توقع عدد من التجار تجاوز مبيعات السيارات المستعملة فى مصر حاجز 250 ألف وحدة بنهاية العام الحالى، فى ظل التكهنات التى تشير إلى نقص المعروض من الزيرو لبعض الموديلات سواء المستوردة بالكامل، أو المجمعة محليًا مع نقص مكونات الإنتاج الذى أصاب صناعة سيارات الركوب مؤخرًا وأدى إلى إعلان عدد من المصانع العالمية تعثر عمليات الإنتاج لبعض الموديلات.
وأشاروا إلى أن مبيعات السيارات المستعملة فى مصر تصل إلى ضعف سيارات الركوب الزيرو.
وأوضحوا أن السبب فى ذلك هو ارتفاع أسعار السيارات الجديدة بقدر لم تعد ملائمة لمستويات الدخول المتوسطة.
وقفزت أسعار السيارات الجديدة في مصر بصورة كبيرة بعد قرار البنك المركزى الصادرة فى خريف 2016 (تعويم الجنيه).
وأكد التجار أن السيارات المستعملة باتت الخيار الأمثل لشريحة كبيرة من العملاء الراغبين فى اقتناء سيارة خاصة.
وتسبب نمو مبيعات السيارات المستعملة فى مصر فى دفع العديد من وكلاء السيارات المعتمدين والموزعين إلى تدشين صالات عرض لبيعها.
وتابعوا: كما قاموا بتوفير وسائل تمويلة لبيعها بالتقسيط عبر البنوك أو شركات التمويل، مع تمتعها بالضمان كى يستطيع العميل من إجراء عمليات الصيانة بمراكز الخدمة المعتمدة والحصول على قطع الغيار الأصلية.
ويتوافر فى السوق المحلية بعض الشركات التى تقدم خدمات بيع السيارات المستعملة مثل شركة فابريكا التابعة لـ «جي بي غبور أوتو»، وكلاء سيارات شيرى وهيونداى وجيلى ومازدا، وغيرها.
وتوقعوا أن تشهد أسعار السيارات المستعملة زيادة تتراوح ما بين 5% إلى 10% خلال الفترة المقبلة.
وأرجعوا ذلك إلى الزيادات المستمرة فى أسعار السيارات الجديدة بسبب ارتفاع تكلفة الشحن بالإضافة إلى زيادة الطلب وقلة المعروض مع اتجاه عدد من المصانع العالمية لتقليل حجم الإنتاج بسبب نقص المكونات.
معارض السيارات المستعملة في مصر تصل إلى 10 آلاف
قال محمود حماد، مسئول قطاع المستعملة برابطة تجار السيارات، إن مبيعات السيارات المستعملة فى السوق المحلية تقدر بضعف السيارات الزيرو.
وأرجع السبب إلى عدم تناسب مستويات الدخول مع أسعار الزيرو التى تعد مرتفعة للغاية، خاصة بعد قرار تعويم الجنيه.
وأشار إلى أن شريحة كبيرة من المستهلكين خاصة من ذوى الدخول المتوسطة لجأت إلى المستعملة كوسيلة لإقتناء سيارة خاصة.
وأكد أن كافة العوامل السابقة أدت إلى أن التداول على السيارات المستعملة أكبر بكثير من الزيرو.
وتكهن بأن إجمالى عدد المعارض وصالات العرض المتخصصة فى بيعها يصل إلى ما يقرب من 10 آلاف معرض فى جميع أنحاء الجمهورية.
وأضاف: كما تتم مبيعات السيارات المستعملة عبر المنصات والمواقع الالكترونية التى تقدم خدمات البيع على شبكة الانترنت.
وبين أن أصحاب الدخول المتوسطة اتجهوا الفترة الماضية لاقتناء السيارات المنتجة فى الفترة من 2015 حتى 2019، خاصة وأنها لا تزال فى عرف السوق سيارة جديدة.
وأشار إلى الطلب على الموديلات ما بين 2005 وحتى 2010 تراجع بشدة خاصة مع إعلان الحكومة دخول مبادرة إحلال وتجديد المركبات حيز التنفيذ.
وفي المقابل، ارتفع الطلب على المركبات القابلة للتخريد بهدف المشاركة في المبادرة، والاستفادة من التسهيلات والامتيازات التى تتمتع بها فى الحصول على سيارة جديدة بسعر فائدة يصل إلى 3% فقط.
وأشار إلى أن الزيادات الأخيرة التى شهدتها السيارات الزيرو ستؤدى بطبيعة الحال إلى ارتفاع أسعار المستعملة، والتى من المتوقع أن تتراوح ما بين 5% إلى 10% على أقصى تقدير.
كما توقع أن يسهم الطلب القوى على السيارات مع ندرة بعض الموديلات فى اتجاه شريحة كبيرة من المستهلكين إلى المستعملة، مما سيهم بشكل كبير فى دفع مبيعاته.
سياسات تسعير الزيرو وراء تضاعف مبيعات السيارات المستعملة
قال رأفت ناجح، صاحب معرض لبيع السيارات المستعملة، إن حجم سوق السيارات المستعملة فى مصر يضاعف الزيرو، موضحًا أن سياسات التسعير للمركبات الجديدة وراء تضاعف مبيعات السيارات المستعملة.
وأشار إلى أن تخوفات المستهلكين من الموجة الثالثة لفيروس كورونا المستجد دفعت بعض الراغبين لاقتناء سيارة جديدة إلى تأجيل قرار الشراء بهدف الحفاظ على السيولة المتاحة، ومع التفكير فى خيار اقتناء مستعملة كبديل لحين استقرار الأوضاع الاقتصادية.
وأضاف أن مقبلة على زيادات فى الأسعار خاصة مع القفزات التى شهدتها أسعار الزيرو.
وأرجع الزيادات إلى نقص المعروض بعض الموديلات بسبب تراجع التوريدات من الشركة الأم العالمية نتيجة ندرة بعض مكونات الإنتاج.