رجح خبراء البورصة المصرية ارتدادة صعودية على نطاق ضيق الأسبوع الحالي بدعم التحسن في الأسواق الخارجية، والأسعار العالمية للسلع خلال جلسة الجمعة الماضية ما يمهد لاسترداد جزء من الخسائر الفادحة التي حدثت الأسبوع الماضي.
وأضافوا أن تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا على أداء البورصة المصرية يمكن التكهن على المدى الطويل، وليس في الوقت الراهن.
واستيقظ العالم الخميس الماضي على دخول القوات العسكرية الروسية أراضي جارتها أوكرانيا، ما انعكس سريعا على أسعار السلع العالمية والتي شهدت قفزات صعودية قبل أن تعاود الاستقرار جزئيا وأبرزها البترول، وحركة الأسواق العالمية التي تراجعت بقوة قبل أن تلتقط أنفاسها الجمعة.
وسرعان ما استجابت البورصة المصرية لهذه الضغوط حيث أنهت تعاملات الأسبوع الماضي بتراجعات قوية للمؤشرات، اذ تراجع مؤشر السوق الرئيسي EGX30 بنسبة 5.58% مغلقا عند 10891 نقطة، كما تراجع مؤشر EGX70 للأسهم الصغيرة والمتوسطة 10.57%، مغلقا عند 1775 نقطة، ومؤشر EGX100 الأوسع نطاقا بنسبة 9.05%، مغلقا عند 2721 نقطة.
وخسر رأس المال السوقي 36.5 مليار جنيه مغلقا عند مستوى 689.3 مليار جنيه، بتراجع 5.04%، مقارنة بمستويات 725.8 مليار جنيه بداية الأسبوع.
وكان نصيب الأسهم من التعاملات ضعيفا للغاية بواقع 8.56%، من قيم التداول داخل المقصورة، بينما كانت نصيب السندات 91.44% خلال الأسبوع الماضي.
وقال محمد فتح الله، العضو المنتدب لشركة بلوم لتداول الأوراق المالية، ان البورصة المصرية يُفترض ان تشهد ارتدادة صعودية هذا الأسبوع تساعدها في استرداد جزء من الخسائر السابقة بدعم صعود الأسواق وأسعار السلع عالميا الجمعة الماضية.
وأضاف أن هذه الارتدادة الصاعدة ستبدأ مع تداولات مطلع الأسبوع بجلسة الأحد، موضحًا ان قطاعات الأسمدة، والبتروكيماويات، ستكون الأكثر استفادة.
ولفت إلى أن سبب التأثر الحاد للبورصة المصرية بالأسواق الخارجية يرجع بشكل أساسي إلى ضعف وهشاشة السوق وحاجتها إلى محفزات اقتصادية، وعودة الأجانب للشراء، ناصحًا المستثمرين بإقتناء الأسهم القوية ماديا، وصاحبة العوائد المرتفعة، والتوزيعات النقدية الجيدة.
وقال عادل كامل، العضو المنتدب، ورئيس الاستثمار في الأهلى للاستثمارات المالية –ذراع إدارة الأصول للبنك الأهلي المصري- إنه من الصعب الحكم على تحركات المؤسسات حتى انتهاء تداولات النصف الأول من الأسبوع المقبل، لافتا إلى أن طول أمد هذه الحرب يمثل أزمة قوية للبورصات العالمية وبالتبعية المصرية.
وأشار إلى أن شعور المستثمرين بمحدودية تأثيرات الحرب على المدى القصير ظهر جليًا في رد فعل الأسواق العالمية الجمعة الماضية، مؤكدًا ان هذه الأوضاع لم تعد مفاجئة لمديري الاستثمار المحترفين، لافتا إلى أن الأسبوع الماضي شهد تحركات بيعية وشرائية من المؤسسات والصناديق دون فزع.
وأوضح كامل، إن القطاعات الأكثر استفادة من هذه الأزمة هي الأسمدة، والبتروكيماويات، بينما سيكون الأكثر تأثرا هي الأغذية، والسياحة، وتلك التي تعتمد على مواد إنتاج خام مستوردة من الدول أطراف هذه الحرب.
من جهته قال شوكت المراغي، العضو المنتدب لبرايم لتداول الأوراق المالية، أن ارتباط البورصة المصرية بالسوق العالمي، فضلا عن سيطرة الأفراد على نحو 7% من التعاملات ضاعف من حركة التذبذب التي شهدها السوق.
وأكد أن لجوء المستثمرين لـMargin call بنسب مرتفعة ضغط بقوة على أداء السوق الأسبوع الماضي، وهو ما يتسبب في أزمات عند حدوث أزمات كالتي نتحدث عنها.
وقال أدهم جمال الدين، رئيس قسم التحليل الفني في كايرو كابيتال سيكيورتيز لتداول الأوراق المالية إن ردة الفعل القوية التي سجلتها السوق المحلية سببها الأساسي ضعف البورصة المصرية، ومعاناتها من شح السيولة، مع ضعف المساندة والدعم من المؤسسات، وصناديق الاستثمار.
ويقول جمال الدين، إن تحسن حركة السوق العالمية، وأسعار السلع سينعكس على البورصة المصرية لتشهد ارتدادة صعودية بالقرب من مستويات 11100 نقطة مبدئيا.