تشهد حاليا العديد من مطارات العالم خاصة المطارات الأوروبية الرئيسية، بالإضافة إلى عدد من المطارات الأمريكية، حالة من الارتباك تسببت فى تأخير وإلغاء آلاف الرحلات وتخلف حقائب المسافرين، مما أربك خطط السفر والحجوزات الفندقية للسائحين.
ووفقا لإحصائية صادرة عن جمعية المطارات الأوروبية، فإن 66% من المطارات الأوروبية الرئيسية فى بريطانيا، وألمانيا ،وفرنسا، وهولندا، وبلجيكا، وإسبانيا وغيرها، من المتوقع حدوث ارتباك فى رحلاتها ما بين تأخير وإلغاء، وتخلف حقائب المسافرين، فى حين تعرضت آلاف الرحلات فى كل من أمريكا وكندا للتأخير والإلغاء أيضا.
وأفادت تقارير دولية، بأن القاسم المشترك فى حالة الفوضى التى تشهدها عدد من المطارات الأوروبية، هو نقص أعداد العمالة المدربة، وإضرابات بعض الأطقم العاملة سواء بالمطارات أو شركات الطيران بعد استغناء العديد من شركات الطيران والمطارات عن عدد كبير من العمالة خلال أزمة كورونا.
صناعة الطيران العالمية فقدت 4 ملايين وظيفة منذ بداية كورونا
ومع عودة حركة السفر وتعافيها بقوة في معظم أنحاء العالم بعد الجائحة، تبينت الحاجة لعدد أكبر من الموظفين المدربين لتشغيل المطارات ورحلات شركات الطيران.
وهو أمر بات ملحا الآن بعد الاستغناء عن العمالة على مدار العامين الماضيين فقدت خلالها صناعة الطيران العالمية حوالي 4 ملايين وظيفة منذ بداية الوباء في 2020.
اضطراب حركة الترانزيت
ويري خبراء السفر، أن حالة الارتباك والفوضى التى يشهدها قطاع الطيران فى أوروبا ستؤثر بدرجة كبيرة على حركة السفر خلال الموسم الصيفى الحالى فى العديد من مطارات العالم، وعلى انتظام تشغيل رحلات شركات الطيران غير الأوروبية التى تشغل رحلات يومية إلى مطارات أوروبا، فضلا عن تأخر وصول حقائب المسافرين القادمين من بعض مطارات أوروبا.
مصر للطيران تشغل 174 رحلة أسبوعيا إلى المطارات الأوروبية
وأضافوا، كما ستضطرب حركة الترانزيت فى العديد من المطارات فى ظل هذا الوضع الاستثنائي، ومن بين المطارات التى ستتأثر بهذا الاضطراب مطار القاهرة الدولى وكذلك رحلات شركة مصر للطيران إلى ومن أوروبا، حيث تشغل مصر للطيران أسبوعيا إلى المطارات الأوروبية نحو 174 رحلة أسبوعيا خلال الصيف الحالى، وبالتالى فإن هذه الرحلات قد تتعرض بدرجة أو بأخرى للتأخير أو الإلغاء أحيانًا، وتأخر وصول الحقائب بسبب الوضع المضطرب فى حركة السفر بالمطارات الأوروبية الرئيسية.
وكانت مطارات “هيثرو” و”جاتويك” و”ستانستيد” بالمملكة المتحدة، من بين المطارات البريطانية التى لها نصيب كبير فى إلغاء وتأخر آلاف الرحلات بها خلال الأسابيع الماضية.
مطار هيثرو طلب من شركات الطيران إلغاء 10% من الرحلات
واضطرت الخطوط البريطانية إلى إلغاء آلاف الرحلات خلال الموسم الصيفى الحالى، حيث طلبت سلطات مطار هيثرو وهو أكثر المطارات ازدحاما في المملكة المتحدة حيث يصل عدد الرحلات به يوميا إلى نحو 1300 رحلة يومية، من شركات الطيران إلغاء حوالي 10 % من هذه الرحلات في وقت سابق من هذا الأسبوع.
كما أعلنت سلطات مطار “جاتويك” ثاني أكثر المطارات ازدحامًا في بريطانيا، أنها ستضع سقفًا على رحلات المغادرة والهبوط هذا الصيف وسيتم السماح بـنحو 825 رحلة مغادرة وهبوط فقط في يوليو، والسماح بـحوالى 850 عملية يومية فقط في أغسطس المقبل.
لوفتهانزا تلغي مايقرب من 1000 رحلة يوميا في يوليو الحالي
وشهدت مطارات ألمانيا ارتباكا فى الرحلات أيضًا، حيث أعلنت لوفتهانزا أنها ستلغي ما يقرب من 1000رحلة في يوليو الحالى بسبب نقص الموظفين المدربين وسيؤثر هذا بشكل أساسي على المطارين الرئيسيين في ألمانيا وهما فرانكفورت وميونيخ وخاصة فى عطلات نهاية الأسبوع حسبما أعلنت الشركة.
فى حين أعلنت الحكومة الألمانية، أنها ستستعين بنحو 2000 من العمالة المدربة من تركيا للعمل فى المطارات الألمانية لسد نقص العمالة بها.
وقد أدت حالة الارتباك في المطارات الألمانية، إلى إلغاء آلاف الرحلات في الأسابيع القليلة الماضية لشركة لوفتهانزا وقدم الرئيس التنفيذي للشركة كارستن شبور اعتذارا للمسافرين عن حالة الفوضى.
وشدد على أن لوفتهانزا تقوم حاليا بتوظيف موظفين جدد خاصة في أوروبا لكنه أكد أن نتائج التوظيف لن تؤتي ثمارها المرجوة إلا في موسم الشتاء.
وفى مطار شارل ديجول الفرنسي تفاقمت أزمة حركة السفر حيث تم إلغاء العديد من الرحلات مع استمرار الإلغاءات في اللحظات الأخيرة، حيث أدى نقص الموظفين إلى تعديل جداول التشغيل مع وجود بعض الإضرابات العمالية.
تخفيض الرحلات بنسبة 17% من مطار شارل ديجول بسبب الإضرابات
وطلبت هيئة الطيران المدني الفرنسية تخفيض الرحلات بنسبة 17% من مطار شارل ديجول بسبب إضراب رجال الإطفاء، كما ألغت شركة “KLM” نحو 62 رحلة، مع الحفاظ على تشغيل الرحلات الطويلة و90% من الرحلات القصيرة والمتوسطة.
وفى بلجيكا يواجه مطار بروكسل اضطرابات شديدة في السفر حيث شهد المطار بالفعل إلغاء 315 رحلة طيران على الأقل، مما أربك خطط السفر لأكثر من 40 ألف مسافر.
كما وضع أكبر مطار في هولندا وهو ” سخيبول ” سقفا لعدد الركاب بالمطار يوميا هذا الصيف فى سابقة لم تحدث من قبل ويأتي ذلك بعد أن اضطر الركاب إلى الانتظار لساعات طويلة خارج المطار لمجرد الوصول إلى كاونترات إنهاء الإجراءات، فضلا عن طوابير التفتيش الأمنى حيث يشهد المطار نقصا حادا في أعداد العمّال والموظفين مما أدى إلى إلغاء الكثير من الرحلات أو تأخير موعد وصولها.
وكانت مصر للطيران أعلنت أنه بناء علي التعليمات الصادرة من مطار ” سخيبول ” بأمستردام فى هولندا لجميع شركات الطيران العاملة به ومنها شركة مصر للطيران بضرورة تحديد وتقليص السعة الاستيعابية اليومية للتشغيل بالمطار وماينتج عنه من تحديد أعداد الركاب المسافرين يوميا من أمستردام لجميع شركات الطيران العامله به.
وقررت الشركة اعتبارا من يوم7 يوليو الحالي وحتي 31 يوليو 2022، تغيير بعض الحجوزات خلال هذه الفترة نتيجة الظروف الخارجة عن إرادة الشركة.
وفى إسبانيا دفعت الطوابير والفوضى في المطارات الإسبانية إلى تعيين 500 موظف إضافي لنشرهم في المطارات الأكثر ازدحاما.
ومن جانبها، قالت “الخطوط الأيبيرية” الناقل الوطني في إسبانيا، إن التأخير الذي طرأ في عمليات مراقبة جوازات السفر في مطار باراخاس بالعاصمة مدريد أدى إلى عدم تمكن قرابة 15 ألف مسافر من اللحاق برحلاتهم.
وفى مطار دبلن فى أيرلندا لم يتمكن أكثر من ألف مسافر من اللحاق برحلاتهم في يوم واحد في مطار دبلن الرئيسي للبلاد بسبب الطوابير الطويلة والازدحام الشديد فيما تقترب حركة الطيران في المطار إلى مستويات ما قبل الجائحة.
بينما في الولايات المتحدة الأمريكية ألغت شركات الطيران الأمريكية أكثر من 1100 رحلة، وتأخرت نحو 22 ألف رحلة طوال الأسبوع الماضى بسبب نقص الأطقم العاملة بشركات الطيران وإضراب بعضها حيث تعمل شركات الطيران الأمريكية بأطقم أقل بنسبة 15% مقارنة بفترة ما قبل جائحة كورونا. كما تسبب إضراب طيارى شركة دلتا إيرلاينز فى تأخير وإلغاء مئات الرحلات للشركة.
وفى كندا تأثرت 54 % من الرحلات في 6 مطارات كندية رئيسية مابين التأخير والإلغاء حيث شكلت نسبة التأخيرات للرحلات التى تأخرت 38 % بينما بلغت نسبة الإلغاء16%.
ومن شأن حالة الفوضى فى بعض المطارات الأوروبية والأمريكية حاليا أن تلقي بظلالها على آمال تعافي قطاع الطيران، الذي تراجع إلى أدنى مستوى له عام 2020 في ذروة وباء كورونا وخسر أكثر من 230 مليار دولار في ظل الإغلاقات وحظر وقيود السفر.