انخفضت مبيعات سوق السيارات (بمختلف انواعها) فى فرنسا بنسبة %21.8خلال شهر أغسطس الماضي، وذلك نتيجة لوقف الحكومة حوافز شراء المركبات الكهربائية الجديدة، حيث بلغت مبيعات السوق فى أغسطس 101.6 ألف وحدة، فيما هبطت المبيعات الاجمالية منذ بداية 2020 وحتى نهاية الشهر الماضى إلى 982.8 ألف وحدة بانكماش قدره %32 مقارنة بنفس الفترة من 2019.
وفق تقرير لموقع فوكس 2 موف «Focus 2 move»، كانت سوق السيارات الفرنسية من أوائل الأسواق فى أوروبا التى سجلت أداءً إيجابيًا بعد أزمة كورونا، وذلك على خلفية الحوافز السخية التى أقرتها الحكومة الفرنسية فى يونيو لدعم مبيعات السيارات الكهربائية، واستفاد منها نحو 200 ألف عميل بشكل أنقذ السوق الفرنسية من الانكماش العميق خلال اول شهرين من النصف الثانى من 2020.
ومع توقف الحوافز بنهاية يوليو الماضي؛ كان المتوقع أن تتراجع السوق ببطء، لكنها سجلت هبوطًا سريعًا إلى حد ما خلال أغسطس الماضي.
كانت الحكومة تستهدف من الحوافز التى أقرتها بداية النصف الثانى من 2020 انقاذ السوق من تداعيات كورونا ومن تأثيرات الإجراءات التى اتخذتها لمواجهة انتشار الفيروس والتى تضمنت منع أى نشاط تجارى فى البلاد؛ فاعتبارًا من 16 مارس، تم إغلاق جميع المتاجر والمصانع، لينتهى الربع الأول ببيع 364.7 ألف وحدة بتراجع %34.2 عن نفس الفترة من 2019.
اتخذت الحكومة إجراءات تقييدية طوال شهر أبريل مما ادى لهبوط عمليات تسجيل السيارات بنسبة %88.8 مع بيع نحو 21 ألف وحدة بينما أدى اعادة فتح أبوبها الشركات والمعارض فى مايو لتحسن المبيعات إلى 96.3 ألف وحدة بانكماش قدره %50.3.
تحسنت مبيعات السيارات الجديدة، بدعم من استمرار الحوافز الحكومية القوية التى توفر على مشترى السيارات الكهربائية الجديدة نحو 19 ألف يورو (بينها 7 آلاف فى صورة اعانات) فتم بيع 175.6 ألف وحدة فى يوليو بزيادة %2.9 مقارنة بنفس الشهر من العام السابق؛ لتبلغ مبيعات 7 أشهر 881.2 ألف وحدة بتراجع قدره %33.
كان الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أعلن عن خطة بقيمة 8 مليارات يورو لدعم صناعة السيارات الفرنسية والحفاظ على اقتصاد البلاد من أزمة كورونا، وتتضمن الخطة إعانات لشراء سيارات نظيفة تصل إلى 7 آلاف يورو للسيارات الكهربائية.
وتأمل فرنسا أن تصبح رائدة أوروبا فى إنتاج السيارات الكهربائية، مع استهدافها إنتاج نحو مليون سيارة سنويًا بحلول عام 2025.
يذكر أن سوق السيارات الفرنسية كانت فى زخم إيجابى منذ أوائل عام 2015 وتلقت دعماً من سياسات حكومة ماكرون التى عززت ثقة المستهلك وتوقعاته. نتيجة لذلك؛ كان مستوى مبيعات سيارات الركوب الذى تم تحقيقه فى عام 2019 هو الأفضل فى هذا العقد كما أن العام السابق يعتبر السادس على التوالى الذى تسجل فيه السوق الفرنسية نموًا مع بيعها نحو 2.21 مليون وحدة بزيادة %1.9.
وعلى مستوى أداء العلامات التجارية المختلفة للسيارات فى فرنسا خلال اغسطس الماضي؛ كانت فورد العلامة التجارية الوحيدة التى حققت مكاسب ضمن المراكز العشرة الأولى بعد تحسن مبيعاته بنسبة %4.8 بينما انخفضت رينو المتصدرة للسوق بنسبة %33.6 وسجلت فولكس فاجن كذلك تراجعاً بنسبة %54.8.
وأدى انتشار وباء كورونا لاتخاذ الكثير من دول العالم اجراءات مشددة لوقف انتشاره تضمنت اغلاق المصانع العالمية للسيارات كما تعطلت عمليات الشحن والتوريد للمكونات المستخدمة فى عمليات الانتاج واضطربت عمليات النقل الدولى ما أدى لانكماش مبيعات السيارات فى العديد من دول العالم خلال الشهور الماضية.