عقب سقوط إفريقي مدوٍ للمنتخب الوطني في كأس الأمم الإفريقية، اتخذ اتحاد الكرة قرارًا بالإطاحة بالجهاز الفني الأجنبي، وعلى رأسه البرتغالي روي فيتوريا.
فيتوريا المدير الفني “الأغلى” في تاريخ المنتخب المصري؛ فكان يصل راتبه إلى 200 ألف دولار شهريًا ومضى في منصبه أكثر من عامٍ ونصف لم يضع بصمة حسنة واحدة خلال مباراة يذكره بها المصريون، الذين سرعان ما طالبوا بتعيين حسام حسن خلفًا له.
عساه يلملم جراح ما عاناه المنتخب من خسائر تحت ولايته، وهو الأمر الذي استجاب له المسئولون بتعيين العميد مدربًا للمنتخب لامتصاص غضب الجماهير.
وبعيدًا عن الخسائر الكروية التي تكبدها المنتخب المصري في البطولة، يمكننا اعتبار أن راتب فيتوريا وحده هو الخسارة الأكبر، إذ كلف خزينة اتحاد الكرة أكثر من 4 ملايين دولار خلال 20 شهرًا قضاها.
في وقتٍ تدب فيه أزمة طاحنة بالدولة لتوفير العملة الصعبة، لكن حتى بلوغ مرحلة النهائي الذي اعتاد المصريون عليه وإن انتهى بنا الأمر وصيفًا، أمر عجز المدرب البرتغالي عن تحقيقه لمصر، أو بالأحرى تحقيق ما تقاضاه خلال ولايته، خاصًة أن وصيف البطولة يحصل على مكافأة تُقدر بـ4 ملايين دولار، كانت كافية لتُنسي خزينة اتحاد الكرة سوء اختياره إذا تحصلوا عليها.
وبحسبة بسيطة، أدار «فيتوريا» 18 مباراة بأداء باهت مع راتبه الضخم، تجد أن تكلفة المباراة الواحدة التي يديرها البرتغالي تتجاوز 222 ألف دولار، وهو رقم يضع الكثير من علامات الاستفهام حول اختيار المدرب الذي لا توجد أي سابقة تدريب لمنتخب واحد في مسيرته.
اتحاد الكرة جاء لنا بمدر من أجل “ضربة حظ” مع راتب كهذا، أمر غير مقبول، على عكس حسام حسن الذي سبق وأن تولى الإدارة الفنية لمنتخب الأردن ونجح في قيادتهم إلى بلوغ نهائيات أمم آسيا، وكانت تفصله خطوة واحدة عن الصعود إلى نهائيات كأس العالم 2014، الذي فشلت مصر في بلوغه مع مدرب أجنبي أيضًا.
وبمقارنة سريعة بين «فيتوريا» وحسام حسن، نجد الأخير هو الخيار الأمثل اقتصاديًا، فحسب مصادر داخل اتحاد الكرة خلال حديثهم مع “المال” فإن راتب “العميد” لن يتجاوز راتبه عن المليون جنيه شهريًا مقابل ما يوازي 13 مليونًا كان يتحصل عليهم المدرب البرتغالي الذي رحل ممتلأً بالدولارات خاليًا من الإنجازات.
فيتوريا لم يكتفِ بذلك، بل ترك منتخبًا من خلفه يُعاني من خيبة أمل كبيرة وجمهور محبط، لكنه يعول الآن على حسام حسن وجهازه الجديد في إعادة الأمور إلى نصابها، حالمين بأيدي العميد وهي تعانق كأس القارة السمراء تارة أخرى في زي المدير الفني للمنتخب الذي يتقاضى أجرًا أقل بـ 12 مرة عن «فيتوريا».
فهل يتفوق الجنيه المصري على الدولار في الملاعب، ونستعيد أمجاد محمود الجوهري وحسن شحاتة، أم يستمر منتخب مصر في السقوط نحو الهاوية على الصعيد القاري؟