أكد سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تواصل عملها المشترك مع مختلف اللاعبين الدوليين في قطاع الطاقة، لا سيما النظيفة منها، لتطوير نموذجها كواحدة من أبرز الدول التي تقود الجهود العالمية في قطاع الطاقة المتجددة، باعتبارها ركيزة أساسية لدعم البيئة المستدامة.
جاء ذلك خلال لقاء بين سهيل المزروعي وكارين الهارار وزيرة الطاقة الإسرائيلية، في الجناح الإسرائيلي بمعرض إكسبو حيث تم توقيع مذكرة تفاهم مشتركة لتعميق العلاقات المرتبطة بقطاع الطاقة بين البلدين تحت مظلة الاتفاق الإبراهيمي للسلام، وإطلاق مباحثات شراكات ثنائية تدعم مستهدفاتهما بشأن مستقبل الطاقة النظيفة، نقلا عن وكالة الأنباء الإماراتية.
و قال:” حققت دولتا الإمارات وإسرائيل العديد من الإنجازات الطموحة في مختلف المجالات، لا سيما الطاقة، بعد مرور أكثر من عام على إبرام الاتفاق الإبراهيمي للسلام بين الجانبين و الرامية إلى تعزيز السلام و الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، في ظل التفاهمات والشراكات النوعية الداعمة لتوجهاتهما المستقبلية” . وأكد أن الاتفاق الابراهيمي ساهم في خلق فرصة واعدة ليس لبلدينا فقط بل لمنطقة الشرق الأوسط برمتها.
ونوه إلى أن رؤية الإمارات واضحة وتنسجم مع مبادئ وأهداف الخمسين، عبر مواصلة العمل الدؤوب لتنفيذ مشاريع الخمسين التي أطلقتها حكومة دولة الإمارات من خلال شراكات قادرة على تعزيز مستقبل الطاقة بما يتماشى مع أهداف مئوية الإمارات 2071 وتوجيهات القيادة الرشيدة مؤكدا أن مثل هذه المذكرات واللقاءات الثنائية قادرة على النهوض بهذا القطاع الحيوي لدوره في التنمية المستدامة على الصعيدين الوطني والدولي.
وقال:” إن مثل هذه الشراكات تساهم في بلورة التحول نحو الطاقة النظيفة المتجددة، وتدعم صياغة المشاريع والمبادرات الداعمة لتحقيق اتفاق باريس للتغير المناخي الذي تعتبر دولة الإمارات من أوائل الدول التي صادقت عليه، وتساهم في فتح آفاق رحبة للنمو والتطور ضمن جهود الدولتين في تنويع مزيج الطاقة، والاعتماد على النظيفة منها، وفي بناء المزيد من الشراكات وتعزيز التعاون للاستفادة من الفرص المرتبطة بالريادة العالمية للإمارات وإسرائيل في مختلف المجالات، لا سيما المرتبطة بالابتكار والتكنولوجيا والاستدامة ذات الارتباط بقطاع الطاقة.
ووفقاً لمذكرة التفاهم التي وقعها كلٌ من سهيل المزروعي وكارين الهارار بحضور عدد من المسؤولين من الجانبين، يتعاون الطرفان في تبادل المعلومات والمعرفة والخبرات، وعقد اجتماعات رفيعة المستوى للتباحث والتفاكر في القضايا ذات الارتباط بتخزين الطاقة، لا سيما النظيفة منها، والأمن السيبراني المادي في البنية التحتية، والطاقة الأحفورية؛ وشبكة الكهرباء والشبكة الذكية، والهيدروجين، وقضايا المياه، وسبل دعم إستراتيجيات الطاقة في الإمارات وإسرائيل، وتفعيل مذكرة التفاهم المبرمة بين الجانبين.
و تتضمن مذكرة التفاهم التزام الطرفين بالتنمية المستدامة في تنفيذ سياسات الطاقة والعلوم والتكنولوجيا مع مراعاة الاعتبارات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المتغيرة مثل تغير المناخ، وتعزيز الاستثمار والتجارة في مجال الطاقة والخدمات والمعدات ذات الصلة بالطاقة، والحرص على الأهمية الاستراتيجية لتطوير مناهج مشتركة على الصعيد الدولي من أجل تعزيز فرص الوصول إلى الأسواق، إضافة إلى التنمية المستدامة لموارد الطاقة.
يذكر أن دولة الإمارات العربية المتحدة تستهدف تنويع مزيج طاقة المستقبل، ورفع مساهمة الطاقة النظيفة في إجمالي مزيج الطاقة المنتجة في الدولة إلى 50% بحلول العام 2050، كما تسعى إلى خفض البصمة الكربونية من خلال تنفيذ استراتيجية الطاقة 2050 بواقع 70%، ورفع كفاءة الاستهلاك الفردي والمؤسسي بنسبة 40%.