كشف بنك جولدمان ساكس الاستثماري الأمريكي أنه عقد اجتماعا مؤخرا مع عدد من الجهات الرسمية في مصر ممثلة في وزارة المالية والبنك المركزي والصندوق السيادي والبنوك، وأن المسئولين أبدوا بعض التفاؤل الحذر في ظل التحديات التي يواجهها الاقتصاد، مؤكدين أنه يمكن السيطرة عليها.
واطلعت “المال” على تقرير صادر عن “جولدمان ساكس” يتضمن نتائج تلك المحادثات، والذى أوضح به البنك أن المفاوضات مع صندوق النقد الدولى بشأن تمويل محتمل تسير بشكل جيد وسيتم إبرام الصفقة قريبا، متوقعا أن تتم قبل نهاية الشهر وبالتالى قبل اجتماعات الصندوق والبنك الدولى منتصف أكتوبر المقبل.
وقال “جولدمان ساكس” إن التوقعات فى السوق تشير إلى أن قيمة القرض ستتراوح من 3 إلى 5 مليارات دولار، موضحا أن هذه الأرقام أقل بكثير من تقديراته.
وأضاف، أن المسئولين قالوا إن القيمة لم تتحدد نهائيا بعد ولكن يمكن التوقع بأنها ستدور فى نفس فلك الأرقام المقدرة أى حول 5 مليارات دولار.
وأوضح أن الحزمة ستكون كافية لتعزيز ثقة السوق وتحسين توقعات التمويل الخارجى وتشجيع المزيد من الاستثمارات، موضحاً ان الدعم من دول مجلس التعاون الخليجى وأماكن أخرى سيكون مهما.
وأشار البنك إلى انقسام الآراء حول ما إذا كان سيتم تعديل سعر العملة المحلية بشكل حاد أو متدرج، وأن معظم التوقعات لسعر الصرف تدور حول 22-24 جنيها مقابل الدولار، كحد أعلى له.
وأضاف أن أغلب التوقعات ترى أن التعويم الكامل قد يتسبب فى اضطرابات اقتصادية، وارتفاع الطلب على العملات الأجنبية والأسعار.
وقال: هناك ترحيب واسع من مجتمع المال المصري بالقيادة الجديدة للبنك المركزي ومستشاره هشام عز العرب ووصفهما بالقيادة الصديقة للسوق، مرجحاَ تحسن التنسيق بين المركزى والحكومة من جهة وبين المركزى والبنوك التجارية من جهة أخرى.
وأوضح أن سياسة ملكية الدولة الجديدة وتحفيز الاستثمار الخاص والأجنبى المباشر فى الاقتصاد وتحسين آفاق النمو وتقليل نقاط الضعف الخارجية، تعد حجر الزاوية فى أجندة الإصلاح الهيكلي.
وذكر أن هناك رغبة حقيقية فى تراجع دور الدولة فى الاقتصاد وتعزيز النمو بقيادة القطاع الخاص، مضيفاً: “إحساسنا هو أن صانعى السياسة على دراية كاملة بالتحديات التى تواجه المصريين والاصلاحات التى تتطلبها تلك التحديات.”
وقال البنك أن المصريين تعاملوا خلال اخر عامين مع التحديات الاقتصادية الناتجة عن كورونا ولكن فى الاشهر الاخيرة تفاقمت تلك المشاكل نتيجة تداعيات الغزو الروسى لأوكرانيا.