حولت المصانع في الصين التي تنتج عادة سيراميك بلاط الحمامات جزءًا من نشاطها نحو صناعة المواد الخام لبطاريات السيارات الكهربائية، وهو ما يعدّ أحدث علامة على أن جنون الليثيوم ينتشر حول العالم.
المصانع في الصين
ارتفعت أسعار الليثيوم بشدة، خلال العام الحالي، في ظل عمليات البحث الكبيرة من مصنِّعي السيارات والبطاريات عن الإمدادات الشحيحة،
إضافة إلى تجاوز الصناعة حدود القدرة على تكرير المواد الخام وتحويلها إلى كيماويات متخصصة. وهو ما يعني تحقيق المنتجين مكاسب أكبر، مثلما يحدث غالبًا في أسواق السلع الرئيسية سريعة الارتفاع، كما ظهر بعض الدخلاء غير التقليديين على القطاع الذين يسعون لجني الأرباح.
يعدّ منتجو السيراميك في مدينة غاوان بمقاطعة جيانغشي الصينية مثالًا بارزًا على ذلك، إذ غيّرت 15% من مصانع المدينة نشاطها من إنتاج المنتجات التقليدية إلى صناعة قوالب الليثيوم، التي تمكن معالجتها لاحقًا لتكون مواد كيميائية تُستخدم في إنتاج البطاريات، وفقًا لألبرت لي، المحلل في شركة بنشمارك مينيرال إنتليجنس (Benchmark Mineral Intelligence).
مصادر جديدة
يعكس هذا التغيير جزئيًّا معاناة قطاع صناعة السيراميك من السَّعة الفائضة وسط الاضطراب الكبير في سوق العقارات بالصين، إلى جانب تأثير أسعار الوقود الأكثر ارتفاعًا، كما يُعدّ أيضًا علامة على مدى بحث سلسلة إمدادات خامات البطاريات عن كل مصدر متاح للعثور على مصادر جديدة لمواد الليثيوم الخام.
صعدت أسعار كربونات الليثيوم- وهي مادة مكررة- بأكثر من الضِّعف منذ بداية العام الحالي في الصين، وارتفعت إلى مستوى قياسي جديد بنحو 587500 يوان (ما يعادل 81349 دولارًا) للطن، الجمعة الماضي.
جنت كل من مجموعة “غانفينغ ليثيوم” وشركة “تيانكي ليثيوم”؛ وهما أكبر منتجتين لليثيوم في الصين، مكاسب كبيرة في الأرباح الفصلية، الشهر الماضي.
لطالما استُخدم الليثيوم للمساعدة في تعزيز قوة السيراميك، ولإنتاج ألوان أكثر إشراقًا عند صقل الخزف، لا يزال السيراميك والزجاج يمثلان 14% تقريبًا من إجمالي الطلب على الليثيوم، رغم أن هذه النسبة انخفضت للنصف تقريبًا في العقد الماضي، مع زيادة المتطلبات في قطاع البطاريات، وفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.
طلب متزايد
عادةً ما تأخذ مصانع السيراميك في غاوان ناتجًا ثانويًّا لينًا من إنتاج المواد الكيميائية في مصافي الليثيوم المحلية وتستخدمه في عناصرها. ومع ذلك ففي ظل ارتفاع أسعار معدِن البطاريات إلى مستوى قياسي، قفزت حتى بقايا إنتاج المصافي هذه من حيث القيمة.
ودفَع ذلك الشركاتِ إلى إعادة معالجتها وتحويلها إلى قوالب تحتوي على الليثيوم، وإعادة بيعها إلى المصافي كموادّ خام.
رغم أن حجم إمدادات الليثيوم التي ستضاف من منتجي السيراميك الذين غيّروا نشاطهم، سيكون محدودًا، فإن هذا التحول يوضح القوة المستمرة للطلب في المدينة التي تُعدّ محورًا رئيسيًّا عالميًّا لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية، وفقًا للمحلل لي من مؤسسة “بنشمارك”.
هناك عامل آخر يتدخل في البحث عن مصادر جديدة للإمداد؛ وهو أن المواد التي يتم إنتاجها في غاوان مشتقة من الليبيدوليت؛ وهو معدن يشتمل على الليثيوم غالبًا ما يجري استبعاده؛ كونه مصدرًا منخفض الجودة للمعدِن.
يجذب الليبيدوليت تركيزًا جديدًا في سلاسل توريد البطاريات، كما استثمرت الشركات، بما في ذلك كبار مُصنِّعي البطاريات “كونتيمبوريري أمبيريكس تكنولوجي” و”غوشن هاي تك”، في مصادر إنتاجه.