شهدت فعاليات الجلسة الثانية من مؤتمر التطوير العقارى الخامس، والذى نظمته شركة «المال جى تى إم»، أمس الأحد، تحت عنوان قطار التنمية فى الشرق، الحديث عن فرص القوة والضعف فى التطوير العقارى بمنطقة شرق القاهرة، والتى باتت محور اهتمام الشركات لزيادة محفظة الأراضى، وفى ظلِّ اهتمام الحكومة بتلك المنطقة، وإطلاق مشروعات تنمية وقومية بها، على غرار العاصمة الإدارية الجديدة أو حدائق العاصمة، بجانب استمرار تطوير مدن كالشروق وبدر والقاهرة الجديدة.
وضمت قائمة المتحدثين فى تلك الجلسة الدكتور حسن القلا، رئيس شركة المصريين للرعاية الصحية، والمهندس أشرف عز الدين العضو المنتدب لمجموعة الفطيم العقارية، وجاسر بهجت الرئيس التنفيذى لشركة أماكن للتطوير العقارى، وتامر ناصر الرئيس التنفيذى لشركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير، ويديرها كريم هلال المدير الإقليمى لمجموعة «كوليرز إنترناشيونال».
الفطيم: المنطقة ستستحوذ على %96 من مكاتب الدرجة الأولى بعد إضافة العاصمة الإدارية
وبدأ رئيس الجلسة كريم هلال حديثه عن منطقة شرق القاهرة، وما تشهده من زخم استثماري، موجهًا تساؤلًا إلى المهندس أشرف عز الدين العضو المنتدب لمجموعة الفطيم العقارية، عن أسباب وضع منطقة شرق القاهرة فى الخطة الاستثمارية للمجموعة منذ عدة أعوام ماضية؟ وهل مازالت هذه المنطقة تمتلك الميزات التنافسية التى تجعلها فى مقدمة المناطق التى يتم ضخ استثمارات فيها؟
وقال العضو المنتدب لمجموعة الفطيم، إنه خلال عام 2004 وضعنا رؤية لتلك المنطقة خاصة بعد امتلاكنا لقطعة أرض هناك، وذلك لإقامة مشروع كايرو فيستيفال سيتي، مضيفًا أنه فى ذلك الوقت كان لدينا رؤية بأن شرق القاهرة هى مستقبل التطوير العقارى فى مصر خلال الأعوام المقبلة.
عز الدين: صناديق الاستثمار يفضل أن تكون لاعبا فى تمويل المشروعات ◗❙
وأضاف عز الدين أن مشروع كايرو فيستيفال سيتى كان مخطط له أن يكون النُّسخة الثانية من فيستيفال سيتى بدبي، ولكن تم تغيير بعض الإمكانيات التى تتناسب مع الخصوصية المصرية.
وتابع أن منطقة شرق القاهرة متقدمة جدًّا فى عملية التطوير العقارى ولها دور كبير فى جذب فئة مكاتب الدرجة الأولى بنسبة %62، بينما تتواجد بنسبة %22 فى غرب القاهرة و%16 فى وسط القاهرة.
ولفت إلى أن شرق القاهرة تستحوذ على %63 من مناطق الكمبوندات، فى حين أن %37 فقط فى غرب القاهرة، متابعًا أن هذه الأرقام توضح مدى تميز منطقة شرق القاهرة.
وأشار عز الدين إلى أنه من المتوقع أن ترتفع عدد المكاتب الموجودة فى شرق القاهرة إلى %96 بعد إضافة العاصمة الإدارية الجديدة، والتى تعتبر امتدادًا للمنطقة.
ونوه بأن هذا الأمر سيكون له عيوبه ومميزاته، موضحًا أن العيوب تتمثل فى ندرة وجود تلك المكاتب فى منطقة غرب القاهرة مقارنة بالشرق، ولكن الميزة فى أنه مع وجود العاصمة الإدارية والتطوير الجديد ستظل منطقة شرق القاهرة فى المقدمة.
شركة المصريين: نصيب مصر من السياحة العلاجية متدنٍ للغاية
ووجه مدير الجلسة تساؤلًا إلى الدكتور حسن القلا رئيس شركة المصريين للرعاية الصحية، عن رؤيته فى الاستثمار فى قطاعى الخدمات العلاجية والتعليمية.
وقال رئيس شركة المصريين، إن أغلى ما تمتلكه مصر هو العنصر البشري، مع العلم بأن هناك عاملين رئيسين فى تكوين الرأسمال البشري، وإضافة قيمة له وهو التعليم والصحة.
وأضاف أن هدفنا كشركة هو تطوير التعليم منذ دور الحضانة وحتى الجامعة، لافتًا إلى أنه جارٍ تدشين شبكة من الجامعات فى صعيد مصر.
وتابع كما نستهدف تطوير التعليم المهنى والتقنى لفتح مسارات تعليمية أمام الطلاب المصريين غير القادرين على دخول الجامعات المعتادة، وذلك من خلال الجامعة التكنولوجية التى قمنا بإنشائها بالشراكة مع البنك الأهلى المصرى.
وعن مجال الصحة، قال القلا: إن شريحة كبيرة من المصريين يلجأون إلى خارج مصر للحصول على الرعاية الصحية، مشيرًا إلى أن السياحة العلاجية حول العالم وحركة المرضى تصل لمليارات الدولارات.
وأكد القلا أن نصيب مصر من السياحة العلاجية متدنٍ جدًّا، رغم أننا نمتلك أكبر قوة بشرية مهيأة ولدينا الكفاءات الطبية للحصول على نصيب أكبر من السياحة العلاجية.
القلا: جارٍ إنشاء أكبر مدينة طبية متكاملة بالعالم على مساحة 140 فدانًا ..ونعتزم استخدام الروبوت لأول مرة فى مصر بالصرح الطبى
وأشار إلى أن السائح الوافد إلى أى دولة بغرض السياحة العلاجية يحتاج إلى مستوى رعاية صحية لا يقل عن الموجود ببلده وبأسعار أقل، مضيفًا أن شرق القاهرة منطقة بكر ويمكن تخططيها بما يتماشى مع هذه المعايير، خاصة فى ظل أعمال التطوير والجهود التى تقوم بها الدولة المصرية فيما يتعلق بتطوير النقل لتسهيل الحركة.
وتابع أن منطقة شرق القاهرة يصل فيها عدد السكان إلى 4.5 مليون مواطن، ومن المتوقع أن تصل إلى 10 ملايين نسمة خلال الأعوام المقبلة، لذا فأى مشروع سيتم تدشينه سيحقق نجاحًا نظرًا لهذه الكثافة السكنية.
ولفت إلى أن شركته تمتلك قطعة أرض على مساحة 140 فدانًا وهى أكبر مساحة مخصصة لبناء صرح طبى ومدينة طبية متكاملة فى العالم تضم كافة التخصصات الأكلينكية والحرجة، كما تضم 16 معهدًا متخصصًا إلى جانب معاهد للبحوث ذات فكر مختلف هدفه التنقل من طب الأعضاء إلى طب الخلايا بمعنى أنه عن طريق الخلايا الإنسانية يتم التنبؤ بالأمراض المستقبلية.
وقال إنه على سبيل المثال سيتم إجراء تحاليل منفصلة لكل مريض سكر داخل المدينة الطبية الجديدة، لمعرفة سبب الإصابة، مؤكدًا أنه سيتم علاج كل مريض بشكل منفرد.
وأكد على اكتمال دراسة كل التفاصيل للمدينة الطبية، مشيرًا إلى قضاء 90 يومًا لمعرفة انعكاس ضوء الشمس على حجرات المرضى.
وشدد القلا على أن المدينة الطبية تعتمد على استخدام التكنولوجيا الحديثة، كما سيتم استخدام الروبوت لأول مرة فى مصر بمدينة طبية.
ونوه القلا إلى أن رأس المال الدفوع تم تغطيته بالكامل، وسيتم طرح اكتتاب للأسهم فى البورصة الشهر المقبل.
وهنا قاطع مدير الجلسة المتحدث موجهًا إليه سؤالًا عن مدى توافر منظومة السوفت وير بشكل كافٍ فى المدينة الطبية؟
وقال القلا، إن عملية الإدارة هى أحد الفرائض المفقودة فى المنظومة الطبية بمصر، ونحن حريصون منذ الدقيقة الأولى على أن يتواكب هذا الصرح مع المعايير اللازمة من بنية أساسية مهيأة لتقديم الخدمة، ومنظومة الإدارة المتكاملة بالإضافة إلى إعداد الكوادر البشرية.
وأضاف أن الشركة تتولى تدريب الكوارد من خلال جامعاتها منذ العام الدراسى الأولى وبمعاونة خبراء أجانب وحتى استلامهم العمل بالمدينة الطبية.
ولفت القلا إلى أن الشركة تعاقدت مع أكبر مركز طبى فى العالم للعمل فى المدينة الطبية لمدة 7 أعوام منذ بداية افتتاحها على أن يتم إحلال الكوادر المصرية بنسبة %20 فى كل عام إلى أن تصل إلى %100.
ووجه مدير الجلسة تساؤلًا إلى جاسر بهجت الرئيس التنفيذى لشركة أماكن للتطوير العقارى، عن رؤيته لمنطقة العين السخنة ومستقبلها خلال الأعوام المقبلة.
ورد الرئيس التنفيذى لشركة أماكن، قائلاً: إن العين السخنة هى امتداد لمنطقة شرق القاهرة وهى من أكثر المناطق التى استفادت من أزمة كورونا، إذ اضطر الكثير من المواطنين للإقامة بها خلال العام الماضى بدلًا من القاهرة.
وأضاف أن شبكة الطرق الحالية سهلت السفر إلى العين السخنة بشكلٍ أسرع، قائلا: “حاليا تستطيع أن تسافر للعين السخنة أسرع من ذهابك إلى الزمالك من التجمع”.
وتابع بهجت أن الشركة حققت نجاحًا عندما قامت بالاستثمار فى تلك المنطقة منذ سنوات عديدة، مشيرًا إلى أن المشروعات الموجودة بها مازالت ضئيلة مقارنة بحجم المنطقة.
وقال إن منطقة السخنة حاليًّا تستوعب دخول كيانات جديدة وإقامة مشروعات، لكن فى نفس الوقت يتطلب الأمر دراسة طبيعة الفئة المستهدفة، وابتكار العقار بشكل متطور.
ولفت بهجت إلى أن الشركة تخطط لإنشاء منطقة داون تاون بالعين السخنة على مساحة 150 مترا وسيخدم العين السخنة والعاصمة الإدارية والتجمع، منوها بأنه سيتم افتتاحه جزئيًّا فى عام 2022.
وطالب مدير الجلسة من تامر ناصر الرئيس التنفيذى لشركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير، الحديث عن خطته المستقبلية للشركة.
وقال ناصر إن الشركة تابعة لوزارة قطاع الأعمال العام ونستهدف حاليًّا تطويرها مع التركيز على الاستثمار فى منطقة شرق القاهرة، خاصة أننا نمتلك قطعة أرض كبيرة فى القاهرة الجديدة.
وأشار إلى أن شركته ستعلن قريبًا عن الكيان الفائز بالمشاركة فى استغلال قطعة الأرض المملوكة لها فى القاهرة الجديدة، وتسعى للاستفادة منها لتمويل عملية هيكلة الشركة، كما تراهن عليها لتحقيق أرباح كافية.
وتابع أن مجلس إدارة الشركة الجديد وضع خطة خمسية تستهدف فى الأساس النهوض بالشركة، والتخلى عن فكرة إسناد إدارتها لشركة تطوير عقارى.
ووجه مدير الجلسة تساؤلا للمتحدثين عن أسباب وجود فجوة بين المعروض من الوحدات السكنية والطلب من فئة محدودى ومتوسطى الدخل.
وقال الرئيس التنفيذى لشركة أماكن، إن بعض المشروعات المطروحة من قبل المطورين العقاريين لا تناسب فئات محدودة الدخل، وهى النسبة الأكبر من عدد السكان وتمثل حوالى 60%.
ويرى بهجت أن الفئة المتوسطة وفوق المتوسطة مظلومة، مشيرًا إلى أن التمويل العقارى هو كلمة السر لاستيعاب معظم المواطنين.
وتساءل مدير الجلسة عن بدائل التمويل التى يرغب المطور العقارى فى رؤيتها.
قال المهندس أشرف عز الدين، العضو المنتدب لمجموعة الفطيم العقارية، إن آليات تمويل المشروعات العقارية قليلة فى الوقت الحالي، ويجب أن تننوع بدلًا من الاعتماد على القروض، إذ يفضل أن تكون هناك صناديق استثمار مساهمة فى ذلك.
وعن تبعات توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، بإلزام المطورين بعدم طرح المشروعات إلا بعد تنفيذ 30%، قال عز الدين إن الشركات انتظرت منذ 4 أعوام صدور قانون للتطوير العقارى وتشكيل جميعة للتطوير العقارى لوضع القوانين لحماية المطور والمستهلك.
وتابع أن تأخر إصدار القانون أدى إلى صدور هذا القرار، مشيرا إلى أن تأثير القرار غير معلوم حاليا.
وفى سياق متصل، قال جاسر بهجت، رئيس شركة أماكن للتطوير العقارى، إن القرار هدفه إحكام المطورين العقاريين غير الملتزمين.
وفى ختام الجلسة، وجه رئيسها تساؤلا عن سبب اعتماد اللغة الإنجليزية فى كتابة اللوحات الإعلانية الموجودة بالشارع المصرى للتسويق للمشروعات العقارية.
ورد العضو المنتدب لمجموعة الفطيم، قائلا: هذا أمر طبيعى فى التسويق أنت تبيع الحلم وليس الواقع، وبالتالى تصل من خلال الإعلان والصورة التى يحتاج العميل المستهدف أن يراها.