احتفت كلية اللغات الأجنبية في جامعة بكين، بالذكرى 110 لميلاد الأديب المصري الراحل نجيب محفوظ .
وبهذه المناسبة، وصف أ.د. لين فنغمين عامر، أستاذ اللغة العربية بجامعة بكين، الأديب الراحل بأنه واحد من أكبر الأدباء الذين شهدتهم الثقافة العربية على مر العصور.
وقال فنغمين: كانت حياته نوذجا للإخلاص والتفاني في الكتابة والإبداع وأهم ما يمثله أديبنا نجيب محفوظ. أنه لم يكن كاتب مصر وحدها ولكنه كان أديبا لكل العرب.
وأضاف: نجيب محفوظ رجل مسلم يتعرف الحضارة الاسلامية عمقا ويثنى على قيمة الخير الاسلامية فى أعماله. هو موظف يشتغل فى الهيئة الحكومية نهارا ويكتب رواياته وقصصه فى هوامش العمل مساء وليلا حيث يساهم فى الأدب تقديما الى القراء العرب وقراء العالم أكثر من خمسين رواية ومجموعة قصص وبجانب الى ذلك عددا كبيرا من المسرحيات السينمائية، وكذلك أفلام كثيرة منقولة من رواياته وقصصه.
وتابع: “وبالرغم من أن قلمه لم يغادر القاهرة وحواريها. فإنه إستطاع أن يعبر عن كل المدن العربية وما فيها من حارات وما يسكنها من شخصيات. كان أدبه هو التجسيد الأمثل لمقولة إن المحلية هى طريق للعالمية، وإستطاع أن يبرز الهموم والمعاناة الإنسانية من خلال شريحة ضيقة من الطبقة الوسطى المصرية وفى الوقت نفسه، يجسد فرح وسعادة أهالى القاهرة فى حياتهم اليومية. وطرح من خلال الحارة المصرية والعربية كل الأسئلة التي تتعلق بالمصير الإنساني الأمر الذي أهله للفوز بجائزة نوبل للآداب عام 1988 “.
واستكمل: “ترجم المستعربون الصينيون أكثر من عشرين عملا للأديب الكبير نجيب محفوظ، وتفاخرنا وما زلنا نفتخر بترجمة أعماله الى اللغة الصينية قبل فوزه بجائزة نوبل للآداب، وهذا يدل على أن الباحثيين والمترجمين الصينيين قد وعوا بقيمة أدب نجيب محفوظ مبكرا. ومن الأعمال المترجمة الى اللغة الصينية ثلاثيته الفرعونية ( رادوبيس – عبث الأقدار – كفاح طيبة ) ، بداية ونهاية، وميرامارا، زقاق المدق، والقاهرة الجديدة، اللص والكلاب، وثلاثية القاهرة (بين القصرين، قصر الشوق، وقصر السكرية)، وليالى ألف ليلة، وخان الخليلى ، وحرافيش، وأولاد حارتنا، وأصداء السيرة الذاتية (ترجمت بالدكتور بسام) ومختارات من قصصه ( التى ترجدها ألأستاذ غى تيايينغ ) وغيرها من الأعمال الأخرى. ولبعض الأعمال أنواع مختلفة من الترجمات كما شاهدتم قبل قليل فى معرض أعمال نجيب محفوظ المترجمة الى اللغة الصينية فى قاعة المعرض فى هذا المبنى. وطموحاتنا أن نترجم أعماله الكاملة، غير أنه هناك مشكلة الحقوق الفكرية. وأنا شخصيا أود أن تترجم كل أعمال الأديب الكبير نجيب محفوظ فى المستقبل كى يقرأها القراء الصينيون فيتعرفون أكثر عن مجتمع مصر والعالم العربى ويتعرفون أكثر عن الحضارة العربية والحضارة الاسلامية.
وقد أقمنا نحن المستعربون الصينيون بالبحوث والدراسات فى نجيب محفوظ وأعماله، نجد عددا من رسائل الماجستير وأطروحات الدكتوراه والكتب العلمية والبحوث العلمية يدرسون فيها أسلوب نجيب محفوظ اللغوية، أو فى سرده، أوفى شخصيات رواياته، أو صورة المرأة فى أعماله، أو أفكاره فى الديمقراطية والحرية والقومية والوطنية والعدالة والخير والشر.وأساتذة قسم اللغة الصينية بجامعة بكين قد شاركوا فى ترجمة أعمال نجيب محفوظ حيث ترجموا القاهرة الجديدة وليالى ألف ليلة وحضرة المحترم، والحب تحت مطر وميرامار وغيرها من أعمال نجيب محفوظ، وفى أطروحتان للدكتوراه عن نجيب محفوظ كذلك بعض البحوث العلمية فى نجيب محفوظ.
نجد أن الأديب الكبير قد جرب أنواع الفنون المختلفة لابداع رواياته، لا يجرب الرومانسية و الواقعية فى فترة ابداعه المبكرة فحسب، بل يجرب الحداثية التى يسميها أديبنا الواقعية الجديدة حتى يجرب ما بعد الحداثة فى بضع رواياته حيث يقود تيار الأدب العربى المعاصر واتجاهه. وقد أقمنا جمعية الصين للبحوث فى الأدب العربى ندوات وجلسات وورشات حول نجيب محفوظ منذ تأسيس الجمعية فى 1987. وطبعا ، كل ما قد فعلنا لا كفاية، يجب علينا أن نترجم أكثر و نبحث أكثر، لأن نجيب محفوظ كنز جبار.