بدأت تونس اليوم (السبت)، حملة وطنية للتطعيم ضد مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، في 25 مركزا للتلقيح موزعا على كافة محافظات البلاد.
واختار رئيس الحكومة هشام المشيشي الاشراف على هذه الحملة من مدينة بنزرت بأقصى شمال البلاد، حيث قال في تصريحات للصحفيين “اليوم تنطلق حملة التلقيح الوطنية، ونرجو أن تكتسب تونس مناعتها ضد كورونا، وأن نؤسس مع بعضنا عبر حملة التلقيح لمرحلة جديدة لما بعد كوفيد-19”.
وأضاف “ستنطلق هذه المرحلة وستتواصل وسيرتفع عدد المتمتعين باللقاح حسب الأولويات التي حددتها اللجنة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا الجديد، واللجنة الوطنية للتلقيح”.
بدء حملة وطنية للتطعيم
وتابع قائلا “كميات الجرعات متوفرة، وهدفنا تلقيح 50 % من التونسيين قبل نهاية العام الجاري، ونرجو أن ننطلق في مرحلة إعادة البناء”، مُثمنا في هذا السياق، جهود منظمات المجتمع المدني الذي قال انها لعبت دورا كبيرا خلال أزمة كورونا، ولكل التونسيين الذين ساهموا في انجاح هذا المجهود الوطني.
وختم تصريحاته بالقول، إن “الطريق ليس مفروشا بالورود، ولكن تبقى خدمة التونسيين والاستجابة لتطلعاتهم والنهوض بالوضع الاقتصادي أولوية قصوى له وللحكومة”، داعيا الى “التوحد من أجل الأزمة”.
وفي تونس العاصمة، انطلقت هذه الحملة بمركز التلقيح بالمركز الرياضي “قبة المنزه”، حيث تلقت الممرضة محرزية الهمامي (54 سنة)، اللقاح الروسي المضاد لكورونا من نوع (سبوتنيك 5)، لتكون بذلك أول تونسية تأخذ هذا التطعيم.
وقالت الهمامي للصحفيين في أعقاب تلقيها هذا اللقاح، إن لديها ثقة كبيرة في معهد باستور بتونس الذي أكد أن اللقاح آمن وفعال ولا يشكل أي خطورة، لافتة إلى أنها تُعتبر المُمرضة الأولى التي استقبلت أول حالة إصابة بهذا المرض في بداية مارس من العام الماضي، وأول مُمرضة تتلقى اللقاح في تونس.
وتابع عملية التطعيم في هذا المركز العديد من الكوادر الصحية العليا، منها جليلة بن خليل رئيسة قسم الإنعاش بمستشفى عبد الرحمان مامي بمدينة أريانة، التي قالت لوكالة الأنباء التونسية، انها تطوعت للتلقيح لتشجع بقية أفراد قطاع الصحة والمواطنين على الانخراط في حملة التلقيح.
نقص في التسجيل
وأقرت في تصريحها بوجود نقص في عملية التسجيل في منظومة التلقيح الألكترونية التي أعلنتها وزارة الصحة، حيث لم يتجاوز عدد المُسجلين فيها حاليا 537 ألف شخص فقط، مُرجحة في الوقت نفسه أن يرتفع العدد لاحقا مع إقبال أفراد الصحة على عملية التطعيم.
إلى ذلك، أعلنت أحلام قزارة مديرة الرعاية الصحية الأساسية بوزارة الصحة التونسية في تصريح نقلته وكالة الأنباء التونسية الرسمية، أنه سيتم خلال يومين أو ثلاثة تلقيح 15 ألف من أفراد قطاع الصحة بلقاح (سبوتنيك5) الذي يعد أول لقاح تسلمته تونس الثلاثاء الماضي.
وأشارت إلى أن حملة التلقيح تستهدف تطعيم أفراد الصحة الذين لهم علاقة مباشرة بالمرض، وكذلك أيضا المسجلين بمنظومة التلقيح الالكترونية، على أن يتم تطعيم المواطنين من كبار السن مع قدوم جرعات جديدة من اللقاحات.
استلام دفعات جديدة
وكان وزير الصحة التونسي فوزي مهدي قد أكد في وقت سابق أن بلاده ستتسلم خلال الأسبوع المقبل، 93 ألفا و600 جرعة تلقيح من اللقاح الأمريكي-الألماني “فايزر بيونتيك”، وبعد أسبوع من ذلك، ستتسلم تونس دفعة بـ137 ألف جرعة من اللقاح البريطاني السويدي (أسترازينكا)، إلى جانب هبة تقدر بنحو 200 ألف جرعة من اللقاح الصيني (سينوفاك).
وفي نهاية الشهر الجاري، يُنتظر أن تتسلم تونس دفعة جديدة من اللقاحات متكونة من 100 ألف جرعة لقاح (فايزر بيونتيك) في إطار صفقة شراء أبرمتها سابقا بين وزارة الصحة التونسية مع الشركة الأمريكية الألمانية المُنتجة لهذا اللقاح.
وسجلت تونس حتى يوم أمس الجمعة 240 ألفا و617 إصابة بكورونا و8 آلاف و329 حالة وفاة منذ ظهور المرض في البلاد في بداية شهر مارس من العام الماضي.
وقررت السلطات التونسية فرض حجر صحي شامل في عدة مناطق من البلاد، وغلقها تماما، في أعقاب اكتشاف إصابات بالسلالة الجديدة المُتحورة من فيروس كورونا بحسب ما أعلن وزير الصحة فوزي المهدي أمس الجمعة.
وقال المهدي في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء التونسية الرسمية إن هذا القرار شمل عدة مناطق منها مدينة سبيطلة بمحافظة القصرين، ومدينة الكريب بمحافظة سليانة، وذلك “لحصر انتشار المرض والتوقي من وصول العدوى إلى مناطق أخرى”.
يشار إلى أن هذه المادة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.