توقع عدد من موزعي وتجار السيارات نمو مبيعات المستعملة خلال الفترة القليلة المقبلة خاصة بنهاية شهر رمضان بنسبة قد تصل إلى %10 بالتزامن مع بدء فصل الصيف، والذى يشهد تزايد الطلب على سيارات الركوب بشتى فئاتها.
وتوقع محمود حماد، مدير قطاع المستعمل برابطة تجار السيارات المصرية، تزايد الطلب على السيارات المستعملة خلال شهر رمضان المبارك فى ظل حاجة العائلات لقضاء عطلة العيد، وعطلة الصيف بعد أنقضاء فترة امتحانات آخر العام.
وتكهن بنمو مبيعات سوق السيارات بنسبة تصل إلى %10 خاصة مع إمكانية تحول شريحة كبيرة من المستهلكين الراغبين فى إمتلاك سيارة خاصة إلى المستعملة بالتزامن مع الزيادات المستمرة فى أسعار الزيرو، والتى شهدتها السوق منذ بداية هذا العام.
كانت أسعار السيارات الزيرو ارتفعت خلال الفترة من يناير حتى بداية أبريل بقيمة تجاوزت فى بعض الموديلات حاجز 10 آلاف جنيه بسبب تراجع التصنيع العالمى مع أزمة نقص بعض مكونات الإنتاج، وارتفاع تكاليف الشحن.
وأشار إلى أن ارتفاع أسعار سيارات الركوب الزيرو دفع البعض من ذوى الدخول المتوسطة للاتجاه إلى السيارات المستعملة، خاصة الموديلات المنتجة فى الفترة الفترة من 2015 وحتى 2019.
وشهدت سوق السيارات تزايد الإقبال على السيارات المستعملة فى مصر بداية من عام 2017 بسبب الزيادات الكبيرة التى شهدتها الزيرو مع إعلان البنك المركزى فى نهاية 2016 قراره بتحرير أسعار الصرف.
وتوقع حماد نمو مبيعات سوق السيارات المستعملة فى مصر بنهاية العام الحالى لتسجل ما بين 250 ألفًا، وحتى 300 ألف سيارة.
قال محمد ريان، رئيس مجلس إدارة شركة المصرية للسيارات، أكبر موزع في مصر والعاملة فى تجارة المستعملة، إن أسعار السيارات المستعملة مقبلة على زيادات جديدة على خلفية ارتفاع أسعار الزيرو التى شهدها السوق منذ بداية يناير وحتى الأن.
وتوقع ريان فى تصريحات لـ «المال» ارتفاع أسعار السيارات المستعملة خلال الفترة القليلة المقبلة بنسبة تتراوح ما بين %3 إلى %5 للموديلات الحديثة «كسر الزيرو»، متكهنًا فى الوقت ذاته بأن يتراجع الطلب على الموديلات الأكثر تقادمًا مع إعلان دخول مبادرة إحلال المركبات المتقادمة للعمل بالغاز الطبيعى حيز التنفيذ، والتى ستنهى تداول المركبات التى مر على إنتاجها أكثر من 20 عامًا.
وأكد حسن اسكندراني، مدير تسويق هوندا بشركة النيل للتجارة والهندسة إحدى شركات مجموعة الفطيم، إن الزيادات الأخيرة فى أسعار الزيرو سيصاحبها صعود طفيف فى أسعار السيارات المستعملة، خاصة وأن السوق شهدت على مدار الفترة الماضية تفشى لظاهرة الأوفر برايس (البيع بسعر أعلى من السعر الرسمي)، مع ضعف المعروض منها مقارنة بالطلب.
وقال إن هناك عواملا دفعت سوق الزيرو للارتفاع، وهو ما انعكس بطبيعة الحال على المستعملة والتى من بينها، ارتفاع تكلفة الشحن والخدمات اللوجستية، بالإضافة إلى إعلان عدد من المصانع العالمية تراجع معدلات إنتاجها من سيارات الركوب مع نقص توريد عدد من المكونات، وهو ما سيؤثر بالسلب على معدلات توافر الموديلات الجديدة بالسوق المحلية.
وبين أن كيانات السوق المحلية ستسعى للحفاظ على مستوياتها من الإيرادات والأرباح والتى سبق وتحقيقها العام الماضى بصرف النظر عن الكميات المباعة، رغم التوقعات التى تشير إلى تراجع الإنتاج العالمي من السيارات هذا العام مع نقص مكونات الإنتاج، وذلك عبر إقرار زيادات رسمية فى الأسعار، أو تزايد وتيرة «الأوفر برايس».
وأضاف أن إنعكاسات ذلك على أسعار السيارات المستعملة سيستغرق بعض الوقت، وتكون نسب الزيادة فى المستعملة وفقًا للارتفاع الذى سيشهده الزيرو، حيث إنه فى حال ارتفاع أسعار السيارات الجديدة بقيمة تصل إلى 5000 جنيه على سبيل المثال فإن الزيادة المحتملة فى أسعار المستعملة ستكون فى حدود 2000 جنيه، وإذا ما ارتفعت أسعار الزيرو بقيمة 10 آلاف جنيه، فإن قيمة الزيادة فى أسعار السيارات المستعملة ستكون فى حدود 3500 و 5000 جنيه.
وأشار إلى أن الزيادات تعتمد على عدد من العوامل الأخرى بخلاف ارتفاع الزيرو والتى من بينها مدى توافرها، ومستوى الطلب عليها، بالإضافة إلى مدى إلتزام المالك الأول بإجراء الصيانات الدورية فى مراكز الوكيل المعتمدة، وحالاتها الفنية.
وأكد أن السوق تتسم بقدرة عدد من الموديلات على الاحتفاظ بقيمتها وقابليتها للحفاظ على مستويات الطلب عليها رغم ارتفاع أسعارها والتى من بينها تويوتا كورولا، وهيونداى إلنترا، وكيا سبورتاج، وهيونداى توسان.
وتوقع أن تشهد الشهور القليلة المقبلة تزايد معدلات الطلب على السيارات المستعملة «كسر زيرو» مع الزيادات المرتقبة فى الأسعار، خاصة من ذوى الدخول المتوسطة الأشد احتياجًا خلال الفترة الراهنة لإمتلاك سيارة جديدة.
كانت مؤسسة جراند فيو الأمريكية للأبحاث أشارت فى تقرير أصدرته إلى ارتفاع مبيعات السيارات المستعملة فى جميع أنحاء العالم نهاية 2020 بنسبة تصل إلى %6 لتقفز إلى 109.1 مليون سيارة، مقارنة مع حجم مبيعاتها خلال 2019، والذى بلغ 102.8 مليون مركبة.
وبلغت قيمة مبيعات سوق السيارات المستعملة في العالم بلغت بنهاية العالم الماضي ما يقرب من 1.4 تريليون دولار، مقارنة مع قيمتها خلال عام 2019، والتى قدرت بـ1.3 تريليون دولار، لتنمو بنسبة تقدر بـ %8
وتكهنت مؤسسة ربورت لنكر الفرنسية بتزايد وتيرة نمو مبيعات السيارات المستعملة على المدى الزمنى المتوسط لتقفز إلى 161.9 مليون سيارة بحلول 2027، وأن حجم تجارة السيارات المستعملة فى العالم سيتجاوز حاجز 2.1 تريليون دولار فى 2027 بالتزامن مع اتجاه السلطات فى الصين، ثانى أكبر اقتصاد فى العالم، إلى التركيز على السيارات المستعملة.
وذكرت أنه على الرغم من تحول مصنعى السيارات إلى الكهربائية بهدف المحافظة على البيئة إلا أن السيارات المستعملة ستجد طريقها عبر تزايد الطلب على الموديلات القديمة من المركبات الخضراء، متوقعة أن تصل مبيعات المستعملة إلى 275.3 مليون وحدة بنهاية 2030.