يعد الهدف الرئيسى للإنتاج الحربى هو تلبية مطالب واحتياجات القوات المسلحة من الأسلحة والذخائر والمعدات، كما تقوم وزارة الإنتاج الحربي بالاستفادة من فائض الطاقات الإنتاجية بشركاتها ووحداتها التابعة للمشاركة في تنفيذ العديد من المشروعات القومية بالدولة.
ولتنفيذ رؤية وزارة الإنتاج الحربي بأن تكون مؤسسة صناعية متطورة تعمل كمصدر رئيسي لتسليح قواتنا المسلحة الباسلة وحريصة في ذات الوقت على تحقيق قيمة مضافة للاقتصاد المصري، تم عمل خطة استراتيجية لزيادة المكون المحلي بمنتجاتها سواء العسكرية أو المدنية ووضع خطة للتطوير لتعظيم الاستفادة من الطاقات الغير مستغلة وتوفير المواد الخام في التوقيتات المناسبة مع رفع المستوي الفني والتأهيل المناسب للعنصر البشري.
وخلال السطور التالية نستعرض «المال» أهم الإنجازات التي حققتها وزارة الإنتاج الحربى في المجال العسكري والمدني على مدار عام (2020/2021) وكذا خطتها الإستراتيجية للتطوير.
المنتجات الحربية
تم إعداد استراتيجية لتطوير المنتجات الحربية اعتماداً على المطالب الحالية والمستقبلية للقوات المسلحة، وترتكز هذه الاستراتيجية على خطط تطوير الأسلحة والذخيرة والمعدات.
وتم استحداث منتجات جديدة مثل الصلب المدرع فلأول مرة يتم إنتاج صلب مدرع مصرى وذلك بالتعاون المشترك بين الإنتاج الحربى وإحدى شركات القطاع الخاص العملاقة والقوات المسلحة وهذا يعنى امتلاك تكنولوجيا حرجة.
وبناءً على توجيهات رئيس الجمهورية لتصميم وتصنيع مركبة مدرعة مصرية تضاهى المركبة البرمائية الروسية الشهيرة “BMP” فقد تم تصميم وإنتاج المدرعة سينا 200 بالتعاون مع الجهات المختصة بالقوات المسلحة.
أيضاً تم إنتاج القاذف السداسى عيار 38/40 مم بنظام الهندسة العكسية كقاذف للقنابل بأنواعها (ش.ف ، الدخان ، التدريب)، وتم تطوير البندقية الآلية 7.62×39 مم لتضاهي أحدث البنادق العالمية.
أما فى مجال المعدات الإلكترونية فقد تم تصميم وتصنيع عدد من الأنظمة بالتعاون مع القوات المسلحة وهي: (رادار ثنائى الأبعاد، رادار ثلاثى الأبعاد، مركز قيادة آلى محمول لكتيبة رادار، نظام التعارف المصرى المؤمن IFF).
أيضاً تشمل الخطة التطوير الكمى والنوعى لعدد من المنتجات الحالية، فقد تم تطوير القاذف الصاروخى BM21 بمنظومة آلية لإدارة النيران ومنظومة آلية للملاحة ونظام الحاويات، كما تم تطوير عربة التطهير الكيميائي المتعددة ARS بالتعاون مع إدارة الحرب الكيمائية وتم استخدامها أثناء مجابهة جائحة كورونا وأثبتت كفاءة عالية.
كما تم العمل على زيادة الطاقات الإنتاجية وتعميق التصنيع المحلى، فبالنسبة للرشاش المصرى ومواسير الأسلحة الصغيرة تم الوصول بنسبة المكون المحلى إلى 90% ورفع الطاقات الإنتاجية إلى 400%، وفى مجال إنتاج المركبات المدرعة تم زيادة الطاقات الإنتاجية إلى 150% من خلال تدبير ماكينات القطع بالليزر وتطوير خطوط الدرفلة على الساخن والبارد.
أما بالنسبة إلى خطة تطوير إنتاج الذخيرة فقد تم استحداث منتجات جديدة مثل الذخيرة “155 مم” طويلة المدى بالقاعدة المجوفة، أيضاً قذائف الأعماق الصاروخية طويلة المدى (نورس، دولفين) المضادة للغواصات هما تصميم وتصنيع مصرى 100% وهما من أنظمة التسليح الرئيسى للمدمرات بالقوات البحرية.
تم زيادة تعميق التصنيع المحلى لمكونات الخرطوش بإضافة خط تصنيع المواسير وكذا تصنيع المادة القاذفة لخرطوش الرماية، وتعميق التصنيع المحلي بالنسبة لخط إنتاج شرائط النحاس التى تستخدم فى إنتاج ذخائر الأسلحة الصغيرة، إلى جانب تطوير ورفع كفاءة مصنع البارود الأسود بشركة هليوبوليس للصناعات الكيماوية (مصنع 81 الحربي) والذي تم تنفيذه بواسطة سواعد أبناء الإنتاج الحربى وبذلك تم توفير مبلغ يزيد عن (15) مليون جنيه كانت مطلوبة بواسطة الشركة الأجنبية لتطوير الخط.
وفى مجال زيادة الطاقات الإنتاجية فإنه فيما يتعلق بتصنيع ذخيرة الأسلحة الصغيرة جارى تدبير معدات جديدة لزيادة الطاقة الإنتاجية بنسبة 46% ومخطط الانتهاء خلال ديسمبر القادم، وكذا تطوير مصنع إنتاج البارود الأحادي والثلاثى لزيادة الطاقات الإنتاجية للذخيرة الثقيلة والمتوسطة بنسبة 200%.
المشروعات القومية
وتمت الاستفادة من فائض الطاقات الإنتاجية بشركات الإنتاج الحربى بالتعاون مع شركات القطاع الخاص لتحقيق التكامل وزيادة القيمة المضافة وبما يدعم الاقتصاد القومى، وبالتوازى تم فتح آفاق جديدة للتعاون مع الشركات العالمية لتوطين بعض الصناعات وزيادة نسبة المكون المحلى بها.
فنظراً لتوجه الدولة لإحلال الوقود الإحفورى بمصادر طاقة نظيفة ومتجددة للحفاظ على البيئة لتخفيض الفاتورة الاستيرادية تم إنشاء عدد (3) خطوط إنتاجية جديدة.
فتم إقامة شراكة بين مصنع إنتاج وإصلاح المدرعات (مصنع 200 الحربى) وشركة صناعة وسائل النقل MCV لإنتاج أول أتوبيس مصرى يعمل بالكهرباء “SETIBUS”، كما يتم العمل على تحويل عدد (2262) أتوبيس تتبع هيئة النقل العام بالقاهرة والأسكندرية للعمل بالغاز الطبيعى بدلا من السولار، وتم تأسيس شركة (مصرية / إماراتية) مشتركة لتصنيع وإنتاج وتسويق عربة بيك أب مزودة بمحرك متسوبيشى تعمل بالغاز الطبيعى والبنزين بنسبة مكون محلى 60%، ولإنشاء خط جديد لتجميع كاميرات المراقبة يتم التعاون مع شركة “هانوا تكوين” الكورية وقد تم اعتمادها مبدئيا من لجنة الرصد المرئى.
ومن أهم المشروعات القومية التي يتم المساهمة في تنفيذها منظومة معالجة وتدوير المخلفات البلدية الصلبة من خلال تصنيع وإنشاء مصانع تدوير المخلفات البلدية الصلبة ويتم تحويل المخلفات إلى سماد عضوى أو وقود بديل بطاقات مختلفة من 15 حتى 40 طن/ساعة، وفيما يتعلق بتحويل المخلفات البلدية إلى طاقة كهربائية فإنه يتم حاليا إتخاذ الإجــراءات اللازمــة لإنشــاء أول مصنع فــى مصــر بطــاقة 1200 طــن/يــوم بطاقــة 23 ميجاوات/ساعة.
وتم إقامة تحالف بين الهيئة القومية للانتاج الحربى وشركتىّ أكواتك وMPS الأمريكيتين لإنشاء وتشغيل وصيانة محطات تحلية ومعالجة المياه.
وجارى الإنتهاء من إنشاء وتطوير (104) مركز جديد لتجميع الألبان كمرحلة أولى بالتعاون مع وزارة الزراعة.
ويتم المساهمة في منظومة التأمين الصحى الشامل بالتعاون مع وزارة الصحة.
إلى جانب المشاركة في تنفيذ “المبادرة القومية لإعداد كوادر رقمنة الصناعة” لتأهيل عدد (1000) شاب من المهندسين على مستوى الجمهورية فى مجال استخدام تقنيات الثورة الصناعية الرابعة والتحول الرقمي.
وتم إنتاج وتركيب محطات طاقة شمسية فى العديد من الوزارات والمؤسسات والجهات بالدولة، ويتم حاليا تنفيذ مشروع إنشاء محطة طاقة شمسية بالعاصمة الإدارية الجديدة بطاقة حوالى 18 ميجاوات.
وتم المشاركة في مبادرة “حياة كريمة” بإجمالي مشروعات (193) مشروع في مجالات تطوير/إنشاء محطات المياه، شبكات الشرب، الصرف الصحي وشبكات الكهرباء والسكن البديل.
التطويــــر
ويقوم “الإنتاج الحربي” بتنفيذ برامج تطوير تشمل تأهيل الكوادر في التخصصات النادرة من خلال تنفيذ دورات تأهيلية مركزة ومتخصصة للكوادر فى مجال الذخائر والمفرقعات والأسلحة والمدافع بالتعاون مع الكلية الفنية العسكرية.
وتطبيق نظام التدبير المركزي للمعدات والخامات ومستلزمات الإنتاج، وذلك بغرض الوصول لأقل الأسعار لكافة المطالب حتى نتمكن من خفض أسعار المنتجات مما يجعلها أكثر تنافسية.
وتم البدء فى تحديث تكنولوجيات وتحوير رخص الإنتاج (البندقية الآلية والمسدس 9 مم) على التوازى مع تحديث المعدات وخطوط الإنتاج وتزويدها بالماكينات CNC .
أما فيما يتعلق بمؤشرات الأداء فقد تم تحقيق إجمالي إيرادات نشاط بقيمة (20.1) مليار جنيه للعام المالى (2020/2021) مقارنة بـ (15.7) مليار جنيه للعام (2019/2020) بزيادة 28%.
معرض EDEX 2021
وأخيــرا وليـــس آخـرا المشاركة في إقامة معـــرض مصــر الدولــي للصناعــات الدفاعيــة والعسكريــة “EDEX 2021” والذى تم إقامته خلال الفترة من 29 نوفمبر وحتى 2 ديسمبر 2021 بمركز مصر للمعارض الدولية تحت رعاية السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وعلى مدار أيام المعرض الأربعة شهد جناح وزارة الإنتاج الحربي إقبالاً كبيراً من الزائرين والمهتمين بالشأن العسكري وذلك للتعرف على جانب من منتجات الإنتاج الحربي العسكرية ومدى التطور والتقدم الذي وصلت إليه هذه المنتجات التي تُصنع وفقاً لأحدث تكنولوجيات التصنيع حول العالم.
وقد شاركت وزارة الإنتاج الحربي في الجناح المصري بعدد من منتجاتها العسكرية مثل المدرعة المصرية ذات الجنزير “سينا 200″ وهي ناقلة جند مدرعة متعددة المهام، مصممة بعقول وأيدي مصرية بمصنع إنتاج وإصلاح المدرعات (مصنع 200 الحربي) في ضوء توجيهات السيد رئيس الجمهورية لتعميق دائرة التصنيع العسكري بمصر ، كما شاركت الوزارة أيضاً بالنسخة المطورة من العربة المدرعة ST-500″” وهي من نوعية المركبات التكتيكية الخفيفة الحركة والقادرة على حرية الحركة والمناورة السريعة، ويمكن تزويد العربة بقوة نيرانية كبيرة للقيام بعمليات التدخل السريع والعمليات الخاصة، وللعربة تجهيزات مختلفة (ناقلة جند، استطلاع، اسعاف، عربة مجهزة بمدفع هاون)، ومن المعروضات التي حظيت بإهتمام العديد من الزائرين روبوت التعامل مع العبوات الناسفة (M-300 & X-300)، ومن مواصفاته التكتيكية إمكانية السير والعمل في الأراضي الممهدة والمدقات في الظروف البيئية والجوية المختلفة، كذلك شاركت الوزارة بالمدفع الثنائي المضاد للطائرات زد يو (عيار 23 مم)، ومداها (أرضية 2000-2500 م) وأهداف جوية (1500-2000 م)، كما تم عرض الهاون عيار 120 مم طراز (UK2) بجناح الوزارة بالمعرض، بمعدل ضرب 8-12 بمبة هاون/دقيقة، ويبلغ أقصى مدى (7000) متر.
كما قامت الوزارة بعرض الرشاش المصري متعدد الأغراض (عيار 7.62×51 مم) ويعمل الرشاش بضغط الغاز ويمكن التحكم في معدل الإطلاق عن طريق منظم الغاز الخاص به، ومن معروضات الإنتاج الحربي في معرض “EDEX 2021” القاذف سداسي الطلقات عيار 40 مم، كما ضم جناح الإنتاج الحربي بالمعرض قذيفة الأعماق (نورس-1) وتعمل قذيفة الأعماق (نورس-1) حتى عمق ٣٠٠م تحت سطح الماء وتطلق من قاذف RBU1200، وتعد قذائف الأعماق سلاح حرب مضاد للغواصات، الغرض منه هو تدمير الغواصات،كذلك تم عرض البندقية الآلية الهجومية المطورة (عيار 7.62 × 39 مم)، وفي مجال المعدات الإلكترونية المتطورة عرضت وزارة الإنتاج الحربي في جناحها بمعرض “EDEX 2021” رادار إكتشاف الأهداف الجوية ذات المقطع الراداري الصغير للطائرات الموجهة بدون طيار (بردويني-1). وكان من المعدات الخاصة المعروضة بجناح الوزارة شنطة ضبط وتنسيق الأسلحة الصغيرة بالليزر، كما تم عرض عدد متنوع من الذخائر بأعيرة مختلفة وتشمل ذخيرة المدفعية التي تم عرضها لأول مرة التي يصل مداها حتى 40 كم وذخيرة الدبابات السابو العمليات.
على جانب آخر شهدت أيام معرض “EDEX 2021” الأربعة نشاطاً لافتاً للمهندس/ محمد أحمد مرسي وزير الدولة للإنتاج الحربي، حيث قام بعقد العديد من اللقاءات لبحث سبل التعاون المشترك مع ممثلي الجهات والشركات العاملة في مختلف مجالات التصنيع العسكرية والدفاعية، كما قام بتفقد العديد من أجنحة الشركات العالمية للإطلاع على قدراتها التصنيعية، وشهد توقيع مذكرة تفاهم وإتفاقية مع الجانب الإماراتي.
وتعكس هذه الإنجازات التي ذُكرت خلال السطور السابقة أن شركات الإنتاج الحربى تعد الركيزة الأساسية للصناعات العسكرية وأحد أهم الأذرع الصناعية للدولة، وإذ تُحقق الوزارة كل تلك الإنجازات بجهد وسواعد أبنائها المخلصين لدفع عجلة الإنتاج والمساهمة فى تحقيق التنمية المستدامة بالبلاد.