تباينت آراء العديد من أعضاء لجان الجزارة ومنتجات الألبان وبعض الخبراء والباحثين فى الثروة الحيوانية حول جدوى استيراد سلالات لأنواع معينة من الأبقار من بعض الدول ذات معدلات أنتاج وفيرة من الألبان أو آخرى تعطى كميات أكبر من اللحوم من نظيرتها المحلية للحد من مشكلة الألبان واللحوم التى يشهدها السوق.
وأكد عدد من الخبراء والمختصين أن هذه الطروحات تتطلب توفير بعض العوامل لنجاحها وفى مقدمتها تهيئة بعض الأوضاع والظروف المعيشية قبيل الاتجاه لتلك الخطوات وذلك لنجاح التجربة، موضحين ضرورة توفير مناخ وبيئة لتربية تلك السلاسات شبيهة بدول المنشأ التى تم استيرادها منها حفاظا على معدلات أدرار الألبان.
كما يشدد بعض الخبراء أهمية تأهيل وتوعية الأفراد والمربين الذين سيتعاملون مع تلك الأبقار للمحافظة عليها نظراً لأرتفاع أسعارها، لافتين إلى أن بعض تلك الأمهات يمكن استيرادها ستقوم بإنتاج كميات تصل لنحو 40 كيلو يومي من الألبان.
فى البداية طالب عادل غباشي رئيس مجلس إداره لجنة الألبان في الغرفة التجارية في الإسكندرية، بضروره العمل على استيراد سلالات من الأبقار من خارج البلاد.
وأضاف أن هناك بعض الآراء التى ترى أن المناخ والعوامل الجوية في بعض الدول التي يتم استيراد منها السلالات لا يتناسب ولايتلائم مع الجو المتاح في مصر ، فضلاً عن أنه في الخارج يتم إطلاق هذه الحيوانات في أجواء معينه وتؤدي الى ويؤثر على إنتاجياتها.
وأكد غباشى أنه يضاف إلى ذلك أن التجهيزات الموجودة في الخارج قد تكون أفضل من الموجودة لدينا.
وبدوره قال المهندس مصطفى السيد مدير إدارة الإنتاج الحيواني الأسبق في مديرية الزراعة بالإسكندرية، أنه عند العمل على استيراد سلالات آخرى من الحيوانات من الخارج ينبغى التفريق بين نوعين من أغراض الاستيراد.
وأشار السيد إلى أن الاستيراد من الخارج بالنسبة للحيوانات والمواشى هناك نوعين منه، والنوع الأول هو إما أن يكون عن طريق توفير عجول للحجر الزراعى لمدة 45 يوم وبعد ذلك يتم دخولها للأراضي المصرية لذبحها.
وأضاف مدير إدارة الإنتاج الحيواني الأسبق في مديرية الزراعة بالإسكندرية، أن النوع الثانى هو أستيراد الأمهات بغرض العمل على لتوفير أحتياجات الألبان.
وتابع : حيث إن بعض تلك الأمهات يقوم بإنتاج نحو 30 إلى 40 كيلو يومي من الألبان لكن في الوقت ذاته لا يمكن أن يتم أعطاء هذا الحيوان لشخص غير مختص ولا يستطيع التعامل معه لأن ذلك سيؤدي الى انخفاض أنتاجيته لعدم توفير البيئة المناسبه له.
وشدّد مدير إدارة الإنتاج الحيواني الأسبق في مديرية الزراعة بالإسكندرية، على أن ارتفاع أسعار تلك الأبقار التي يتم شراؤها من الخارج تجعلها بالتالي تحتاج إلى التعامل مع المتخصص للحفاظ على تلك الحيوانات مرتفعة القيمة.
وتتصاعد مطالبات العديد من العاملين فى مجال الألبان بين الحين والآخر بشأن إمكانية أستيراد سلالات من الأبقار من الخارج تعطى معدلات إنتاج وفيرة وبكميات كبيرة للحدمن مشكلة نقص الألبان ، وبما يؤدى لزيادة الكميات المتاحة وبالتالى تتراجع أسعارها فى الأسواق.
بدوره اعتبر محمد عبد المجيد عبد السلام، عضو شعبة محلات الجزارة بغرفة تجارة الإسكندرية، أن المواطن أعتاد على اللحوم البلدى، وبالتالى فإن اللحوم المستوردة لا يقبل المواطن على شرائها إلا مضطراً.
وأضاف عبد السلام أنه فى حال استيراد سلالات من الأبقار بهدف توفير اللحوم منها فلا يمكن التنبأ بمدى نحاجها فى الأسواق .
وأوضح أنه من الممكن ألا تلاقى تلك الأنواع إقبالا من المستهلك الذى أعتاد على طعم اللحم البلدى المحلي، قد يتوجس من اللحوم الجديدة .
وكان السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضى قد أعلن قبل أشهر عن أنه تم إطلاق مشروع تحسين السلالات عالية الانتاجية وذلك بهدف زيادة إنتاجية السلالات المحلية الموجودة فى مصر لدى صغار المزارعين عن طريق التلقيح الإصطناعي بسلالات عالية الإنتاجية مما يزيد من إنتاجيتها من الألبان واللحوم بالإضافة إلى إستيراد عجلات عشار وتحت العشار من السلالات عالية الإنتاجية وتوفيرها بقروض ميسرة لصغار المزارعين، وذلك كله على دعم الدور الكبير الذى يلعبه كبار المربين و الجهات الاخرى فى إنشاء وتطوير المزارع النظامية .
وأوضح وزير الزراعة أنه تم تطوير البنية الأساسية اللازمة لتنفيذ التلقيح الإصطناعي، وإنشاء 632 نقطة تلقيح إصطناعى بالوحدات البيطرية وتجهيزها بالأجهزة المطلوبة لتنفيذ إجراءات التلقيح الإصطناعى فى القرى بالمحافظات المختلفة، فضلا عن إدراج كافة إحتياجات الخدمات البيطرية والتحسين الوراثي ونقاط للتلقيح الاصطناعي ضمن 332 مركزا للخدمات الزراعية ضمن قرى حياة كريمة.
وأكد القصير أنه تم تطوير البرامج الخدمية التي تقدم لصغار المربين فى إطار مبادرة “حياة كريمة” من خلال إمداد كل منهم من 1-2 رأس ماشية عالية الإنتاجية بديلاً عما يمتلكه الفلاح من ماشية قليلة الإنتاجية بهدف الارتقاء بتحسين معيشة هؤلاء المواطنين إلى الأفضل، لافتا الى انه تم التنسيق والتعاون مع منظمات المجتمع المدني ووزارتي التضامن الاجتماعي والأوقاف وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية والمستثمرين والقطاع المصرفى في مجال الإنتاج الحيواني في توفير سلالات الأبقار عالية الإنتاجية للفلاحين وبدعم من الجهات المختلفة.
وكما أن القصير كان قد أوضح انه تم توقيع بروتوكولات مع الجهات ذات الصلة للقيام بتوفير الرؤوس ذات المواصفات المطلوبة مثل مؤسسات المجتمع المدنى و وزارة الاوقاف و وزارة التضامن و بعض مستثمري القطاع الخاص، مع توفير قروض ميسرة لصغار المربين من البنك الزراعي المصري بفائدة 5%، و تم تسليم الدفعة الأولي في أغسطس العام الماضى 100 عجلة بقري عشار هولشتين عالية الإنتاجية ل 100 أسرة بمحافظة الفيوم.
كما تم إصدار الموافقة لإحدى الشركات لعمل محجر مؤقت على مساحة 10 أفدنة بمحافظة الشرقية لإستيراد سلالات الأبقار عالية الإنتاجية وتوزيعها على صغار المزارعيين وتحصيل ثمنها من إنتاج الألبان التى سيتم إستلامه منهم مع تقديم الدعم الفني لهم، كما تم تقديم التيسيرات والموافقات الإستيرادية لإحدى مؤسسات المجتمع المدنى والجمعيات التعاونية الزراعية وشركات القطاع الخاص لاستيراد العجلات العشار عالية الإنتاجية وتوفيرها كقروض ميسرة بتمويل من البنك الزراعي والبنك الأهلي .