يتوقع المتداولون استمرار ضعف الين الياباني لحين عودة المراهنة على حدوث تحول في سياسة بنك اليابان النقدية في أحد اجتماعي يونيو أو يوليو، بحسب وكالة بلومبرج.
هبطت العملة اليابانية إلى أدنى مستوى في شهرين أمام الدولار في أعقاب قرار بنك اليابان بالحفاظ على تدابير التحفيز كما هي، وتضع عقود الخيارات فرصاً متساوية لوصول الين إلى 140 يناً للدولار بنهاية يوليو. أيضاً أمام اليورو، هبطت العملة اليابانية إلى أدنى مستوى منذ 2008 في ظل تباين موقف بنك اليابان مع البنك المركزي الأوروبي المتوقع له أن يواصل التشديد في الوقت الحالي.
أجّل الاستراتيجيون في “باركليز” و”غولدمان ساكس” توقيتهم المتوقع لتعديل سياسة التحكم في منحنى العائد -وهو محفز صعودي للين- إلى يوليو من يونيو. من المقرر أن يشهد يوليو القادم إصدار التقرير التالي من آفاق الاقتصاد من قبل بنك اليابان.
إجماع على استمرار ضعف الين الياباني في الوقت الراهن
كتب فريق “باركليز”، وبينهم جياتي بارادواج وشيريل دونغ، في مذكرة: “يعني ذلك نقطة لاحقة سيبدأ عندها الين في الارتفاع، أي أن العملة قد تتحرك بالتماشي مع عوامل السوق الخارجية، وسيميل الين للتراجع في الوقت الحالي”.
أحد تلك العوامل هي اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المزمع الأسبوع الجاري، حيث يتوقع أن تقود تعليقات المسؤولين المتشددة إلى رفع قيمة الدولار.
في إشارة إلى تراجع المتداولين عن الرهان على صعود الين، هبط مقياس للانخفاض المتوقع في زوج الدولار/ الين في سوق الخيارات -ما يُسمى بعكس المخاطر- بعد أن ترك بنك اليابان التحكم في منحنى العائد دون تغيير.
قال دايسوكو أونو، كبير الاستراتيجيين في “سوميتومو ميتسوي بانكينغ كورب”: “ما يزال هناك بعض التوقعات بحدوث تعديل في السياسة النقدية في الأشهر القليلة المقبلة كلما اقتربنا من كل اجتماع، وقد يتم بناء مراكز استثمار مراهنةً على التعديل حتى يوليو.. وبالتالي، قد تظهر ضغوط بيع قوية على الين بعد يوليو إذا لم يقدم بنك اليابان أي تعديل في اجتماعه”.
عوامل أخرى تدعم صعود الين
لكن، البنك المركزي الياباني ليس العامل الوحيد الذي يعول عليه المراهنون على ارتفاع الين. فحتى إذا واصل المركزي الياباني الالتزام بسياسته النقدية فائقة التيسير، فإن هبوط العائدات عالمياً مع دخول الاقتصادات المتقدمة الرئيسية في حالة ركود قد يضيف ضغطاً صعودياً على العملة اليابانية مع اقترابنا من نهاية العام، وفق “كابيتال إيكونوميكس” التي حافظت على توقعاتها لزوج الدولار- الين عند 125 بنهاية العام مقارنة بمستواه اليوم الإثنين البالغ أقل قليلاً من 137.
كتب الاقتصاديان، جون هيغينز وديانا لوفانيل، في مذكرة حديثاً: “عادة تميل العائدات للتراجع بقدر أقل في اليابان عن المناطق الأخرى خلال فترات الركود العالمية.. علاوة على ذلك، نعتقد أن الين لا يزال أقل من قيمته بكثير”.
في الوقت الراهن، سيكون ضعف الين أمام أقرانه الأوروبيين أكثر وضوحاً، إذ وصل الفرنك السويسري لأعلى مستوى له منذ 1979 أمام العملة اليابانية يوم الجمعة، فيما وصل الجنيه الإسترليني لأعلى مستوى منذ أكتوبر، اليوم الإثنين.
في هذا الصدد، قال كريس ويستون، مدير الأبحاث في “بيبرستون غروب”: رأينا بعض الاختراقات الكبيرة لمستويات المقاومة المهمة.. وانظر إلى الرسوم البيانية اليومية لحركة الفرنك السويسري أمام الين أو اليورو أمام الين أو الجنيه الإسترليني أمام الين وسيبقى السؤال هو الشراء أم الانتظار.. التحرك الحقيقي للين سيأتي في يونيو إذ حينها أتوقع تشكيل خلفية داعمة بقوة استراتيجياً. لكن حالياً، سيظل الين هو الحلقة الأضعف”.