توقع عدد من مصنعى الألبان والجبن زيادات جديدة فى أسعار المنتجات بالأسواق الفترة المقبلة بنسبة لا تقل عن %30، مع استمرار عدم استقرار الدولار أمام الجنيه وعدم توافر مستلزمات الخامات لدى المصنعين حتى الآن.
وطالب المصنعون الحكومة بالإفراج عن مستلزمات الإنتاج المتواجدة فى الموانئ، إضافة إلى توفير الدولار لاستيراد المستلزمات المستخدمة فى عملية التصنيع.
جدير بالذكر أن مصنعى الألبان يستوردون أكثر من %35 من مكون صناعة الألبان فى مصر، بداية من الأعلاف إلى الخامات الرئيسية وصولًا بمواد الخامات المساعدة، بحسب تصريحات سابقة للمهندس عبدالمنعم قتيلو رئيس شعبة الألبان فى دمياط.
فى هذا السياق، قال محمد الطحان، رئيس مجلس إدارة شركة «الطحان» لمنتجات الألبان والجبن، إن معظم الأعلاف المستخدمة للأبقار مستوردة من الخارج، ومع تغير سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصرى اضطر المنتجون إلى رفع أسعار الألبان الفترة الحالية محاولة منهم لتوفير بعض الإنفاقات الشهرية للعاملين.
وأضاف «الطحان” فى تصريحات خاصة لـ«المال»، أن ارتفاع سعر المادة الخام على أصحاب المصانع يعد سببًا رئيسيًا فى ارتفاع أسعار منتجات الألبان بكل أنواعها، لافتا إلى أن سعر الكيلو اللبن البقرى فى شهر يونيو الماضى بلغ 6 جنيهات، واليوم يسجل 12 جنيهًا بزيادة %100.
وأشار إلى أن اللبن الجاموسى كان سعره 12 جنيها فى شهر يونيو الماضى، وقفز سعره اليوم من 19 إلى 20 جنيها، لافتًا إلى أن هذا الارتفاع بسبب زيادة أسعار الأعلاف، إلى جانب تعرض بعض المزراع للأمراض مثل «الحمى القلاعية»، وغيرها، ما تسبب فى انخفاض إنتاجية المزارع المنتجة للألبان.
وتابع «الطحان»، أن هناك بعض المزارع قامت بالتصفية بسبب عدم قدرتها على مواجهة تكلفة الأعلاف مقابل سعر اللبن، ما أدى إلى تراجع معروض اللبن الخام، لافتًا إلى أن هذا التراجع يؤدى إلى المزيد من ارتفاع أسعار اللبن الخام ومنتجاته.
وأكد أن ارتفاع الأسعار تدرج منذ شهر يونيو الماضى حتى الآن إلى أن وصلت نسبة الزيادة إلى %100، لافتا إلى أنه بسبب أزمة الدولار وعدم توافر المنتجات الخام ستظل هناك ارتفاعات فى أسعار الألبان على سبيل المثال: سعر كيلو الجبن «الفلامنك» وصل إلى 360 جنيها، إذ كان الفارق بين المنتج المحلى والمستورد حوالى 30 جنيها منذ 6 أشهر مضت، لكن اليوم أصبح حوالى 100 جنيه.
وتوقع «الطحان» ارتفاع أسعار منتجات الألبان مجددًا الفترة القادمة بنسبة حوالى %30، لافتًا إلى أن حركة البيع والشراء تقلصت، وبدء المستهلك يحد فى استهلاك منتجات الألبان بنسبة %50 الفترة الحالية.
فى سياق متصل، أكد سعيد بدر، رئيس مجلس إدارة شركة «أطايب البدر» لمنتجات الألبان، إن ارتفاع أسعار منتجات الألبان والجبن يعود إلى عدم استقرار سعر الدولار، إضافة إلى عدم توافر المواد الخام.
وأضاف «بدر» فى تصريح خاص لـ«المال»، أن ارتفاع أسعار الأعلاف والمواد الخام والدولار تسبب فى ارتفاع منتجات الألبان فى الثلاث أشهر الماضية وحتى الآن بنسبة %100، متوقعا زيادة أسعار منتجات الألبان الفترة القادمة بنسبة من 25 إلى %30.
وعن حركة البيع والشراء مع ارتفاع الأسعار الوقت الحالى، أشار «بدر»، إلى أن هناك تراجعا كبيرا فى حركة البيع والشراء بسبب ضعف القوى الشرائية لمنتجات الألبان، لافتا إلى أن ارتفاع أسعار الخامات أثر على صناعة الألبان بنسبة من 35 إلى %40.
وأكد «بدر» أن الحل الوحيد لاستقرار الصناعة هو استقرار سعر الدولار فى السوق المحلية، لافتًا إلى أن المصنعين طالبوا رئيس الوزراء والحكومة بتوفير المواد الخام والإفراج عن الشحنات المتواجدة فى الموانئ.
جدير بالذكر أن أسعار الألبان والجبن الطبيعى فى الأسواق ارتفعت بنحو %30 خلال الشهر ونصف الماضيين، إذ تراوح سعر كيلو اللبن البقرى الذى يصنع منه الجبن، بين 10 و11 جنيها، مقابل 7.5 و8 جنيهات فى أكتوبر الماضى، بحسب تصريحات سابقة لـ«رامى المنوفى»، سكرتير شعبة الألبان بغرفة الإسكندرية.
ويتراوح سعر الجبن الأبيض الطبيعى حاليا بين 70 و80 جنيها، مقابل 50 و60 قبل الزيادة، كما ارتفعت أسعار الجبن الرومى بين 125 و180 جنيها، مع اختلاف السعر من محافظة لأخرى.
من جانبه، أحمد عمر عبداللطيف أبو هيف، رئيس مجلس إدارة شركة «خلود لاند» للألبان، إن سبب ارتفاع أسعار الألبان زيادة قيمة الأعلاف فى السوق المحلية.
ولفت إلى أن الحل فى تلاشى أزمة ارتفاع الأعلاف هو استخدام الدقيق بديلًا لها، إضافة إلى زراعة الذرة الصفراء بمساحات كبيرة من قبل وزارة الزراعة تحت الإشراف عليها.
وأضاف «أبو هيف» فى تصريح خاص لـ«المال»، أن أسعار الألبان ومنتجاتها ارتفعت بنسبة %70، لافتا إلى أن العام الماضى وصل سعر كيلو اللبن البقرى 5 جنيهات، وأصبح سعره اليوم من 11 إلى 12 جنيها، و«الجاموسى» بلغ سعره من 18 إلى 19 جنيه.
وأشار إلى أن هناك انخفاضا فى إنتاج الألبان مما دفع المصنعين إلى التصارع على توفير الكميات المطلوبة للمصانع لإنتاج الكميات المطلوبة.
وأكد «أبو هيف»، أن الحل لهذه الأزمة هو انخفاض أسعار الأعلاف وتوفير بدائل لها من قبل الحكومة ووزارة الزراعة، إضافة إلى التوسع فى استيراد الأبقار المستوردة من الخارج لزيادة إنتاج الألبان بالكميات المطلوبة للمصنعين وحدوث انفراجة تساهم فى انخفاض أسعار منتجات الألبان بكل أنواعها.
وتحرص الحكومة على تطوير قطاع الألبان، بدءًا من زيادة معدلات إنتاجية الألبان من رؤوس الماشية، لما لذلك من مردود اقتصادى إيجابى على المواطن والاقتصاد.
ووجهت الحكومة بتطوير مشروع مراكز تجميع الألبان، لاستهداف توفير غذاء صحى وآمن للمواطنين، إذ تم حصر مراكز تجميع الألبان على مستوى الجمهورية، وبلغت 826 مركزًا، وتحديد احتياجاتها.
وتسعى وزارة الزراعة إلى تنفيذ تكليفات الرئيس السيسى بتخصيص 10 مليارات جنيه إضافية لتمويل الثروة الحيوانية بفائدة ميسرة.
وتحرص الوزارة على إعادة تفعيل دور المربى الصغير مع تأهيله فنيًّا وعلميًّا على اقتناء أصناف ذات عائد ومردود أعلى من السلالات المحلية.
«بدر»: غلاء الخامات أثر على القطاع بنسبة كبيرة
«أبو هيف»: قفزات الأعلاف سبب رئيسى.. ولا بد من إيجاد بدائل