركة المصرية لإعادة التأمين، إن تلوث الهواء من الوقود الأحفوري يعرف باسم «القاتل غير المرئي»، إذ يمكن أن يؤدي إلى أمراض الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية وأمراض أخرى، فضلًا على مسئوليته عن أكثر من 13٪ من الوفيات بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 14 عامًا أو أكثر عالميًا، كما يمكن أن يؤدي تطوير الوقود الأحفوري إلى تسرب مواد سامة إلى التربة ومصادر مياه الشرب، مما يتسبب في الإصابة بالسرطان، والأمراض الصدرية.
وأضافت أن الانبعاثات الخطيرة تحفز تغير المناخ، وقد كانت هذه السنوات من أكثر الأعوام دفئًا على الإطلاق، وبدت مواسم حرائق الغابات أطول والأعاصير أكثر خطورة، مشيرة إلى أن أحداث الطقس المتطرفة ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالوقود الأحفوري الذي يطلق غازات احتباس الحرارة في الغلاف الجوي.
ويرجع هذا الأثر على المجتمعات السمراء بسبب سياسات وممارسات الإسكان غير العادلة، إذ غالبًا ما تعيش هذه المجتمعات في أحياء خرسانية خالية من الأشجار، تكون أكثر عرضة لظواهر الطقس القاسية، وصعوبة الوصول إلى المناظر الطبيعية التي تساعد في التخفيف من آثار المناخ.
وعلقت الماحي بأنه يمكن تقليل استخراج الوقود الأحفوري على هذه الأراضي، واستبدالها بالمزيد من الطاقة المتجددة.
وأشارت إلى أن تطوير النفط والغاز يمكن أن يدمر الأراضي البرية، حيث إن البنية التحتية المبنية لاستخراج النفط والغاز يمكن أن تترك آثارًا جذرية على الأراضي البرية، كما يتطلب إنشاء الطرق والمرافق ومواقع الحفر استخدام معدات ثقيلة تدمير أجزاء كبيرة من البرية، وغالبًا ما يكون الضرر غير قابل للإصلاح، وحتى إذا تخلت شركات النفط والغاز في النهاية عن تلك المواقع فقد يستغرق الأمر قرونًا قبل أن تتعافى تمامًا.
وهكذا، فإن هناك آثارًا جانبية لصناعة النفط والغاز، يمكن أن تضر في النهاية بالمجتمعات المحلية التي تعتمد على السياحة لكسب العيش، حيث إن الترفه في الهواء الطلق محرك كبير للاقتصادات المحلية والوطنية.
والجراف التالي يبين الأداء المناخي عالميًا، بانتهاء 2022، حسب وكالة DW، لحين صدور تقرير 2023:
حلول مبتكرة
اقترحت مستشار العلاقات الدبلوماسية بالاتحاد الأفروأسيوي للقانون الدولي، مراقبة المشروعات الخاصة بالنفط والغاز كاملة، بمعلومات دقيقة، إذ يمكن للعديد من الأشياء الصغيرة والكبيرة التأثير على أداء تلك الشركات، مع تطور التكنولوجيا المتقدمة بشكل متزايد، في ظل حضور قوي تتنافس العديد من الشركات فيه لتكون الأفضل.
وأكدت على ضرورة احتياج الشركات إلى تتبع وتحديث جميع المشروعات الصغيرة والكبيرة، بالتأكد من أن التقييم يستند إلى معلومات دقيقة، لتجنب الاحتيال.
وذكرت ضرورة وجود تمثيل واقعي للخزانات الجوفية وغيرها من معدات النفط والغاز، وذلك بالاعتماد على النمذجة الثلاثية الأبعاد والتصورات عالية الجودة، مشيرة نمذجة البرامج الخطية والزلزالية ثلاثية الأبعاد تساعد على تحقيق الكفاءات التشغيلية عبر سلسلة القيمة واكتشاف موارد هيدروكربونية جديدة.
وختامًا، يمكن لمهندسي النفط باستخدام النمذجة ثلاثية الأبعاد جنبًا إلى جنب مع بيانات الإنتاج التاريخية، تحسين تخطيط العمليات والإنتاج، من خلال البيانات القائمة على محاكاة مرحلتي الإنتاج والحقن، خلال دورة حياة الخزان، إضافة إلى عمل النمذجة ثلاثية الأبعاد على خفض التكاليف وتقليل المخاطر وتحسين أداء أصول O&G.