حقق بنك جولدمان ساكس الأمريكى خلال الربع الماضى أفضل أداء فصلى منذ أكثر من عشر سنوات ليرتفع العائد على الاستثمار إلى %17.5 ليسجل أعلى مستوى منذ عام 2010، بفضل انتعاش نشاط العملاء فى تغيير محافظهم الاستثمارية وسط تفشى العدوى من وباء فيروس كورونا فى الولايات المتحدة.
وذكرت وكالة رويترز أن بنك جولدمان ساكس حقق أعلى عوائد على السهم فى الربع الماضى المنتهى 30 سبتمبر ليتفوق على توقعات المحللين بفارق كبير وليرتفع مؤشر العائد على الاستثمار الذى يتابعه المستثمرون عن كثب لأنه يبين مدى كفاءة البنك فى استخدام أموال المساهمين لتوليد الأرباح، وسط وباء فيروس كورونا الذى تفشى فى الولايات المتحدة الأمريكية التى تصدرت دول العام فى عدد الإصابات والوفيات.
ويرجع الأداء المرتفع الذى حققه جولمان ساكس إلى القفزة الواسعة التى سجلها البنك فى إيرادات التداول والتى بلغت نسبتها %29 مع استجابة العملاء للأخبار المتشائمة حول استمرار وباء كورونا حتى العام المقبل وإقبالهم على تغيير محافظهم الاستثمارية من حين لآخر مما ساعد على زيادة الإيرادات.
ورغم أن البنوك المنافسة مثل JP مورجان استفادت أيضا من انتعاش السوق هذا العام إلا أنها معرضة أكثر للعملاء الأفراد الذين تكبدوا خسائر بسبب مرض كوفيد 19 والشركات التى تعانى من قيود الإغلاق ووقف أنشطتها ودفع رواتب وأجور العمالة فيها رغم بقائهم فى البيوت.
وقالت سوزان روث كاتزكى محللة أنشطة التداولات فى بنك كريدى سويس أن جولدمان ساكس حقق نتائج باهرة وغير متوقعة لدرجة أن سعر السهم ارتفع بحوالى %1 فى تعاملات نهاية الأسبوع الماضى بينما هبطت أسعار أسهم معظم البنوك الكبيرة فى البورصة الأمريكية.
كان جولدمان ساكس يعانى خلال السنوات التى سبقت ظهور وباء كورونا من مشاكل بخصوص القروض التقليدية ونشاط التداولات، ولكنه فى وسط تفشى العدوى حقق رئيسه التنفيذى دافيد سولومون نجاحا فى تأسيس بنك المستهلكين لتعزيز أنشطة الأفراد الذى أطلق عليه اسم ماركوس الذى أضاف خدمات بنكية مبتكرة مثل إدارة ثروات الأفراد.
وأكد المحللون أن الاستراتيجية التى وضعها دافيد سولومون للأجل الطويل هى أفضل استراتيجية وسط الأزمة الصحية التى يعيش فيها الشعب الأمريكى وأن مزيج الأنشطة التى يمارسها البنك مناسبة للعملاء من الشركات والأفراد سواء الأقوياء منهم أو الضعفاء بسبب تداعيات مرض كوفيد 19 على الاقتصاد والأسواق المالية.
ويرى كريس كوتوفسكى المحلل بشركة أوبينهيمر لأبحاث الأسواق المالية أن أسهم بنك جولدمان ساكس من أفضل الأسهم التى تجذب المستثمرين حاليا لعدة أسباب من بينها أن محفظة قروضه صغيرة وبالتالى لن يعانى البنك من أى ديون معدومة علاوة علىأن أسهمه ذات جودة عالية بالمقارنة بمثيلتها فى بنوك وشركات كبيرة أخرى فى وول ستريت.
ويتميز بنك جولدمان ساكس أيضا بأنه يواجه أدنى حد ممكن من الانكشاف على البطاقات الائتمانية والشركات الصغيرة التى تعرضت لخسائر فادحة بسبب مخاطر وباء كورونا ولذلك صعدت إيرادات تداولات البنك خلال الربع الماضى إلى أكثر من 4.6 مليار دولار ومنها مكاسب فى إيرادات الأصول الثابتة وأسواق الأسهم.
وحقق بنك جولمان ساكس أيضا زيادة فى إيرادات نشاط التداول أكثر من أى بنك آخر فى وول ستريت حيث تمثل هذه الإيرادات أكثر من 42 % من إجمالى إيراداته من جميع أنشطته، والتى كسبت حوالى %30 لتتجاوز 10.8 مليار دولار لتفوق على توقعات المحللين التى توقفت عند 9.5 مليار دولار، بينما تمثل إيراداته من العملاء وإدارة الثروات حوالى %14 فقط.
وجنب البنك 278 مليون دولار لتغطية القروض التى باتت معدومة بسبب وباء كورونا ليصل إجمالى مخصصاته اللازمة لتغطية القروض حوالى 2.8 مليار دولار وهذا يمثل مبلغاً صغيراً بالمقارنة مع البنوك الأخرى المنافسة مثل JP مورجان وبنك أوف أمريكا وسيتى جروب التى خصصت هذا العام ما يتراوح بين 10 و20 مليار دولار للديون المعدومة.
واستفاد أيضا نشاط الاستثمارات البنكية فى جولدمان ساكس بفضل عدة اكتتابات عامة ضخمة لشركات منها سنوفليك وروكيت ودون اند برادستريت خلال الربع الماضى كما يتوقع ستيفين شير رئيس الشئون المالية بالبنك استمرار هذه الطروحات من أسهم الاكتتابات حتى نهاية العام الجارى مع التقلبات الحادة التى تشهدها الأسواق المالية بسبب الوباء وانتخابات الرئاسة الأمريكية.
وزادت أيضا حصة جولدمان ساكس فى سوق البنوك وأنشطة التداولات ليرتفع إجمالى أرباحه بحوالى الضعف ليصل إلى 3.5 مليار دولار فى الثلاث شهور المنتهية 30 سبتمبر من 1.8 مليار دولار خلال نفس الربع من العام الماضى علاوة على أن عوائد السهم بلغت رقما قياسيا عند 9.68 دولار مقارنة مع 4.79 دولار العام الماضى بينما توقع المحللون 5.57 دولار.