حالة من الارتباك يشهدها القطاع السياحى، بسبب انتشار فيروس “كورونا” الذى ضرب النشاط على مستوى العالم فى ظل الذعر الذى ينتاب الكرة الأرضية فى الوقت الحالى.
ضربت الأزمة شركات السياحة المقيدة بالبورصة المصرية، ما دفع شركات وخبراء إلى توقع خسائر كبيرة نهاية العام الحالى بسبب تحول إشغالاتها للمعدلات الصفرية، فى ظل توقف حركة الطيران والسياحة الداخلية.
قال مجدى عزب، رئيس مجلس الإدارة بشركة “بيراميزا للفنادق”، إن شركتهُ تواجه حالة من الركود على الصعيد الفندقى ومبيعات العقارات بشكل عام، ومن ضمنها المشاريع الخاصة بها.
أوضح أن العالم يعيش حالة من الذعر لم يشهدها من قبل، ما يدفع الجميع على مستوى العالم للاحتفاظ بسيولتهم المالية تخوفًا من تطور الأوضاع بشكل سلبى، إلى جانب التوقعات بارتفاع نسبة البطالة على مستوى العالم، لا سيما فى ظل التوجه الحالى لبعض الشركات لتسريح مجموعات من عمالاتها.
لفت عزب إلى أنهُ لا توجد إشغالات بفنادق شركته حاليا، وهناك توقعات باستمرار الوضع حتى نهاية العام الجارى، مشيرًا إلى أن تعافى المواطنين من تلك الصدمة ومحاولات إعادة الثقة مرة أخرى لشركات السياحة ومتوقع أن يستغرق الكثير من الوقت.
أوضح أن شركته قررت تأجيل افتتاح فندق “دبي” لحين استقرار الأوضاع بشكل تام، وكان من المُخطط أن يتم افتتاحهُ بشكل رسمى نهاية الشهر الجارى.
تعمل «بيراميزا» فى مجالات التنمية السياحية، وإقامة وإدارة وتشغيل الفنادق، والاستثمار العقارى، وتساهم فى عدد من الشركات التابعة، أبرزها «بيراميزا» للاستثمار السياحى والفندقى، بنسبة %96.73 و”بيراميزا” للمنتجعات السياحية بنسبة %92 .
قال عادل مراد، مدير علاقات المستثمرين بشركة “الوادى للاستثمار السياحي” المالكة لـ %45 من أسهم شركة “سكاى لايت للتنمية السياحية”، إن المبادرة التى أطلقها البنك المركزى مؤخرًا، متوقع أن تساهم فى تقليل الخسائر على الشركات خلال العام الحالى جراء توقف حركة السياحة بشكل كلى.
أوضح أنه على الرغم من إيجابية المبادرة إلا أنها تُقلل من حجم الخسائر بشكل محدود، كونها تتمثل فى تأجيل مستحقا شركات السياحة فقط.
أشار إلى أن الأجواء التى تشهدها شركات السياحة حاليًا، تُعد الأصعب فى تاريخها، موضحًا أن إشغالات فنادق شركته وصلت للنسب الصفرية خلال الفترات الحالية، بسبب توقف حركة السياحة عالميًا.
تجدر الإشارة إلى أن البنك المركزى المصرى، أعلن مؤخرًا، عن مبادرة تمويلية لدعم قطاع السياحة ، بقيمة 50 مليار جنيه توجه لصالح تطوير وإحلال وتجديد المنشآت السياحية، بجانب إسقاط الفوائد المهمشة عن المتعثرين من القطاع قبل عام 2011.
لفت إلى أن الأوضاع الحالية دفعت شركتهُ لتخفيض قيمة مرتبات العاملين لديها 40%، مفسرًا أنها محاولة من الشركة لتحجيم الخسائر النهائية.
قال إن الشركة مستمرة فى خطتها التوسعية أملاً فى تحسن الأوضاع موضحا أنها تمضى قدماً حالياً فى أعمال فندق السخنة.
قال عمرو عطية، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب بشركة “مصر للفنادق”، إن إشغالات شركته تراجعت من مستوى %80 بالشهور الأولى من العام لتصل حاليًا إلى %1 فقط منذ شهر مارس.
لفت إلى أن شركتهُ بدأت تسجيل خسائر منذ مارس الجارى بشكل محدود، لوجود إشغالات طفيفة بالأسبوع الأول من الشهر ذاتهُ، مرجحًا أن تتفاقم حدة الخسائر خلال الشهور المقبلة مع استمرار أزمة “كورونا” .
أشار إلى أن معدلات الإشغال التى تشهدها شركته بالفترات الحالية تعد الأولى فى تاريخها، ومتوقع أن ينتج عنها خسائر حادة نهاية العام الحالى، موضحًا أن الشركات تُعلق آمالها على انحسار أزمة “كورونا” مع قدوم فصل الصيف .
كانت “مصر للفنادق” انتهت سابقًا من إنجاز %40 من تجهيز فندق “سفير دهب ريزورت” وكان من المخطط افتتاحه يونيو المقبل، وبلغت تكلفة الفندق الإجمالية 120 مليون جنيه، بعد التعاقد مع إحدى الإدارات الهندسية التابعة لجهة سيادية على توليها مهمة تطوير فندق دهب، عقب مناقصة طرحتها الشركة مؤخرًا.
تعليقًا على ذلك قالت سارة ماهر، المحلل المالى ببنك الاستثمار “شعاع – مصر”، إن حركة السياحة على مستوى العالم تشهد حالة من التوقف التام، بسبب حدث فيروس كورونا.
لفتت إلى أن إشغالات السياحة عالميًا ومحليًا وصلت للمعدلات الصفرية لا سيما بعد وقف حركة الطيران، وتستمر على هذا الوضع لحين استقرار الأوضاع محليًا وخارجيًا بالقضاء على “كورونا”.
كانت السلطات المصرية قررت وقف حركة الطيران اعتبارًا من يوم الخميس الموافق 19 مارس حتى 31 الجارى طبقًا لقرار رئاسة مجلس الوزراء فى ضوء الإجراءات الاحترازية التى تقوم بها الدولة للحد من انتشار فيروس كورونا.
أشارت إلى أنهُ لا يوجد أى مخارج لشركات السياحة المقيدة بالبورصة المصرية بالفترة الحالية، نظراً لأن العالم أجمع يعيش حالة من الذعر وعدم استقرار الأوضاع، وبالتالى فإن السبيل المتاح لدى الشركات حاليًا هو الانتظار لمرور تلك الفترة وتحمل الخسائر.
أضافت أن ذلك الحدث يحدث للمرة الأولى فى تاريخ شركات السياحة، مشيرة إلى أنه رغم تعرضها لأزمات سابقة وأوقات ثورات وغيره إلا أن تلك المرة تُعد الأقوى، مشيرةً إلى أن السياحة المصرية كانت تعتمد بشكل أكبر على دول أوروبا التى تمر بأصعب ظروف حاليًا.
يُذكر أن إيرادات السياحة فى مصر بلغت خلال 2011 نحو 8.8 مليار دولار بانخفاض وصل إلى %29.8 مقارنة مع عام 2010، فيما بلغ عدد السائحين حوالى 9.8 مليون سائح فقط بعام الثورة .
لفتت إلى أن التوقعات تشير إلى خسائر كبيرة تشهدها نتائج أعمال الشركات المقيدة والعاملة بالقطاع السياحى نهاية العام الجارى.
أضافت أنهُ فى ظل فترات الأزمات العادية كانت الشركات تعول على السياحة العلاجية والداخلية، وهو ما لا يمكن التحوط منه مطلقًا.
كانت “بلتون المالية” افترضت فى تقرير بحثى لها صدر مؤخرًا، أنهُ بافتراض توقف حركة السياحة تمامًا خلال شهر أبريل المقبل، وانخفاضها خلال مايو ويونيو المقبلين، تتراجع أعداد السائحين المتوقعة للعام المالى (2019 – 2020) إلى 13.8 مليون سائح، مقارنة بـ14 مليون سائح سابقًا .
يُذكر أن إيرادات السياحة ارتفعت بقيمة 2.7 مليار دولار مسجلة 12.570 مليار دولار فى العام المالى 2019/2018 مقابل 9.804 مليار دولار فى العام المالى 2017/ 2018، طبقًا لبيانات البنك المركزى المصرى.