شهدت الشركة الوطنية مصر للطيران، خلال الأعوام الماضية تطوراً ملحوظاً بالرغم من الأحداث المتتالية التي أثرت على حركة النقل الجوى سواء على المستوى الداخلى أو الخارجي.
ورصدت “المال” في هذا التقرير، من خلال حصاد صادر عن وزارة الطيران المدني، أبرز التطورات التى شهدتها الشركة خلال الفترة من 2014 وحتى يوليو 2022، حيث تمتلك الشركة أسطولاً من الطائرات يصل إلى أكثر من 65 طائرة تعمل علي الخطوط الدولية والإقليمية والداخلية وكذلك شحن البضائع.
وانضم إلى الشركة مؤخرا أحدث الطائرات من طراز البوينج B787-9 Dreamliner والإيرباص 320Neo والإيرباص A220-300 المزودة بجميع وسائل الترفيه والتكنولوجيا والإنترنت على متن الطائرات، كما تم تحديث أسطول الشحن الجوي بتحويل 3 طائرات من طراز A330-200 من طائرات ركاب إلى بضائع سعة الطائرة الواحدة 60 طنا.
ويشهد نهاية عام 2022 و2023، استلام أولى طائرات الإيرباص A321NEO وعددها 7 طائرات وطائرتان من طراز البوينج B787- 9Dreamliner المتعاقد عليها.
أسطول مصر للطيران
ولعل أكبر إنجاز حققته الشركة خلال تلك الفترة هو إعلانها عن صفقة شراء 9 طائرات جديدة تنضم لأسطولها من أحدث طرازات البوينج وهي الـ B737-800NG، وجاء عيد مصر للطيران الـ 85 في شهر مايو 2017 مواكبًا لاستلام الطائرة الثالثة من هذا الطراز.
وشهد نهاية عام 2017 تعاقد مصر للطيران في معرض دبي للطيران علي تأجير وشراء ونية شراء 45 طائرة من أحدث الطرازات بمعدل 24 من طراز الـ CS300s لشركات بومباردييه الكندية والتي استحوذت عليها بعد ذلك شركة إيرباص العالمية لتصبح هذه الطائرات من طراز الإيرباص A220-300 والتي تسلمت مصر للطيران منها 12 طائرة وكذلك التعاقد علي 6 طائرات من طراز البوينج دريمــــلاينر B787-9 ، بالإضافة إلى 8 طائرات من طراز الإيرباص A320Neo .
وقد تم بالفعل البدء في استلام هذه الطائرات اعتبارا من عام 2019 حتي يوليو عام 2020 بالإضافة للتعاقد علي 7 طائرات من طراز الإيرباص A321Neo وطائرتين من طراز بوينج دريملاينـــر B787-9 .
كما دخل الخدمة 12 طائرة من طراز الإيرباص A220-300 والتي تتسع لـ 140 مقعدًا، وتعتبر مصر للطيران أول ناقلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تشغل هذا الطراز، وتم أيضًا استلام أول طائرة من طراز A320 NEO في فبراير 2020، ودخل الخدمة 8 طائرات من هذا الطراز ويتمتع بمحركات تتميز بمستوياتٍ منخفضة من الانبعاثات، إضافة إلي ما يقدمه من مزايا صديقة للبيئة وقدرته على الحد من الضوضاء الصادر عنه بنسبة 50% مقارنةً بالجيل السابق، كما أنها تتسع لعدد 142 مقعدًا بواقع 16 مقعدا في درجة رجال الأعمال و126 مقعداً في الدرجة السياحية.
مصر للطيران للشحن الجوي
وعن شركة مصر للطيران للشحن الجوي، فقد تم إنشاء مبني المركز المطور للإجراءات بقرية البضائع، ويهدف المشروع إلى زيادة المساحة التخزينية بنسبة 40% لمواكبة القدرة التنافسية على الصعيد المحلى والعالمى، والفصل التام بين تعامل الأفراد مع الجهات الإدارية والرقابية والمخازن مما يساعد على السيطرة وجودة الأداء، بالإضافة إلى نقل جميع الجهات الرقابية بمبنى واحد مما يساعد على تفريغ أماكن داخل المجمع تصل إلى ما يقارب من 50 مكتبا يمكن استغلالها فى إعادة توزيع وتجميع إدارات الشركة والمنقسمة بين المجمع الإدارى ومجمع البضائع.
وتم إنشاء دور كامل لشركات الطيران المتعاقدة مع شركة مصر للطيران للعمل من خلاله مما يساهم فى جذب شركات جديدة فى ظل المنافسة المحلية والعالمية.
مصر للطيران للصيانة
كما تم تطوير هنجر 7000 الخاص بشركة مصر للطيران للصيانة والأعمال الفنية، حيث يهدف المشروع إلى إضافة طاقة استيعابية تتوافق وتحقق متطلبات سلطات الاعتماد الدولية EASA & FAA ، من خلال تطوير الهنجر القائم لتعظيم الاستفادة من الأصول المملوكة للشركة، فضلاً عن زيادة دخل شركة مصر للطيران للصيانة والأعمال الفنية من العملاء من خارج مجموعة مصر للطيران.
مصر للطيران وإدارة أزمة كورونا
مع نهاية عام 2019 وبداية عام 2020، اجتاح العالم أزمة عالمية كبيرة أثرت علي معظم المجالات والصناعات وكان النصيب الأكبر في التأثير من نصيب صناعة الطيران المدني والسياحة علي مستوي العالم وهي ظهور فيروس جديد يعرف باسم “فيروس كورونا” والذي يعد أكبر تحد واجهته صناعة النقل الجوي في تاريخها حيث توقفت حركة الطيران وتم إغلاق الكثير من المطارات والمجالات الجوية في معظم دول العالم للحد من انتشار المرض الأمر الذي أدي إلي تأثر صناعة الطيران بشكل كبير.
وأعلن حينها عدد من شركات الطيران إفلاسها واستغنى كثير من الشركات عن عدد كبير من العمالة وتراجع موقفها المالي إلى أدني مستوياته بسبب انخفاض معدلات التشغيل وقلة حركة الركاب ولم تكن مصر للطيران بمنأى عن تداعيات الجائحة حيث تعرضت الشركة لفقد إيرادات كبيرة في الفترة التي توقفت فيها حركة الطيران في مصر بشكل كامل من الفترة من 19 مارس وحتي قرار عودة الطيران في 1 يوليو 2020.
واستمر التأثير حتي بعد التشغيل الجزئي لحركة الطيران بسبب انخفاض أعداد الركاب ووقف كثير من الدول لحركة الطيران وفرض دول أخري قيودا وإجراءات احترازية معينة لدخول أراضيها ، وبالرغم من كل ذلك فقد حرصت مصر للطيران فى إطار استراتيجية وزارة الطيران المدنى منذ بداية الجائحة علي الالتزام بتطبيق جميع الإجراءات الاحترازية والوقائية في جميع مراحل السفر وعلي متن الطائرات لتوفير رحلات آمنة لعملائها.
كما لم تتوقف الشركة بالرغم من تدهور الوضع المالي عن تنفيذ خطة إحلال وتجديد اسطولها الجوي واستكمال صفقات استلام الطائرات ولم يتم الاستغناء عن أى عامل وتنفيذ آليات مشروع هيكلة ودمج شركات مصر للطيران لتصبح 3 شركات بدلا من 8 شركات تابعة للشركة القابضة، كما تم وضع خطة لإدارة هذه الأزمة تقوم علي ترشيد النفقات والبحث عن حلول وبدائل لتعظيم الإيرادات من بينها الاهتمام بنشاط الشحن الجوي الذي شهد تقدما ملحوظا خلال فترة الجائحة خاصة في مجال شحن الأدوية والمستلزمات الطبية.
2022 عام الريادة وتوسعة شبكة الخطوط
تمتد شبكة خطوط مصر للطيران قبل جائحة كورونا إلى أكثر من 72نقطة فيما يقرب من 49 دولة حول العالم لتغطية رغبات جميع العملاء ومنذ انضمامها لتحالف ستار العالمي في يوليو 2008 وأصبحت العضو رقم 21 في التحالف والذي يضم حاليا 26 شركة طيران من أكبر الشركات حول العالم أصبح بإمكان عملاء مصر للطيران الاستفادة من شبكة تحالف ستار العملاقة التي تصل إلى أكثر من 1300 مطار يغطي 95% من العالم، بالإضافة لرحلات المشاركة بالرمز التي تبرمها مصر للطيران مع كبري شركات الطيران العالمية لخدمة عملائها والوصول إلي أبعد النقاط حول العالم .
واستهلت مصر للطيران بداية عام 2022، بتشغيل أول رحلة بخدمات ومنتجات “صديقة للبيئة ” فى إطار المسئولية المجتمعية للشركة من القاهرة إلى باريس لتكون الرحلة الأولي من نوعها لشركة طيران فى القارة الإفريقية فى إطار استراتيجية وزارة الطيران المدنى لتحقيق التنمية المستدامة وفق توجهات الدولة المصرية.
كما أعلنت الشركة عن تدشين مركز إقليمي لصيانة الطائرات بمطار أكرا بغانا، وتشغيل خطوط جديدة في إطار توسعة شبكة خطوطها الجوية مثل خط “كينشاسا” بالكونغو في مارس و” دبلن” بأيرلندا في شهر يونيو والإنتهاء من إجراءات تشغيل خط “دكا” بنجلاديش خلال عام 2022 وغيرها من الخطوط الجديدة.
وتم استئناف خط مومباي بالهند في شهر مايو مع دراسة استئناف خط بانجكوك فى إطار خطة الشركة لاستئناف تشغيل الخطوط التى توقفت بسبب جائحة كورونا فضلا عن الإستمرار في خطة تحديث الأسطول.
نبذة عن الشركة
يشار إلى أن شركة مصر للطيران هى الشركة الوطنية لجمهورية مصر العربية ومقرها القاهرة، وصدر المرسوم الملكي بإنشائها فى السابع من شهر مايو عام 1932 لتصبح شركة الطيران الأولى علي مستوي الشرق الأوسط وأفريقيا، والسابعة على مستوى العالم التى تنضم الى الإتحاد الدولي للنقل الجوي الأياتا، وقد مرت الشركة بالعديد من مراحل التطور والنمو علي مدار 90 عاماً هي عمر الشركة.
وعملت مصر للطيران علي مدي تاريخها تحت عدة مسميات منها الخطوط الهوائية المصرية، وشركة مصرللطيران وشركة الطيران العربية المتحدة وغيرها ، وفي عام 1971 صدر القرار الجمهوري بإنشاء أول وزارة الطيران المدني لتنتقل إليها تبعية مؤسسة مصر للطيران.
وفى شهر يوليو من عام 2002 صدر القرار الوزارى بتحويل مصر للطيران إلى شركة قابضة يتبعها حالياً 8 شركات تابعة (مصر للطيران للخطوط الجوية، مصر للطيران للشحن الجوى، ومصر للطيران للخدمات الجوية (تقدم الخدمة الجوية لـ 25 شركة طيران عالمية ومصرية عاملة بالمطارات المصرية )، ومصر للطيران للصيانة والأعمال الفنية (تقدم الخدمة الفنية لـ 130 شركة طيران عالمية ومصرية )، ومصر للطيران للخدمات الأرضية (تقدم الخدمة الأرضية لـ 137 شركة طيران عالمية ومصرية عاملة بالمطارات المصرية )، ومصر للطيران للسياحة والأسواق الحرة، ومصر للطيران للخدمات الطبية ومصر للطيران للصناعات المكملة).