استبعد خبراء ومسئولو شركات استثمار، أن تنال تداعيات «كورونا» السلبية من تحركات الاستثمار المباشر بالسوق المحلية خلال الفترات الحالية، مرجحين استمرارها لكن بشكل حذر وببطء لفترة تستمر لشهرين أو أكثر، فيما توقعوا أن تصعد الأزمة بقطاعات المدفوعات الإلكترونية والغذائية والدوائية.
برسوم: مستمرون فى خطتنا التوسعية وبحث فرص حالياً
قال عماد برسوم، الشريك المؤسس والعضو المنتدب بشركة «ازدهار للاستثمار المباشر»، أن شركتهُ مستمرة فى استثمارتها إضافة إلى بحث فرص جديدة خلال الفترة الحالية بالسوق المحلية بشكل مبدئى.
أضاف أنهُ لا يمكن إنكار أن الضبابية تهيمن على التوقعات خلال الفترات الحالية، دون معرفة متى ستنتهى «كورونا»، وما حجم التأثير الواقع على اقتصاديات الدول، سواء بالسوق المحلية أو على الصعيد العالمى.
أوضح أن التحركات الاستثمارية مستمرة وإن كانت حذرة، مرجحًا أن تستمر حالة الحذر لعدة أشهر فقط، وإن أحدثت تأثيرات ستكون طفيفة للغاية.
قال برسوم أن السوق المصرية مرجح أن تستفيد جراء «كورونا»، كونها أكثر الأسواق الناشئة استقرارا خلال الفترات الحالية رغم تأثيرات «الفيروس» السلبية، مما يجعلها توفر كثيراً من الفرص الاستثمارية بالفترة القريبة فى ظل تدهور أوضاع كبرى الدول فى العالم.
لفت إلى أن أزمة «كورونا» صعدت ببعض القطاعات مثل قطاع المدفوعات الإلكترونية، فى إطار البعد عن المعاملات الورقية ودعم الدولة لفكرة الشمول المالى، مرجحًا استمرار تألق ذلك القطاع فى المستقبل.
يُذكر أن المجموعة المالية «هيرمس»، أعلنت منذ عدة أيام عن دخولها فى شراكة استراتيجية مع شركة «بيتابس»، لإطلاق شركة «بيتابس مصر» لحلول الدفع الإلكترونى، وقالت الشركة إن هذا التوقيت يُعد مناسبا للاستثمار بذلك المجال، فيما أعلنت «فورى للمدفوعات الإلكترونية» عن إطلاق صندوق يستثمر فى شركات التكنولوجيا المالية خلال الشهور القليلة المقبلة.
توقع برسوم أن تتعافى القطاعات المتأثرة بشكل كبير كالسياحة والطيران، عقب فترة من الزمن من المرجح أن تستغرق 6 أشهر أو أكثر.
كشف عن أن شركته مستمرة فى خطتها بإطلاق صندوقها الجديد خلال شهر مايو أو يونيو المقبلين، وإغلاق الصندوق الأول نهاية العام الجارى.
يذكر أن «ازدهار» أسست صندوقها الأول 2016 وبلغ رأسمالهُ 90 مليون دولار، واستثمرت بمجموعة من الشركات على رأسها «ديسكويرز لتقديم خدمات الحلول التسويقية»، و«فاميلى جروب» و«ريتش جروب»، وشركة «النيل للألومنيوم والمعادن – أليونايل».
الجندي: متحمسون للسوق المحلية.. والمديونية الفيصل بصمود الشركات من عدمه
قال أحمد الجندى الشريك المؤسس بشركةtcv للاستثمار المباشر، إن شركته لا تزال متحمسة لتنفيذ صفقات بالسوق المصرية خلال العام الجارى، إلا انه سيتم الانتظار لمدة شهرين أو ثلاثة لحين اتضاح التأثيرات الحقيقية لأزمة انتشار فيروس كورونا على الشركات والقطاعات المختلفة.
أكد أن شركته تركز حاليا على تفادى آثار الأزمة والخروج منها بأقل قدر ممكن من الخسائر متابعا أن الشركة تركز على القطاعات الدفاعية وبصفة خاصة المجال الاستهلاكى.
تابع: حجم تداعيات الأزمة الراهنة لم يتضح بالكامل بعد، ومنتظر ظهور تأثيراتها الكاملة على المراكز المالية للشركات فى غضون الأشهر المقبلة متابعا أن الفيصل فى قدرة كل شركة على الصمود فى وجه الأزمة هو قوة ميزانية – balance sheet- كل كيان ونسب المديونيات والسيولة المتاحة.
ذكر الجندى أن الشركات صاحبة المديونيات المرتفعة على رأس القائمة التى تتضرر من الأزمة الراهنة والعكس صحيح، فالشركات التى لديها ميزانيات قوية ومرونة فى هيكل التكاليف وتحافظ على رصيد سيولة جيدة تخرج من المعركة الراهنة بأقل خسائر ممكنة.
قال إن لجوء أى شركة لتسريح عمالة أو خفض مرتبات يعتبر إشارة قوية على أنه ليس لديها مركزًا ماليًا قويًا أو مرونة فى هيكل التكاليف.
أكد أن تقييمات الشركات تتأثر سلبًا بالأزمة الراهنة بدليل تراجع الأسهم المدرجة بالسوق المصرية مشددًا فى الوقت نفسه على أنه لا توجد قطاعات ترتفع تقييماتها فى ظل الأزمة حتى التى حققت مكاسب مؤقتة على غرار السوبر ماركت فتلك حققت ققزات استثنائية فى المبيعات سرعان ما تنتهى.
جبر: «الاستراتيجى» تحكمه النظرة المستقبلية.. وتوقف تام لراغبى الطرح بالبورصة المصرية
قال محمد جبر، الشريك بمكتب التميمى للاستشارات القانونية، إن المستثمر إما قصير الأجل، أو مستثمر مالى، الأول غالبًا ما ينصب تركيزهُ على حصص الأقلية بالشركات والدخول لفترة زمينة محددة بغرض التخارج فيما بعد وتحقيق عائد، ويركز على النظرة الحالية ويهتم ببحث العوامل المؤثرة، ومن ثم فإن أحداثاً مثل الواقعة بالفترات الحالية لا تنال من تحركاته إلا قليلاً، ما يدفعه للثريث وإن كان لعدة شهور قليلة.
أضاف أن النوع الثانى يتمثل فى المستثمر الاستراتيجى طويل الأجل، وتحكمه النظرة المستقبلية، بمعنى أنهُ يُدرك أن الفترات الحالية لها أثر وقتى ويزول عاجلاً أم أجلاً وبالتالى فإن تحركاتهُ الاستثمارية مستمرة بالوقت الراهن.
أشار إلى أن النوع الثانى من المستثمرين يهيمن على غالبية الصفقات سواء شراكات أو استحواذات، وتكون نظرتهم طويلة الأجل ما يجعل الأحداث الوقتية تهيمن على جزء محدود من نظراتهم.
لفت إلى أن التأثير أصاب بشكل أكبر الشركات التى كان لديها نية لطرح أسهمها بالبورصة المصرية، مشيرًا إلى أن الفترات الحالية فى ظل تداعيات «كورونا» باتت غير مناسبة.
أوضح جبر أن الأثر جاء متباينًا على الشركات العاملة بالسوق المحلية طبقًا لمجالات الأعمال، مشيرًا إلى أن هناك قطاعات أُصيبت بشلل تام كالقطاعات الترفيهية والسياحية والسيارات والتجزئة، موضحًا أنه رغم ذلك فإن راغبى الاستثمار بتلك القطاعات من الصعب تأثرهم بتلك النظرة.
تابع: هناك قطاعات أخرى أقل تأثرًا مثل قطاعات التجميل ومطاعم الأكل، والعقارات وبعض مجالات التجزئة.
أشار إلى أن شريحة كبيرة من القطاعات الأخرى استفادت، كقطاعات الأدوية والاستهلاكية، والمدفوعات الإكترونية، أو ما يتعلق بالتكنولوجيا بشكل عام وخدمات الإنترنت.
أبو راوي: لا تأثير على تقييمات القطاعات سواء بالسلب أو الإيجاب
قال محمد أبو راوى، المدير التنفيذى لنشاط بنوك الاستثمار بشركة إتش سى للاستثمارات المالية، إنهُ لا يمكن إنكار استمرار التحركات الاستثمارية فى الفترة الحالية، رغم تداعيات “كورونا” لكنها تأتى بشكل حذر، ويحاول المستثمر تقييم أوضاع الشركات وتأثيرات الظروف ت الحالية على الأداء، وإمكانية توفير المواد الخام ووضع المبيعات وغير ذلك من التأثيرات.
أشار إلى أنه رغم حالة الحذر التى انتابت المستثمر إلا أن التحركات الاستثمارية مستمرة بشكل عام، لرغبة بنوك فى استثمار روؤس الأموال لديهم، وإن كانت تسير بخُطى ضعيفة.
لفت إلى أن أى قرار استثمارى يستغرق شهرين أو أكثر على الأقل، ما يعنى أن أزمة «كورونا» تكون أوشكت على الانتهاء موضحًا أن تحركات المستثمرين الاستراتيجيين مستمرة بالفترة الحالية دون توقف.
أوضح أن المستثمر لا يزال يبحث عن الفرص بالسوق المحلية، فيما يأتى التركيز بشكل أكبر على كيفية إدارة المخاطر والتحوط ضد أى مفاجآت جديدة تصيب أداء شركاتهم.
تجدر الإشارة إلى أن قطاع السياحة شهد تدهورًا واضحًا ضمن تداعيات «كورونا»، وتحولت إشغالات الشركات السياحية المقيدة للمعدلات الصفرية وفقًا لتصريحات مسئوليها لـ«المال» سابقًا.
قال عمر اللبان، مدير علاقات المستثمرين بشركة «بى إنفستمنتس» للاستثمار المباشر، إن شركتهُ مستمرة فى خطتها التوسعية خلال العام الجارى دون توقف، جراء تأثيرات «كورونا».
أضاف أن الشركات التى كانت تتطلع شركتهُ للاستحواذ عليها لا يزال الاهتمام بها موجود بنفس القطاعات المحددة سابقًا، لكن تشهد التحركات حالة من التأنى، حتى تتضح الرؤية.
لفت إلى أن الشركة تدرس بالفترة الحالية تأثيرات “كورونا” على الشركات التابعة لها، لقياس الأثر سواء بالإيجاب أو السلب.
قال إنه رغم تأثيرات «كورونا» السلبية على معدلات نمو الإقتصاد العالمى، وما أحدثته من ضبابة للرؤية حول تطورات الأحداث، ما دفع ببعض الشركات للتأنى فى خططها الاستثمارية، إلا أنها ستخلق فرصاً استثمارية جديدة فى قطاعات مختلفة وجديدة.
كانت «المال» نشرت يناير الماضى أن «بى إنفستمنتس» تعتزم ضخ استثمارات بقيمة 300 إلى 350 مليون جنيه خلال العام الحالى، من خلال صفقتين أو 3 صفقات، من السيولة المالية المتاحة لدى الشركة.