تخطط تويوتا موتور اليابانية أكبر شركة سيارات فى آسيا، لتطوير العلامة التجارية بريوس الهجين الفاخرة، لتتمكن من السير دون أن تحتاج لشحن بطاريتها الكهربائية، أو تزويدها بالوقود التقليدى، من خلال مشروع متقدم يستخدم الخلايا الشمسية التى تمنحها الطاقة باستمرار.
ذكرت وكالة بلومبرج أن تويوتا موتور تحالفت مع شركتى شارب، ونيو إينيرجى، والهيئة اليابانية لتطوير التكنولوجيا الصناعية NEDO، لإجراء اختبارات على سيارات بريوس، التى تعمل بالبطاريات الكهربائية والبنزين، لإحداث ثورة فى وسائل النقل باستخدام الطاقة الشمسية، التى تجعل السياراة تسير باستمرار بصورة مستقلة، دون الحاجة للتزود بأى نوع من الوقود.
قال كوجى ماكينو، مدير المشروع المبتكر الذى تنفذه شركة تويوتا لأول مرة فى تاريخها، إنه إذا كانت السيارات الكهربائية فى طريقها للتفوق على السيارات التى تعمل بمنتجات البترول، إلا أنها ما زالت تحتاج إلى شحن بطارياتها، ما يعنى بناء شبكة من محطات الشحن فى جميع الطرق والشوارع ولكن الشمس التى تسطع فى كل مكان تقريبا مجانا، ودون بنية أساسية يمكنها مع بطارية كهربائية واحدة أن توفر طاقة تكفى للسير حتى أثناء الليل.
يرى أن السيارات التى تعمل بالطاقة الشمسية تتفوق على جميع المركبات التى تعمل بالطاقة المتجددة سواء الكهربائية أو خلايا الهيدروجين أو الهجين، خلال العقود القليلة المقبلة، لكن تاكيشى مياو محلل أسواق السيارات بوكالة كارنوراما اليابانية يتوقع انتشار السيارات المبتكرة التى تعمل بالخلايا الشمسية بعد سنوات طويلة تتجاوز العقود القليلة لأن هناك وسائل تكنولوجية مازالت تحتاج للتطوير لتصل للكفاءة المطلوبة لهذه السيارات.
مع أن تويوتا تعاونت مع هيونداى موتور الكورية الجنوبية وطرحتا موديلات تجارية تعمل بخلايا شمسية مثبتة على سطحها، إلا أنها لا تستطيع السير لمسافات طويلة، وتحتاج لشحن بطارياتها بعد حوالى 6 كيلومترات فقط، وما زالت تخضع لتجارب لزيادة الفترة الزمنية والمسافة التى تقطعها.
طرحت شركة تويوتا مؤخرا موديلات بريوس هجين بسعر 3 ملايين ين، مزودة بخلايا شمسية لكنها تحتاج لشحن بطارياتها بعد السير كل 5 دقائق، بحسب ميتسوهيرو يامازاكى، مدير قسم أجهزة الطاقة الشمسية بهيئة NEDO، الذى أكد أن تجارب تويوتا على سيارات بريوس بالخلايا الشمسية منذ يوليو الماضى فقط، وأن انطلاق السيارات دون توقف للتزود بالوقود أو لشحن البطاريات لن يحدث إلى بعد أعوام.
أكد المسئولين بشركة تويوتا أن شارب للإلكترونيات تبتكر وسائل متطورة لتحسين قدرة الخلايا الشمسية لدرجة أنها تعمل على رفع كفاءة هذه الخلايا على تحويل ضوء الشمس إلى طاقة من %20 حاليا، إلى أكثر من %34 قبل نهاية العام الجارى.
أعلن ميتسوهيرو يامازاكى أن الخلايا الشمسية التى تستعملها تويوتا وشارب رقيقة، لدرجة أن سمك الواحدة منها 0.03 مم فقط، ويبلغ عددها 1100 خلية للسيارة الواحدة وهذا يساعد على إمكانية تثبيتها على سطح السيارة أو مقدمتها أو الجزء الخلفى منها، لكنها لا تستطيع السير إلا لمسافة 50 كيلومترا فقط فى اليوم، دون شحن بينما يمكن للنظام الكهربائى الجديد أن يشحن البطارية حتى والسيارة متحركة لدرجة أنها تستطيع السير لمسافة 50 كيلومترا يوميا، ولمدة 4 أسابيع دون شحن البطارية فى محطة الشحن.
تراهن شركة تويوتا على الخلايا الشمسية التى تجعلها الأولى على العالم فى مستقبل هذا النوع من السيارات فى الوقت الذى تواجه فيه عمالقة الشركات العالمية ومنها فولكس فاجن الألمانية، أكبر شركة سيارات فى أوروبا شكوكا فى مستقبل تكنولوجيا صناعة السيارات العالمية التى تحتاج لمليارات الدولارات، لتطويرها لتعمل بالطاقة المتجددة، سواء الكهرباء أو خلايا الهيدروجين.