كشف تقرير لوكالة بلومبرج عن أن إحلال محل التقليدية سيحدث ثورة في النقل البحري بدعم من تصميم العديد من الحكومات على الطاقة النظيفة التي لا تصدر غازات ضارة بالبيئة.
موناكو تقود السباق
وعلى الرغم من أن موناكو تظهر “كنقطة صغيرة على خريطة العالم” لكنها مرشحة بقوة لقيادة سباق تحويل وسائل النقل البحري، بداية باليخوت والقوارب الفاخرة، إلى المحركات الكهربائية، حسب بلومبرج.
تجتذب موناكو التي تعد مدينة ودولة في الوقت ذاته أفخر اليخوت الخاصة للحد الذي شجع شركة توركيدو الالمانية على التعاون مع شركة ديزاينبوت لتصنيع أفضل المحركات الكهربائية.
وقامت شركة ديزاينبوت المملوكة إلى بيتر مايندر ببناء قارب يعمل بمحرك كهربائي بقيمة 250 ألف يورو.
التعجيل السريع ميزة المحركات الكهربائية
يعبر مايندر عن تحمسه لثورة المحركات الكهربائية في مجال النقل البحري أثناء قيادة قارب يعمل بمحرك كهربائي من تصنيع شركته أمام شاطئ مدينة موناكو قائلا:” هذا التعجيل الهائل لا تتيحه سوى المحركات الكهربائية.”
وتحرك القارب بسرعة 30 ميل في الساعة مخلفا تيار هوائي وطنين صادر عن اثنين من المحركات الكهربائية.
وتابع:” تتزايد رغبة عملائنا في الاستمتاع بهواية ركوب القوارب واليخوت بلا عوادم ولا ضجيج لكنهم يرغبون كذلك في قضاء وقت ممتع.”
هيمنة المحركات التقليدية على النقل البحري
تهيمن على وسائل النقل البحري المحركات التقليدية التي يصدر عنها انبعاثات محركات الديزل.
وذلك على الرغم من أن السيارات الكهربائية أصبحت بديل واقعي للمحركات التقليدية التي تعمل بآلية الاحتراق الداخلي.
وتعاني المحركات الكهربائية من نقص البنية التحتية اللازمة لشحنها بالكهرباء وعدم توفر بطاريات قوية مما يعرقل استخدام هذه المحركات بكثافة.
وبرغم هذا تتزايد أعداد الحكومات التي تبدي تصميما على الاعتماد على المحركات الكهربائية لتشمل دولا مثل النرويج و تايلاند.
الاستحواذ على حصة أكبر من السوق
وقامت شركة Deutz AG المختصة بتصنيع محركات النقل الثقيل بشراء شركة توركيدو عام 2017 بغرض تنويع محفظتها التقليدية.
وتستهدف شركة توركيدو بيع المحرك الكهربائي ال 100 ألف خلال العام الجاري. ولأن هذا المحرك يتم استخدامه في قيادة القوارب الفاخرة الأصغر حجما فإن توركيدو تسعى للاستحواذ على حصة أكبر من السوق.
وقال كريستوف بالين مؤسس شركة توركيدو:” نحن نستهدف تزويد العبارات والتاكسيات المائية بالمحركات الكهربائية ونريد أن نكون لاعبين نشطين في الوقت الذي تقرر فيه امستردام وباريس وفيينا إنشاء اساطيل تعمل بالمحركات الكهربائية.”
تزايد أعداد الحكومات التي تفضل الطاقة النظيفة
أعلنت موناكو إلتزامها بخفض انبعاثات ثاني اكسيد الكربون بنحو النصف بحلول عام 2030 وجميع الانبعاثات بحلول 2050.
وتسعى امستردام إلى حظر جميع محركات الاحتراق الداخلي بما في ذلك تلك المستخدمة في القوارب والسفن بداية من عام 2025.
وتخطط باريس إلى بلوغ هذا الهدف بحلول عام 2030.
وتخطط النرويج إلى تحويل ثلثي العبارات واسطول الصيد إلى الطاقة النظيفة بحلول 2030، حسب تصريحات لرئيس الوزراء ارنا سولبيرج.
المحركات الكهربائية مستخدمة في العديد من القارات
محركات شركة توركيدو أصبحت مستخدمة في قيادة سفن في العديد من القارات حول العالم. ويتولى محرك كهربائي قيادة عبارة سعة 120 راكب تنقل المسافرين في جنوب اسبانيا خلال مسافة تصل إلى 10 كيلو مترات يوميا.
ومن المخطط تشغيل 7 عبارات في قناة خولانج فادنج اواخر العام الجاري. وهناك عبارات بمحركات كهربائية تعمل حاليا في دبي واوتاوا.
خسائر من بطاريات معيبة
وحسب تقرير نشرته الشركة الأم Deutz، تكبدت شركة توركيدو خسائر تشغيلية بقيمة 8.2 مليون يورو في النصف الأول من العام الجاري صعودا من خسائر بقيمة 2.5 مليون يورو ناتجة عن استدعاء بطاريات معيبة.
تزايد أعداد المنافسين
دخلت مجال تصنيع المحركات الكهربائية الكثير من الشركات المنافسة منها شركة سيمنز الالمانية العملاقة التي زودت عبارات بمحركات كهربائية في النرويج وفنلندا.
وفي مايو الماضي قامت شركة سيمنز وشركة شوتل البحرية بتوفير محركات هجين لصالح يخوت فاخرة من انتاج شركة سي سي ان الايطالية.