حقيقة التغيير والاستمرارية

حقيقة التغيير والاستمرارية
حازم شريف

حازم شريف

10:55 ص, الأحد, 1 يونيو 03

منذ أن أعلن كل طرف شعاره الانتخابي وأنا علي يقين أن هذين الشعارين لا يجسدان حقيقة المعركة،فطوال الأسابيع القليلة الماضية، تابعنا جميعا تحركات المرشحين لانتخابات مجلس إدارة الغرفة التجارية الأمريكية بالقاهرة، والتي انتهت احداثها يوم الأربعاء الماضي، وتمحورت هذه التحركات في فريقين رئيسيين، الأول علي رأسه الدكتور طاهر حلمي وإلهامي الزيات، وخاض هذا الفريق معركته الانتخابية تحت شعار «التجديد والتغيير وضخ دماء جديدة وأفكار جديدة»، في مواجهة فريق ثان بقيادة الدكتور أحمد شوقي وجمال محرم، دخل إلي أجواء الانتخابات، بشعار «الاستمرارية والتدرج في التغيير للحفاظ علي النجاح والانجازات ».

اتصالات وحوارات ومناقشات، جرت علي هامش الحملة الانتخابية، أغلبها تركز حول الصراع بين مضمونين متضادين ولكنهما براقان.. «التجديد في مواجهة الاستمرارية».. والبريق قد يخطف الأنظار، ولكنه لا يخطف وينبغي ألا يخطف العقول، حتي لا نجد أنفسنا في النهاية غارقين في الشكل، دون أن نلمس المضمون .

كنا ومنذ البداية نري أن المعركة الانتخابية في الغرفة الأمريكية، هي في جوهرها تدور بين فريقين، يعتقد كل منهما في نفسه بدرجات متفاوتة ــ وله في ذلك كل الحق ــ أنه الأجدر بأن يتولي زمام المسئولية في هذه الحقبة شديدة الأهمية، التي تمر بها من جهة العلاقات المصرية الأمريكية في ظل المتغيرات التراجيدية في المنطقة، بسبب الحرب في العراق وتغير الظروف الدولية، ومن جهة اخري الاقتصاد الوطني، الذي بات من الواضح، أنه بحاجة إلي إجراء المزيد من الاصلاحات الهيكلية والتشريعية، كي يتأهب إلي الدخول في مرحلة الانطلاق، في ظل عالم تلعب فيه العلاقات الاقتصادية والتجارية، الدور الأعظم في دفع عجلة الاقتصاد وإدارة دفة السياسة .

كان السؤال الحقيقي الذي يبحث عن إجابة في رؤس أغلب الناخبين وهم يقتربون من صناديق الاقتراع: أي المرشحين هو الأقدر علي قيادة الغرفة في ظل طبيعة الظروف الحالية؟ ومدي انعكاس الطبيعة الخاصة لهذه المرحلة علي الدور المتوقع للغرفة في وعي كل من هؤلاء المرشحين؟

هل عبرت نتائج الانتخابات وأحداثها عما نقول؟

نستطيع أن نبرهن علي ذلك .

فالناخبون في نهاية الأمر لم يختاروا هذا الفريق أو ذاك، وإنما انتقوا من كل فريق ــ وقد يكونوا علي حق أو خطأ ــ الأشخاص الذين قد يكونوا الأنسب، لقيادة الغرفة في ظل طبيعة هذه المرحلة، وهذا الاختيار المزدوج، يعني ببساطة محصلة صفرية للصراع ــ الوهمي ـ بين شعاري التجديد والاستمرارية .

وتجلي الأمر بصورة أكثر وضوحا في عدم فعالية نظرية جمع التوكيلات، لدرجة أن بعض المرشحين قد فوجئوا عند توزيع ما جمعوه من توكيلات علي مؤيديهم، بأن بعض هؤلاء المؤيدين، يعلن صراحة أنه لن يستخدم سلاح التوكيل الذي في يده في انتخاب كافة الأسماء المملاه عليه، هذا بالطبع بخلاف من لم يجاهروا بما يدور في خلدهم صراحة، واكتفوا بالتعبير عما يعتقدون في صحته أمام صندوق الانتخاب .

بصراحة كان المتنافسون في حاجة إلي شعارات يقدمون بها أنفسهم وذواتهم إلي جمهور الناخبين، كي يحكم هؤلاء الناخبون علي طبيعة فهم كل مرشح لما يجب أن تسير عليه الأمور في الفترة القادمة .

حسم الناخبون معركة الصناديق، وبقي أن يدعموا نتائج اختيارهم.. وبقي لنا أن نحسدهم علي مساحة ما يتمتعون به من ديمقراطية .