طرح خبراء ومحللون ببنوك استثمار تساؤلا حول الاستراتيجية الاستثمارية التي ستطبقها شركة أوراسكوم للاستثمار القابضة، عقب إعلانها اليوم موافقة مجلس إدارتها على قرار تقسيمها إلى كيانين.
ويرى الخبراء أن إعلان الشركة للاستراتيجية الاستثمارية لما بعد عملية التقسيم من شأنه توضيح الأمور بشأن توقعات تأثير هذه العملية على الكيانات الجديدة.
وكانت أوراسكوم للاستثمار أعلنت في بيان للبورصة المصرية اليوم الاثنين إن مجلس إدارتها وافق على قرار التقسيم كأحد وسائل إعادة الهيكلة، المعروضة من الإدارة التنفيذية للشركة، دون الإشارة إلى الاستراتيجية الاستثمارية التي سيتم اتباعها عقب التقسيم فعليا.
وأوضحت أن القرار سينتج عنه كيانين هما شركة أوراسكوم للاستثمار القابضة (شركة قاسمة)، وستظل محتفظة بترخيصها كشركة غرضها “الاشتراك في تأسيس كافة الشركات المساهمة أو التوصية بالأسهم التي تصدر أوراقا مالية أو زيادة رؤوس أموالها”، كما ستظل مقيدة بالبورصة المصرية.
و(شركة منقسمة) هي أوراسكوم المالية القابضة والتي ستكون كيان قانوني جديد في شكل شركة مساهمة، غرضها “الاشتراك في تأسيس الشركات التي تصدر أوراقا مالية أو في زيادة رؤوس أموالها والتي تعمل في مجالات الأنشطة المالية”.
الألفي: آثار التقسم لم تتبلور
قال عمرو الألفي، رئيس قطاع البحوث في بنك استثمار برايم، إن تفاصيل عملية التقسيم واثارها لم تتبلور بعد، كما أن النشاط الرئيسي للشركة القاسمة أوراسكوم للاستثمار ليس واضحا ، لذا مُنتظر معرفة استراتيجية ما بعد التقسيم خلال الفترة المقبلة.
وذكر أنه بإدخال كلا من شركتي ثروة و بلتون تحت مظلة الشركة المنقسمة اوراسكوم المالية القابضة فسيترتب على ذلك تمثيل الكيان بـ3 اسهم في البورصة وهم بلتون، و ثروة، و أوراسكوم المالية ما سيتيح فرصة الاستثمار مباشرة في ايا من الشركتين التابعتين او بشكل غير مباشر من خلال الكيان الأم.
هيرميس: الاستراتيجية الاستثمارية تحدد تأثير القرار على الكيانات الجديدة
وقال عمر ماهر، محلل قطاع الاتصالات ببحوث بنك استثمار هيرميس إن قرار الانقسام يأتي متوافقا مع رؤية هيرميس بأهمية إعادة هيكلة الشركة وما في ذلك من أهمية لتوضيح الاستراتيجية الاستثمارية.
ويرى ماهر في إن الوقت مازال مبكرا حول وضع أي توقعات بشأن القرار وتأثيره على الشركتين والمؤشرات المالية المتوقعة، ما لم تقوم الشركة بإعلان استراتيجية استثمارية مفصلة، فضلا عن أن القرار مازال أمامه خطوات أخرى مثل العرض على الجمعية العمومية غير العادية، والهيئة العامة للاستثمار لصدور تقريرها بشأن مدى الجدوى الاقتصادية لعملية التقسيم.
يشار إلى أن أوراسكوم قالت في بيانها المنشور عبر شاشة البورصة المصرية الإثنين انه سيتم عرض مقترح التقسيم على الجمعية العامة غير العادية، بناء على تقرير التقسيم التفصيلي المُعد من الشركة مرفقا به رأي مراقب الحسابات فور صدور تقرير التقييم النهائي من قطاع الأداء الاقتصادي بالهيئة العامة للاستثمار.
مباشر: حصة أوراسكوم في ثروة وبلتون سيكونا أساس الشركة المنقسمة
ومن جانبه قال هشام الشبيني رئيس قسم البحوث بشركة مباشرة إن شركة أوراسكوم القابضة للاستثمار تتكون حاليا من 29 % في شركة ثروة كابيتال، و 70% في شركة بلتون المالية القابضة، والاثنين يعملان في في قطاع الخدمات المالية غير المصرفية، ويتوقع أن يكونا أساس الشركة المنقسمة.
وأشار إلى أن الشركة المنقسمة ستعمل في مجال الخدمات المالية غير مصرفية و هو قطاع واعد في مصر في مرحلة ما بعد تعافي الاقتصاد المحلي والعالمي مع بدء ظهور لقاح كورونا، وزادت جاذبيته أيضا في ظل أزمة كورونا بسبب اشتماله على خدمات التمويل الاستهلاكي و الدفع الإلكتروني.
وتابع الشبيني، باقي الشركة القديمة يشمل حصة 75% في شركة كوريو لينك (مشغل خدمة المحمول في كوريا الشمالية) و نشاط التطوير العقاري، بجانب الأنشطة التي أعلنت أوراسكوم للاستثمار في وقت سابقا قبل التقسيم إضافتها وهي الاستثمار في قطاع التعدين (الذهب وغيره من المعادن) وقطاع اللوجستيات والنقل ونشاط الصناعات الغذائية وما يتبقى من عقد إدارة شركات الاتصالات في لبنان، و كله سيكون من نصيب الشركة القاسمة أي الكيان المتبقي بعد التقسيم.
ويرى الشبيني أن الشركة القاسمة والتي ستتكون من باقي القطاعات المبينة أعلاه قد تحمل مفاجآت في المستقبل حيث أن استثماراتها المستهدفة مازالت أغلبها قيد التنفيذ أو قيد الدراسة مثل قطاع التعدين (الذهب وغيره من المعادن) وقطاع التطوير العقاري وقطاع الصناعات الغذائية وقطاع النقل واللوجيستيات.
وطرح تساؤلا حول: “ما سيحدث لحصة الشركة في كوريولينك بعد إنتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة في نوفمبر 2020″؟
وتوقع الشبيني أن يقوم رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لأوراسكوم للاستثمار بإدخال استثماراته في الذهب في الشركة القاسمة، بشرط أن يصل سعر الذهب لمستوى سعري قياسي تاريخي جديد، لافتا إلى أن ذلك التوقيت سيكون مناسبا لتنفيذ عملية التقسيم.
“يحلق المعدن الأصفر عاليا منذ فترة و مازال متجه نحو سعر 2000 دولار أمريكي للأوقية و قد يصل إلى 3000 دولار أمريكي للأوقية في 2021،” وفقا للشبيني.
ويشير الشبيني إلى أن هناك عوامل عديدة ساهمت و تساهم حاليا في وتيرة صعود الذهب و منها الحرب التجارية و المخاطر الجيوسياسية بين أمريكا و الصين و حزم التحفيز الضخمة في الدول الغنية لمواجهة تداعيات أزمة كورونا.
إيمان القاضي – منى عبدالباري