تواصلت الاحتجاجات في طرابلس كبرى مدن شمال لبنان رفضا للإغلاق العام في البلاد، وتخللتها مواجهات بين المحتجين وقوى الأمن، بحسب الإعلام الرسمي.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اليوم إن مئات من المحتجين توجهوا عقب تشييع شاب في منطقة باب التبانة إلى سرايا طرابلس الحكومي، وبدأوا برشق الحجارة وقنابل المولوتوف باتجاه مداخلها الرئيسية، واستقدموا مستوعبات النفايات أمامه.
الاحتجاجات في طرابلس
كما حاول محتجون اختراق إحدى البوابات الخارجية لمبنى السرايا الحكومي.
ومع اشتداد حدة المواجهات في محيط السرايا الحكومي، حاولت القوى الأمنية، التي تمركز بعض عناصرها على سطح السرايا وفي الطوابق العليا من المبنى، تفريق المحتجين بإلقاء القنابل المسيلة والدخانية.
وتوجه عدد من المحتجين في مسيرات إلى منازل نواب طرابلس، وطالبوهم بالاستقالة، معربين عن رفضهم لممارسات السلطة، وأشعلوا النيران في مستوعبات النفايات أمام هذه المنازل.
وشهدت شوارع طرابلس اليوم حالة غضب بين المحتجين بعد الإعلان عن وفاة الشاب عمر طيبا (30 عاما) في المستشفى متأثرا بإصابته خلال مواجهات الليلة الماضية بين المحتجين وقوى الأمن، والتي أدت إلى إصابة نحو 235 شخصا.
تردي الوضع المعيشي
على صعيد متصل، تجمع محتجون أمام وزارة الداخلية في بيروت لبعض الوقت دعما للمحتجين في طرابلس، ورددوا هتافات منددة بتردي الوضع المعيشي وارتفاع سعر صرف الدولار، وعمدوا إلى قطع الطريق.
من جانبها، أعلنت قوى الأمن في بيان اليوم سقوط قتيل وإصابة 41 عنصرا وضابطا، بالإضافة إلى إصابات بين المواطنين في مواجهات بطرابلس.
وقالت قوى الأمن في بيانها اليوم حول أحداث أمس إنها “تأسف لما آلت إليه الأمور من أعمال شغب واعتداءات وأفعال جرمية نتج عنها سقوط ضحية ووقوع إصابات بين المواطنين وإصابة 41 عنصرا وضابطا، 12 منهم أصيبوا من جراء رمي القنابل اليدوية من بينهم إصابات بالغة وتحت المراقبة الطبية”.
وأوضحت أنه “أقدم حوالي 200 شخص من المتظاهرين على اقتحام السراي ورمي قنابل المولوتوف وإحراق وتحطيم السيارات والآليات المركونة داخل الموقف، عندها قامت القوة من جديد بإطلاق القنابل المسيلة للدموع لإخراجهم من الباحة”.
إلقاء 300 قنبلة مولوتوف
وتابعت، أن “مشاغبين” ألقوا أمس أكثر من 300 قنبلة مولوتوف وثلاث قنابل حربية روسية الصنع باتجاه مداخل السراي والباحة الرئيسية، انفجر منها اثنتان ونتج عنهما إصابة عدد من الضباط والعناصر وتضرر عدد من الآليات.
وأشارت أيضا إلى “إطلاق عدة أعيرة نارية مجهولة المصدر من خارج السراي”.
وحذرت قوى الأمن من أنها ستكون مضطرة إلى استخدام جميع الوسائل المشروعة ضد المخلين بالأمن في حال الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وعلى عناصرها ومراكزها.
ومنذ أيام يعترض شبان في طرابلس على تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والإقفال العام واستمرار حظر التجوال ضمن تدابير مكافحة تفشي فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
وأعلنت الحكومة اللبنانية إغلاقا كاملا في البلاد خلال الفترة من 14 إلى 25 يناير الجاري قبل أن تمدده إلى 8 فبراير المقبل.
ويواجه لبنان عدة أزمات سياسية واقتصادية ومالية ومعيشية متشابكة أدت إلى تفاقم الفقر والبطالة والتضخم المالي وانهيار العملة المحلية، فاقمتها كارثة انفجار مرفأ بيروت، وتداعيات تفشي مرض (كوفيد-19) الصحية والاقتصادية.
يشار إلى أن هذه المادة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.