اندلعت حرب فيديوهات في السودان بالموازاة مع الاشتباكات الجارية في العاصمة السودانية الخرطوم وعدة مناطق أخرى، حيث أنها توثق لحظات القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
ولليوم الثاني على التوالي، تشهد الخرطوم ومدن سودانية أخرى أعمال عنف وقتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، مخلفة عددا من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين والمتقاتلين.
وتعمد حسابات القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على المواقع الاجتماعية إلى نشر فيديوهات وأخبار وصور على مدار الساعة، لإطلاع المتابعين على المستجدات وآخر التطورات.
وكان لافتا كيف شرعت هذه الحسابات في توثيق كل صغيرة وكبيرة، منذ انطلاق الاشتباكات يوم أمس السبت، مما جعل البعض يطلق عليها “حرب الفيديوهات”.
توثيق الانتصارات فقط
وتُظهر هذه الفيديوهات لحظات قوية من أعمال القتال، وتوثق الانتصارات المحققة لكل طرف في مناطق مختلقة. كما توثق هذه المقاطع تفاصيل دقيقة عن الأسلحة والعتاد المستخدم في هذه الاشتباكات.
وعلى سبيل المثال، نشر الجيش السوداني، اليوم الأحد، مقطع فيديو بعنوان “احتفال جنود القوات المسلحة بالغنائم التي خلفها متمردو الدعم السريع”.
من جهته، نشرت قوات الدعم السريع على حسابها الرسمي على تويتر، فيديو تحت عنوان “قوات الدعم السريع تسيطر على قيادة اللواء الأول مشاة، وتحكم إغلاق كل المنافذ جنوب الخرطوم”.
وتلقى هذه الفيديوهات تفاعلا كبيرا، خاصة وأنها تغذي فضول الكثير من الأشخاص الراغبين في معرفة أحدث المستجدات على ساحة المعركة.
حرب فيديوهات في السودان
وعلى الرغم من ذلك، إلا أنه لا يبدو أن هذه الفيديوهات تلقى أي وقع على المشاهدين. وفي هذا الصدد، قالت هدى وهي من سكان حي في جنوب الخرطوم لرويترز: “هناك الكثير من المعلومات المضللة والجميع يكذبون. لا نعلم متى ينتهي ذلك وكيف سينتهي”.
في المقابل، يقول خبراء إن هذا النوع من الفيديوهات يستخدم في الحروب كأداة فعالة لنشر البروباجندا وخلق الانطباعات الخاطئة في عقول المشاهدين.
ويشيرون إلى أن هذه الفيديوهات يمكن أن تستخدم لتقوية صورة الطرف الذي ينشرها، وإظهاره في أفضل حالاته، بينما يمكن استخدامها أيضا لنشر الفزع والخوف بين المدنيين والتأثير على نفسيتهم.
ناشد رئيس الوزراء السوداني، السابق عبد الله حمدوك، مجدداً الأحد، قيادة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بضرورة وقف الحرب الجارية، محذراً من انزلاق السودان نحو حرب أهلية.
وقال حمدوك في كلمة مصورة: «السلام هو الخيار الوحيد لتجنب انزلاق السودان لحرب أهلية»، داعياً إلى وقف هذه الحرب اليوم قبل الغد.
وأكد حمدوك أن الوضع الإنساني كارثي ولا خيار أمام الشعب السوداني إلا السلام، مشدداً على أن تلك الحرب زادت من معاناة السودانيين. وقال: «ما زالت الحرب تقضي على الأخضر واليابس والوضع كارثي».
وأضاف رئيس الوزراء السوداني السابق: «أحث المجتمع الدولي والإقليمي على مساعدة السودان والوقوف بجانبه. وأدعو الشعب إلى الحفاظ على التماسك والوحدة». وأضاف: هذه حرب المنتصر فيها خاسر.