نشرت شركة جوجل الأمريكية، أكبر محرك بحثى فى العالم تقاريراً عن 131 دولة الأكثر إصابة بفيروس كورونا، وتحتوى التقارير على خرائط تبين حركة السيارات والناس إلى السوبر ماركت ومحلات البقالة ومولات التسلية والترفيه، وأيضاً محطات المواصلات العامة، ومنها الباصات والمترو والقطارات، وأماكن العمل، وذلك خلال الفترة من 16 فبراير حتى نهاية مارس الماضى، ومقارنتها بمثيلتها خلال أول 5 أسابيع من العام الجارى.
وأعلنت الشركة أنها نشرت تلك التقارير لتفادى أى مشاكل تخص ما تقدمه للسلطات، مع انتشار الجدل الدائر حول تحقيق التوازن بين احترام الخصوصية وبين ضرورة تتبع الناس فى الأماكن المزدحمة لمنع تفشى العدوى.
وذكرت وكالة رويترز أن تحليل بيانات مليارات المستخدمين لمواقع جوجل، يمثل أكبر قاعدة بيانات متاحة يمكن أن تستفيد منها السلطات الصحية حول العالم لمعرفة ما إذا كان الناس يلتزمون بالحظر الذاتى وأنواع الحظر الأخرى فى مختلف دول العالم للحد من انتشار الفيروس الذى تجاوزت أعداد الإصابة به أكثر من مليون و200 ألف حتى بداية الأسبوع الجارى.
وترتبط بيانات جوجل أساسا بشدة الوباء وتزايد عدد الوفيات، ومع التعليمات الصارمة التى تفرضها الحكومات للوقاية من أى عدوى جديدة ولاسيما فى أسبانيا و إيطاليا، أكثر دول العالم فى عدد الوفيات والتى بلغت حوالى 26 ألف وفاة فى البلدين.
وأظهرت بيانات جوجل أن زيارات الإيطاليين والأسبان لمتاجر التجزئة والمطاعم ودور السينما وغيرها من مراكز التسلية والترفيه، هبطت بحوالى 94 % خلال مارس الماضى، وفى بريطانيا وفرنسا والفلبين بأكثر من %80، وفى الهند بنسبة %77 رغم أن حكومة نيودلهى فرضت فجأة الحظر منذ 25 مارس فقط، ولمدة 21 يوماً.
لكن هبوط هذه الزيارات توقف عند أقل من %50 فى أمريكا مع تباين استجابة الولايات، وظهور الوباء بصورة حادة فى مدن مثل نيويورك وكاليفورنيا، وكذلك فى النمسا حيث شجعت الأجواء المعتدلة الناس على الخروج للمنتجعات والشواطئ قبل فرض تدابير المسافات الاجتماعية التى تفرض عدم الازدحام وابتعاد كل شخص عن الآخر بمسافة متر على الأقل.
وعلى العكس من ذلك اكتشفت جوجل أن الزيارات للمولات التجارية ومراكز التسلية والترفيه وغيرها فى اليابان والسويد والنرويج، تراجعت بحوالى %25 لأن الحكومات فى تلك الدول لم تفرض تدابير مشددة حتى الآن، بينما نجحت كوريا الجنوبية فى احتواء الوباء من خلال الاختبارات المشددة وتتبع المرضى، ما جعل الزيارات تنخفض بحوالى %19 فقط.
وأوضحت بيانات جوجل أيضاً أن السلطات واجهت بعض التحديات لفرض الحظر، حيث ارتفعت نسبة ذهاب المتسوقين لمحلات البقالة فى سنغافورة وبريطانيا وغيرها، حيث كانت قيود الحركة لا تشمل المنطقة القريبة من السكن، بينما زادت حركة الناس للحدائق فى بعض مقاطعات سان فرانسيسكو رغم أن ولاية كاليفورنيا كانت تحت الحظر، مما أدى إلى تزايد عدد الإصابات بها، وأيضا فى مدينة نيو أورليانز الأمريكية بسبب تدفق سكانها على احتفالاتها السنوية بمهرجان ماردى جراس، خلال الفترة من 16 إلى 25 فبراير، ما أدى لتفاقم الوضع.
لكن بعد ذلك بثلاثة أسابيع تراجعت حركة الناس إلى المتاجر والمولات ومراكز التسلية والترفيه فى العاصمة الإيرلندية دبلن، قلب الاحتفالات والأعياد بمناسبة مولد القديس باتريك، بفضل الحكومة التى فرضت قيوداً مشددة وألغت جميع المناسبات والأحداث العامة.
كانت كاليفورنيا أول ولاية أمريكية تفرض حظراً للتجول فى جميع أنحائها مما هبط بمعدل الشراء إلى %50، تلتها نيويورك التى باتت أكبر ولاية فى عدد الإصابات والوفيات وانخفضت فيها الحركة بنسبة %62، لكن الحركة فى ولاية أركنساو التى لم تشهد ارتفاعا كبيرا فى مرض كورونا توقفت عند %29.