من المتوقع أن تصعد عملة بتكوين في مايو للشهر الرابع على التوالي بعد تعافيها في أبريل، في أفضل ارتفاع متوقع منذ زيادة شهدتها على مدار ستة أشهر حتى مارس 2021.
مهّد ارتداد “بتكوين” الطريق لتوقعات ببلوغ العملة المشفرة رقماً مكوناً من ست خانات، بعد أن عصفت الجائحة بطفرة العملة خلال السنوات الأخيرة. جاء مسار التعافي لتحركات أسعارها شهرياً متوافقاً بشكل تاريخي مع أصحاب التوقعات المتفائلة والجريئة.
في العقد الماضي، توقعت مسارات صعودية استمرت لمدة أربعة أشهر حدوث زيادات لـ”بتكوين” بنسبة 260% في العام التالي، بحسب ما تظهره البيانات التي جمعتها “بلومبرج”.
صعود عملة بتكوين
قفزة بهذا الحجم من شأنها أن ترفع أكبر عملة رقمية إلى مستوى قياسي يبلغ 105 آلاف دولار من حوالي 30 ألف دولار حالياً، وهو المستوى الذي توقف عنده ارتفاعها بنسبة 77% خلال عام 2023 عن الانهيار الذي شهدته العملات المشفرة في العام الماضي إلى حد ما.
اتخذت “بتكوين” طابعاً سردياً متبايناً خلال فترة الانتعاش، وكان رهانها على تبني “الاحتياطي الفيدرالي” سياسة نقدية أكثر مرونة، بالتزامن مع الضربة المتصورة للعملة الورقية بسبب الأزمة المصرفية الأميركية، وكذلك التخفيض المخطط له في المعروض من العملات المشفرة المقرر إجراؤه في العام المقبل، والذي يسمى “التقسيم للنصف”.
قال كريستوفر فوربس، رئيس “سي إم سي إنفست سنغافورة” (CMC Invest Singapore)، عبر تلفزيون “بلومبرغ”: “أهم شيء بالنسبة للعملات المشفرة هو أنها أداة حماية للسيولة. ومع عودة السيولة إلى السوق، وهو ما يحدث وما نراه فعلياً، أعتقد أن العملة المشفرة ستستمر في التداول بشكل جيد”.
في الأيام الأخيرة، حدّد كل من مصرف “ستاندرد تشارترد” و”بي سي إيه ريسيرش” و”بلومبرج إنلتيجنس” المسارات الممكنة لسعر “بتكوين” إلى ما لا يقل عن 100 ألف دولار.
“بتكوين” أصل نادر
كتب جيف كيندريك، رئيس أبحاث العملات المشفرة و “إي إم إف إكس ويست” (EM FX West) في “ستاندرد تشارترد”، في مذكرة: “أدت الأزمة الأخيرة بالقطاع المصرفي إلى إعادة ترسيخ حالة الاستخدام الأساسي لعملة بتكوين كأصل رقمي لا مركزي وغير موثوق به ونادر”.
من جانبه، قال خوان كوريا – أوسا، نائب الرئيس المساعد لشركة “بي سي إيه”، إنه يمكن لـ “بتكوين” على المدى الطويل أن تستحوذ جزئياً على مكانة الذهب كمخزن للقيمة في عالم التحول الرقمي. وإذا اقتربت العملة المشفرة من 25% من القيمة السوقية للمعدن الأصفر، فإن ذلك من شأنه أن يضع سعر “بتكوين” عند 160 ألف دولار، حسبما كتب كوريا – أوسا في مذكرة.
إلى ذلك، قال جيمي دوغلاس كوتس، من “بلومبرغ إنتليجنس” إنه إذا تحركت 1% من قيمة سوق السندات العالمية نحو “بتكوين”، فإن ذلك سيرفع السعر إلى 185 ألف دولار.
ملاحقات في أمريكا
لا يجزم أي من المحللين بأن مثل هذه المسارات حتمية، لكن حقيقة أنها مسارات قيد التقييم تُظهر تغير الحالة المزاجية تجاه العملة المشفرة مقارنة بعام 2022، عندما انهارت الأصول الرقمية وتصدر سقوط بورصة “إف تي إكس” (FTX) سلسلة من الانهيارات.
تظل “بتكوين” وعالم التشفير الأوسع معرضين لمجموعة متنوعة من المخاطر، ليس أقلها الملاحقات التي يشهدها هذا القطاع في الولايات المتحدة. أما التهديد على المدى القصير فيتمثل بما إذا كان المتداولون يقلصون توقعاتهم بشأن سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأكثر ودية، وفقاً لكوريا – أوسا من “بي سي إيه”.
التيارات المتقاطعة المختلفة، وسط فترة من عدم اليقين الاقتصادي الواضح، تجعل من الصعب تحليل توقعات الأصول الحقيقية والافتراضية. فلا تزال “بتكوين” أقل من 40 ألف دولار تقريباً مقارنة بأعلى مستوى لها في 2021 الذي بلغ 69 ألف دولار تقريباً.
كتب نويل أتشسون، مؤلف النشرة الإخبارية: “أسواق العملات المشفرة تمر بدورات أيضاً، والتي كانت في الماضي مدفوعة أساساً بعوامل خاصة بهذه العملات. لم يعد الأمر كذلك، حيث توجد حالياً في سوق العملات المشفرة محركات متعددة، مما يجعل السرد أكثر تعقيداً بينما يفسح ذلك المجال أمام مجموعات استثمارية جديدة بالسوق”.