يرى محللون ماليون ووحدات بحوث فى بنوك استثمار محلية، أن شركة سيدي كرير للبتروكيماويات لا تزال تتضمن فرصًا داعمة – رغم الأداء الباهت فى نتائج النصف الأول –، يأتى ذلك فى الوقت الذى تنتظر فيه الشركة طرح حصة إضافية من أسهمها فى البورصة ضمن برنامج الطروحات الحكومية.
وأوضح محللون أن قدرة الشركة على الإغلاق المالى والفنى لمشروعها الجديد لإنتاج البروبيلين والبولي بروبيلين الذى تبلغ استثماراته 1.2 مليار دولار، وطاقة إنتاجية 500 ألف طن سنويًا يمثل أكبر الفرص الداعمة لأدائها.
«المال» تسلط الضوء فى التقرير التالى على النتائج المالية الأخيرة لشركة سيدي كرير، والتى تأثرت سلبًا بشكل كبير بتراجع أسعار البولى إيثلين، وقوة الجنيه أمام الدولار، للوقوف على الأداء المالى المستقبلى لأكبر وأقدم شركة بتروكيماويات تعمل فى السوق المحلية منتظر طرحها.
يذكر أن «سيدي كرير» بصدد اختيار المقاول العام للمشروع الجديد، بينما اختارت بنك الكويت الوطنى كمستشار مالى لقرض تمويل المشروع علما بأن الشركة ستمول الصفقة بنسبة 70% عبر الاقتراض، و30% من خلال التمويل الذاتى.
وحدات بحوث ترى فرصًا داعمة على رأسها «البروبيلين» و«البولي بروبيلين»
وأبدى المحللون تخوفاتهم من تخفيض توزيعات الأرباح مستقبلا فى ظل الالتزامات الرأسمالية الكبيرة الناجمة عن مشروع البروبلين والبولي بروبلين، ما يقلل من جاذبية الطرح نسبيا، كما رجح أن تتجه الشركة إلى بحث خيارات إجراء زيادة رأسمال خلال العام الحالى.
وقالوا إن سيدي كرير تتضمن فرصة إيجابية أخرى تتمثل فى ترجيحات طرح الشركة الشقيقة «إيثيدكو» بالبورصة ضمن برنامج الطروحات الحكومية والذى من شأنه تحقيق عوائد ضخمة لمساهمى شركة سيدي كرير للبتروكيماويات على المدى البعيد.
وكانت الحكومة قد أطلقت المرحلة الأولى من برنامج الطروحات العامة بطرح حصة إضافية 4.5% من أسهم الشركة الشرقية للدخان «إيسترن كومباني» ومن المنتظر طرح حصص إضافية من شركات أبو قير للأسمدة والإسكندرية للحاويات وسيدي كرير.
وأظهرت القوائم المالية لشركة «سيدي كرير» انخفاض مبيعاتها إلى 2.52 مليار جنيه خلال النصف الأول من العام الحالى مقابل 2.74 مليار الفترة المماثلة من 2018، وكشفت النتائج المالية، عن قدرة الشركة على السيطرة على التكاليف لتبلغ 1.89 مليار جنيه خلال النصف الأول مقابل 1.93 مليار النصف المماثل من 2018.
ووفقا للقوائم، بلغ صافى ربح الشركة 453.2 مليون جنيه خلال النصف الأول مقابل أرباح 680.8 مليون للفترة المماثلة من 2018، بينما بلغت الربحية 260 مليون جنيه خلال الربع الثانى مقابل أرباح 397.2 مليون جنيه للربع الثانى من 2018.
وبلغ نصب السهم فى الربحية 0.77 جنيه، خلال النصف الأول من 2019 مقابل 1.16 جنيه النصف المماثل من 2018، بينما سجلت الربحية 0.45 جنيه خلال الربع الثانى، مقابل ربحية 0.68 خلال الربع الثانى من العام الماضى.
وترى لينا هشام، محلل قطاع البتروكيماويات فى بنك الاستثمار «نعيم» أن الشركة سجلت أداء تشغيليا حياديا خلال الربع الثانى وهو ما جاء متوافقا مع التوقعات، مرجحة تراجع الأرباح مستقبلًا فى ضوء انخفاض أسعار البولى إيثلين.
وخفضت القيمة العادلة للسهم من 29.1 إلى 17.27 جنيه، نتيجة الارتفاع الكبير فى سعر السهم مؤخرًا، بينما أوصت بالشراء.
«نعيم»: استمرار تأثر أسعار «البولي إيثيلين» سلبا بتراجع الطلب العالمي حتى 2020
وتوقعت ضعف الأداء خلال عامى 2019 و2020 نتيجة انخفاض أسعار البتروكيماويات بسبب التراجع الملحوظ فى الطلب، وزيادة المعروض وسط التوترات التجارية الحالية.
وأوضحت أن أرباح الربع الثانى جاءت أقل من التوقعات بنحو 12% فى ضوء ارتفاع التكاليف العامة ونفقات الفوائد، كما تأثرت الهوامش بتراجع أسعار البولي إيثيلين عالى الكثافة بنسبة 20%، إلى جانب الأداء القوى للجنيه.
وذكرت أن أسعار «البولي إيثيلين» قد تراجعت فى كل من الصين 18% والهند 19% منذ بداية العام الحالى إذ انخفض الطلب بسبب تباطؤ النمو وانخفاض أسعار المواد الخام، مما شجع على زيادة الطاقة الإنتاجية، فضلا عن ارتفاع صادرات البتروكيماويات من إيران، وكذلك التوترات الناجمة عن الحرب التجارية العالمية.
وتبنت نظرة مستقبلية متحفظة تجاه أسعار البتروكيماويات حتى بنهاية العام الحالى وأيضا خلال 2020 فى ظل انخفاض سعر خام برنت 7% إلى 63.5 دولار للبرميل على مدار الشهرين الماضيين.
وتوقعت استمرار تأثر أسعار «البولى إيثيلين» سلبا بتراجع الطلب العالمى وزيادة المعروض، خاصة من إيران التى تتجه لزيادة صادراتها من البتروكيماويات لتعويض تراجع إيراداتها من النفط، وكذلك المعروض الجديد من الولايات المتحدة.
ورجحت تعافى أسعار البولي إيثيلين بعد عام 2020 فى ضوء توقعات بزيادة الطلب وتراجع التوترات الناجمة عن الحرب التجارية العالمية وانحسار نظام العقوبات.
وأوضحت أن مضاعف ربحية سيدى كرير يبلغ 5.91 مرة وفقا للتقديرات، وهو أقل من متوسط نظراء الشركة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والذى يبلغ 14.7 مرة، وهو ما يجعل سهم الشركة فرصة مغرية للشراء.
وذكرت أن التدفقات النقدية للشركة خلال 2019 تتضمن نفقات رأسمالية بنحو 300 مليون جنيه تمثل تكلفة رخص مشروع البروبلين والبولي بروبلين الجديد، مؤكدة أن تقييم السهم لا يحتسب أثر المشروع باعتباره فى المراحل الأولية.
بدورها، قالت وحدة أبحاث بنك الاستثمار «فاروس» إن الزيادة فى الأحجام قد عوضت الخسائر الناجمة عن أسعار البولي إيثلين خلال الربع الثانى من العام، والتى واصلت الهبوط بالتوازى مع أسعار السوق العالمية، إذ بلغ سعر الطن 1162 دولارا منخفضًا 4% ربعيًا و11% سنويًا.
وأشارت إلى أن الهوامش لا تزال تحت طاولة الضغوطات بنهاية 2019، لافتة إلى أن مجمل هوامش الشركة قد انخفضت 4 نقاط لتسجل 25% فى الربع الثانى، وهى نتائج مثيلة للربع الأول نظرًا لانخفاض أسعار البولي إيثيلين العالمية، وغياب مساهمته فى تعافى الهوامش.
وتوقعت «فاروس»، فى ورقة بحثية، ألا تتخطى هوامش الربحية للمستويات سالفة الذكر هذا العام، لتصل إلى 24%، على أن تبدأ التحسن إلى 27% بحلول عام 2021، وتستقر عند هذا المستوى لفترات لاحقة.
وقالت إن صافى الربحية خلال الربع الثانى قد شهد دعما من استثماراتها فى شركة «إيثيدكو» بقيمة 72 مليون جنيه، بينما سجلت خسائر فرق عملة بقيمة 19 مليون جنيه فى ظل استمرار تحسن أداء الجنيه أمام الدولار.
وحددت الورقة البحثية الصادرة عن «فاروس» القيمة العادلة لسهم الشركة عند 17.03 جنيه، مع رفع التوصية من محايد إلى زيادة الأوزان النسبية نتيجة انخفاض سعر السهم.
وأجرت «فاروس» تحديثًا على افتراضات سعر الصرف خلال فترة التوقعات التى تنتهى فى 2023، ليبلغ 17 جنيها لكل دولار فى 2019، على أن ينخفض بمتوسط 5% سنويًا.
وأضافت: على الرغم من تغيير التوصية نبقى حذرين من مضاعفات بيع حصة من الشركة تبلغ 23% خلال الفترة المقبلة لتمويل مشروع البولي بروبلين البالغ 1.2 مليار دولار.
«فاروس» تتوقع 5.66 مليار جنيه إيرادات و1.05 مليار أرباحًا بنهاية العام
وتوقعت أن تسجل سيدى كرير إيرادات بقيمة 5.66 مليار جنيه وأرباح 1.05 مليار بنهاية العام الحالى، مقابل 5.78 و1.29 مليار جنيه بالترتيب مسجلة فعليا خلال 2018.
فى سياق متصل، رجحت الورقة البحثية الصادرة عن «فاروس» أن تصل إيرادات سيدي كرير إلى 6.25 مليار جنيه بنهاية العام المقبل، وأن تبلغ الأرباح 1.30 مليار جنيه.
من جانبه، قال عبدالرحمن وهبة، المحلل المالى بشركة «شعاع» لتداول الأوراق المالية – مصر، إن الزيادات الكبيرة فى تكاليف المواد الخام وانخفاض أسعار البولي إيثلين أدت إلى تآكل هوامش تشغيل الشركة على مدار السنوات السبع الماضية.
«شعاع»: ضرورة مراقبة معدل صرف الدولار مقابل الجنيه لتأثيره على الأداء التشغيلي
وحث المستثمرين على ضرورة مراقبة التحسن فى معدل صرف الجنيه مقابل الدولار لتأثيره القوى على الأداء التشغيلى للشركة.
ولفت إلى أن وحدة أبحاث «شعاع» بدأت فى تغطية سهم الشركة مع تصنيف محايد ومخاطرة مرتفعة وسعر مستهدف 12 جنيها للسهم خلال 12 شهرًا.
وأكد أن التقييم لا يتضمن قيمة مشروع البروبلين والبولي بروبلين والذى سيختلف تأثيره على السهم بناء على السيناريوهات المختلفة الخاصة بالتكلفة الاستثمارية للمشروع.
وأوضحت أن الأداء التشغيلى للشركة يتأثر بشكل أساسى بأسعار البولي إيثلين ومشتقاته والذى تقوم بإنتاجه من خلال خليط الإيثان والبروبان، فضلا عن نمو تكلفة المواد الخام وجودتها.
وأشار إلى أن وحدة الخلايا التى تم تركيبها بالشركة مؤخرًا لا تزال تحافظ على جودة المواد الخام المستخدمة فى الإنتاج من التدهور، موضحا أن أى تعديل فى طريقة تسعير المواد الخام لا يزال يشكل خطرًا رئيسيًا على الشركة أيضًا.
وأكد أن بيع منتجات الشركة محليا بأسعار مميزة نسبيا لن تستمر بسبب التغير المتوقع فى هيكل السوق واحتمالية دخول منافسين جدد.
ورجح انخفاض هوامش الربحية بنهاية 2019 إلى 20%، وأن تصل إلى 19% خلال الفترة بين 2020 – 2022 ممثلة فى زيادة قدرها 2% فى تكلفة المواد الخام، مرجحا ارتفاع أسعار البولي إيثيلين 1% بحلول 2023.
وتوقع نموا سنويا 0.5% فى الإيرادات لتصل إلى 5.94 مليار جنيه خلال 2023 نتيجة لانخفاض قيمة الجنيه بالتزامن مع غياب أى توسعات فى الطاقة الإنتاجية على المدى القريب، بجانب التراجع فى أسعار البولي إيثلين بمعدل 0.8% سنويا.
وفى سياق متصل، رجح «وهبة» تراجع الأرباح بمعدل 10.8% خلال فترة التوقعات التى تنتهى فى 2023 متأثرة بضعف هوامش التشغيل على خلفية ارتفاع تكلفة العمالة وانخفاض أسعار البيع.
وتوقع أن تبلغ إيرادات سيدي كرير 5.2 مليار جنيه بنهاية العام الحالى، وأن تصل إلى 5.43 مليار فى 2020، بينما رجح أن تصل الأرباح إلى 644 و775 مليون جنيه خلال عامى 2019 و2020 على التوالى.