تخطط «تينسينت هولدينجز»أكبر شركة مواقع تواصل إجتماعى وألعاب الفيديو وبر امج الموسيقى فى الصين لتقديم تنازلات لإدارة الرقابة على السوق الصينية SAMR لحل مشاكل الاحتكار، مشيرة بأنها عندما تستكمل عملية الدمج بين «هويا Huya ودويو DouYu» أكبر موقعين لألعاب الفيديو فى أنحاء البلاد ستستحوذ على حصة قدرها 80 % من السوق النامية بسرعة هائلة فى البلاد، والتى تتجاوز قيمتها حاليا 3 مليارات دولار.
«سامر» تطالب بامتيازات وتضع شروطا لتنفيذ الصفقة الاحتكارية
وأكدت شركة موبتيك البحثية الصينية أن خطة «تينسينت هولدينجز» عملاق الانترنت الصينى فى دمج «هويا ودويو» يقوى من وضعها فى مجالها لتصبح أكبر شركة لمواقع التواصل الاجتماعى وألعاب الفيديو ويمنحها سيطرة شاملة على السوق، مما أجبر إدارة «سامر» على فرض شروط أمام «تينسينت» لتقديم امتيازات مقابل الموافقة على هذه الصفقة، لكنها لم تفصح عن تلك الشروط ولا ماهية هذه الامتيازات.
وذكرت وكالة رويترز أن شركة تينسينت التى تعتبر الأولى فى سوق مواقع التواصل الاجتماعى وألعاب الفيديو الصينية أعلنت لأول مرة عن دمج موقعى «هويا ودويو» العام الماضى فى صفقة تستهدف تعزيز حصتها فى الشركتين للسيطرة على هذه السوق من خلال الانترنت الصينى.
بكين تستهدف عمالقة التكنولوجيا
وجاءت معارضة إدارة «سامر» على صفقة الدمج وسط الهجمات وجهتها حكومة بكين ضد عمالقة الإنترنت فى الصين، بدأت بتجميد الطرح الأولى للأسهم الذى كانت تعتزمه مجموعة «أنت جروب للتكنولوجيا المالية» العام الماضى والمقدر بقيمة 37 مليار دولار، مما أدى إلى خسائر فى أسعار أسهم المجموعة التى أعلنت عن تدابير دفاعية لتوضح أنها لا تستهدف احتكار السوق المالية فى البلاد.
ووصف مسئول صينى على معرفة مباشرة بالصفقة، المراجعة الدقيقة التى تمارسها إدارة سامر لمكافحة الاحتكار فى عملية الدمج بأنها مراجعة مطولة تستغرق وقتا كبيرا ،لكنها لم تصدر أى قرارا للشركات الثلاث بخصوص الشروط الواجب تنفيذها والتنازلات المطلوبة منها.
وتتصدر شركة «هويا» أشهر مواقع ألعاب الفيديو الصينية، وتليها دويو المركز الثانى بعدها حيث يتدفق ملايين الصينيين على مشاهدة مباريات دورى الألعاب الرياضية الإلكترونية على الانترنت، ويتابعون مسابقات المحترفين داخل البلاد وفى الدول الكبرى.
قراصنة الإنترنت.. ولصوص الملكية الفكرية
وتملك «تينسينت »حصة بنسبة %36.9 وأكثر من %33 فى شركتى هويا ودويو لتصبح أكبر مساهم فيهما، وكلتاهما مدرجتان فى البورصة الأمريكية ،وتبلغ جملة القيمة السوقية لهما معا أكثر من 10 مليارات دولار ،وتستهدف من دمجهما توحيد ألعاب الفيديو فيهما تحت ذراعها المختصة بهذه السوق داخل الصين.
كما تطلب تينسينت عادة من المستخدمين لألعاب الفيديو على منصاتها الموافقة على عدم نقل ألعابها على منصات أخرى إلا بعد الرجوع إليها وإعلان موافقتها على ذلك للحفاظ على حقوق الملكية الفكرية، ومنع شركات منافسة أخرى مثل «بايتدانس» التى غزت السوق الصينى مؤخرا من استخدام برامج ألعابها المحمية بحقوق الملكية الفكرية التى تملكها شركة تينسينت عملاق الإنترنت الصينى ،ولكن يبدو أن إدارة «سامر» لا توافق على ضرورة موافقة المستخدمين على طلب تينسينت.
الرابحون من الوباء
حققت وحدة تينسينت ميوزيك الترفيهية ارتفاعا فى إيرداتها الفصلية بأكثر من 14 % خلال الربع الأخير من العام الماضى بفضل رفعها لأسعار استخدام فيديوهاتها الموسيقية وانتعاش المبيعات وسط انتشار العدوى من فيروس كورونا، وتفضيل المستهلكين البقاء فى البيوت والتركيز على منصات الموسيقى وألعاب الفيديو برغم أن حكومة بكين استطاعت احتواء الوباء منذ أبريل الماضى.
ويطرح المستخدمون لوحدة ميوزيك تينسينت خدماتها الترفيهية الاجتماعية عبر منصات «باراوكى» التى تعرض حفلات موسيقية على الهواء مباشرة وتحق لتينسينت أعلى الإيرادات والتى قفزت إلى 8.34 مليار يوان (1.28 مليار دولار) خلال الربع الماضى المنتهى 31 ديسمبر، لتتفوق بالكاد على توقعات المحللين التى بلغت 8.33 مليار يوان وفقا لبيانات وحدة IBES التابعة لشركة ريفينيتيف العالمية لأبحاث الأسواق المالية.
وأعلنت تينسينت هذا الأسبوع عن عن ارتفاع أرباح المساهمين إلى حوالى 1.2 مليار يوان (184.4 مليون دولار) خلال الربع الماضى من 1.04 مليار يوان (159.8 مليون دولار) خلال الثلاث شهور المنتهية 31 ديسمبر 2019، لارتفاع أسعار أسهمها بعد أن وقعت اتفاقية تعهيد استراتيجية مع شركة وارنر ميوزيك الأمريكية لعدة سنوات قادمة والموافقة على إطلاق مشروع مشترك فى الصين.
تكنولوجيا مزورة
كانت الهيئات الرقابية فى حكومة بكين استدعت بداية هذا العام 11 شركة تكنولوجية صينية منها مجموعة «على بابا» أكبر شركة مبيعات تجزئة إلكترونية فى آسيا، وتينسينت وبايتدانس للتحقيق معها فى استعمال تكنولوجيات مزورة على منصاتها بعد أن أجرى الخبراء فحصا دقيقا لقطاع التكنولوديا داخل أنحاء الصين.
واجتمع مشرف الفضاء السيبرانى الصينى ووزير الأمن العام مع رؤساء هذه الشركات التى تضم أيضا «تشاومى» للموبايلات و«كوايشو» لتكنولوجيا الفيديو بالموبايلات لإجراء مباحثات حول تقدير وتقييم الحالة الأمنية على الانترنت والمشاكل المحتملة بسبب التزوير والتزييف والتطبيقات الاجتماعية السمعية.
الذكاء الصناعى..والواقع الافتراضى
أكد لى شينجدونج المحلل المستقل لأسواق التكنولوجيا والتجارة الإلكترونية أن خبر اء الأمن السيبرانى يعتقدون أن الشركات الصينية تستفيد من الذكاء الصناعى فى التزييف والتزوير لخلق واقع افتراضى غير حقيقى، ولاسيما فى الفيديوهات والبرامج السمعية التى تجعل اى شخص يبدو أنه يقول أو يفعل شيئا، ولكنه فى الحقيقة لم يقل ولم يفعل شيئا مما يظهر فى هذه البر امج السمعية والفيديوهات.
مخاوف من سلوكيات احتكارية
ركزت حكومة بكين خلال الشهور الأخيرة على التحقيق مع عمالقة الانترنت فى مجال التجارة الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعى وبرامج التسلية والترفيه بزعم أن هناك مخاوف من سلوكيات احتكارية وتعديات على حقوق المستهلكين ،فأصدرت تعليماتها لشركات التكنولوجيا بتخصيص خبراء من داخلها لفحص وتقييم أمنها السيبرانى ودرجة التزامها بمعايير الانترنت العالمية وتقديم تقارير بذلك للحكومة الصينية، والإبلاغ عن خطط الشركات عندما تعتزم إضافة وظائف جديدة أو خدمات معلومات جديدة لها القدرة على تحريك المجتمع والتأثير عليه.
وتتجه شركات التكنولوجيا لابتكار تطبيقات سمعية خاصة مثل «تيكتوك» التى تملكه شركة «بايتدانس ومى توك» فى موبايلات تشاومى ،وكذلك لنسخ التطبيقات السمعية مثل «كلوبهاوس» الأمريكية التى حظرتها حكومة بكين منذ فبراير الماضى، بعد أن تدفق عليها الشباب لصينى فى غرف دردشة خاصة وسرية وتناقشوا فى موضوعات حساسة مثل استقلال هونج كونج، ومعسكرات اعتقال شيجيانج ولكن السلطات الصينية أغلقتها.
الصين عن التكنولوجيا الأمريكية:تهديد لأمن البلاد
أعلن ليو شينجليانج عضو لجنة بوزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات أن شركات الإنترنت الكبيرة ومنصات التجارة الإكترونية تضخمت أكثر من اللازم، مما جعل الحكومة مضطرة لاتخاذ اجراءات لوقفها عند حدها، بعد إقبال المستهلكين على استخدام تطبيقات كلوبهاوس الأمريكية الصوتية التى تخطط بعض الشركات لاستنساخ مميزاتها لمنافسة المنصات الاجتماعية الكبرى بسبب الخصوصية الشديدة التى تتمتع بها والتى يمكن من خلالها التورط فى المجال السياسى وتهديد أمن البلاد.
المنصات الصوتية..والمحتوى الرقمى
يتوقع المحللون أن ينجح هذا التطبيق الصوتى «كلوبهاوس» فى تغيير عالم منصات التواصل الاجتماعى، بينما يرى خبراء تقنيون أن الانبهار بالتطبيق سيتراجع قريبا و، لكن صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية نشرت مقالة تفيد بأن شركة «فيسبوك» تسعى إلى اقتحام مجال المنصات الصوتية، بعد الإقبال الصاروخى على تطبيق «كلوب هاوس» وسبق أن أطلقت شركة تويتر تقنية التدوينات الصوتية إلا أنها لم تحقق النتائج المرجوة حتى الآن.
ويعتمد استخدام تطبيقات كلوب هاوس على الحصول على دعوة من مستخدم فعلى له غير أن شركة آب آنى لتحليل البيانات المتخصصة فى شؤون التطبيقات الإلكترونية رصدت زيادة كبيرة فى عدد مرات تحميل تطبيق المحادثة كلوب هاوس من 3.5 مليون مرة إلى 8.1 مليون مرة خلال أسبوعين فقط فى الفترة من 1 إلى 16 فبراير الماضى.
كلوب هاوس يتصدر
ورغم تعرضه لانتقادات شديدة، إزادت شعبية كلوب هاوس، بعد تغريدة شهيرة للملياردير الأمريكى إيلون ماسك يعلن فيها استخدامه للتطبيق، ومعه مؤسس فيسبوك مارك زوكربرج، وترجع الشعبية لدرجة أنه يمكن تمرير البيانات الموجودة على التطبيق إلى خوادم إلكترونية صينية حتى وإن كان المستخدمون فى الولايات المتحدة أو دول أخرى.
وشهد تحميل كلوب هاوس نموا كبيرا رغم القيود التى ينطوى عليها تحميل واستخدام التطبيق، فلايمكن استخدامه إلا على أجهزة موبايلات آيفون الأمريكية أصلا ولكن لها مصانع تنتجها داخل الصين ،مما جعل استخدام هذا التطبيق سهلا للشباب الصينى ليتم تحميل التطبيق 2.6 مليون مرة فى الولايات المتحدة فى بداية الشهر الماضى، وأكثر من ذلك داخل الصين قبل أن تجمده حكومة بكين ولكن بات انتشاره واسع النطاق لتحميله فى أنحاء العالم حيث يجذب مليونى مستخدم كل أسبوع لأنه سهل الاستخدام ويشبه كثيرا البث الصوتى المباشر ويتيح لمستخدميه مشاركة أفكارهم وقصصهم، وبناء صداقات ضمن مجموعات للدردشة حول العالم. كل ذلك يتم باستعمال مقاطع صوتية بدلا من المنشورات النصيّة أو المرئية.
التكنولوجيا تحت رحمة مقص الرقيب
تبلورت فكرة إنشاء تطبيق «كلوب هاوس» فى ذهن مؤسسيه الأمريكيين «بول دافيسون» و«روهان سيث»، بشركة الفا اكسبلوريشن فى وادى السليكون مع بداية تفشّى وباء كورونا، واتجاه الكثيرين للعمل من المنزل وتم طرح النسخة الأولى من التطبيق فى ربيع 2020 بالولايات المتحدة ،وبدا كأنه ينافس تطبيق «زوم» الأمريكى المخصّص لإجراء اجتماعات بالفيديو عبر الإنترنت ،غير أن تطبيق «كلوب هاوس» يعتمد أساسا على الصوت، إذ يجمع بين المحادثات الحيّة، والمقابلات الجماعيّة، وتجربة الاستماع إلى البوستات والمدونات المكتوبة مما يجعله أيضا مختلفا عن باقى المنصات الأخرى مثل فيسبوك وماسنجر وسناب شات، كما أن المستخدمين للمنصة الجديدة «كلوب هاوس» منبهرون بقدرتها على تجاوز مقص الرقيب.