شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 359 صفقة اندماج واستحواذ، بقيمة 42.6 مليار دولار، في النصف الأول من 2022، ليرتفع بذلك عدد الصفقات بنسبة 12% على أساس سنوي، بحسب تقرير صادر اليوم عن “إرنست ويونج” (EY).
شركة التدقيق المالي والاستشارات، التي تتخذ من لندن مقرًّا لها، عزَتْ هذا النمو في صفقات الاندماج والاستحواذ بالمنطقة إلى ارتفاع أسعار النفط، وانحسار جائحة كورونا، والثقة المتزايدة بأداء الشركات.
حازت 3 صفقات الاهتمام الأكبر، هذا العام، تمثلت في استحواذ “غذاء القابضة” الإماراتية على مواطنتها “تموين لإدارة الشركات” بصفقةٍ بلغت قيمتها 2.4 مليار دولار.
كما شهدت سوق الإمارات أيضًا استحواذ “كيو القابضة” على “ريم للاستثمار” مقابل 1.6 مليار دولار.
ومقابل هذا، كانت أكبر الصفقات في السعودية تملك صندوق الاستثمارات العامة لحصة 16.8% من أسهم شركة المملكة القابضة، المملوكة للأمير الوليد بن طلال، مقابل 1.5 مليار دولار.
وفرة السيولة
براد واتسون، رئيس قطاع الصفقات والاستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في “إرنست ويونج”، توقَّع أن يستمر نشاط الاندماج والاستحواذ في المنطقة، “حيث تُواصل أجندات التنويع الاقتصادي التي أطلقتها الحكومات تعزيز الاهتمام بالصفقات الإستراتيجية.
كما تعمل الإصلاحات المالية، ولاسيما في الإمارات والسعودية، والتي تهدف لتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، على زيادة شهية المستثمرين. فضلًا عن الازدهار الذي تشهده الشركات الناشئة المزدهرة، والتي تعزز نشاط الصفقات”.
رغم أن تقلُّب أسعار النفط مؤخرًا، وعدم اليقين الاقتصادي والاضطرابات بالأسواق العالمية، “أثَّرا بشكل هامشي”، بحسب “إرنست ويونج”، فإن نشاط الصفقات كان مدفوعًا بشكلٍ كبير بأداء صناديق الثروة السيادية وشركات الملكية الخاصة، التي استحوذت على 35% و38% من إجمالي عدد وقيمة عمليات الاندماج والاستحواذ خلال الشهور الستة الأولى من العام.
ومثّلت الإمارات العربية المتحدة الوجهة الأكثر جذبًا لهذه الصفقات مع 18 صفقة، بينما كانت المملكة العربية السعودية مصدرًا للعدد الأكبر منها، مع تنفيذ 27 صفقة.
ارتفاع صفقات الاندماج والاستحواذ
بدوره يرى أنيل مينون، رئيس خدمات استشارات صفقات الاندماج والاستحواذ وأسواق رأس المال بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى “إرنست ويونج”، أن “أهم ما ميّز سوق صفقات الاندماج والاستحواذ بالمنطقة، خلال النصف الأول من 2022، هو انخفاض الاعتماد على الصفقات التي تقودها مؤسسات مرتبطة بالحكومة، إذ تصدَّر القطاع الخاص مشهد إبرام الصفقات في المنطقة، الأمر الذي يعكس وفرة السيولة”.
تصدّرت السوق الإماراتية نشاط الاندماج والاستحواذ بالمنطقة، تليها مصر، والسعودية، والمغرب، وسلطنة عُمان. في حين أن أول 5 قطاعات استقطبت الصفقات؛ كانت النقل، والمنتجات الاستهلاكية، والاتصالات، والعقارات، والطاقة والمرافق.
هيمنت الشركات الأميركية على 30% من صفقات الاندماج والاستحواذ الواردة إلى المنطقة، وفي طليعة تلك العمليات استحواذ صندوق “سي دي بي كيو” الكندي (CDPQ)، في يونيو، على حصة 22% من ملكية “موانئ دبي العالمية” في “ميناء جبل علي”، و”المنطقة الحرة بجبل علي”، و”مجمع الصناعات الوطنية” في إمارة دبي، مقابل 5 مليارات دولار.
في حين أن أكبر صفقة صادرة من المنطقة باتجاه الأسواق الدولية تمثلت في استحواذ “الإمارات للاتصالات” على حصة 9.8% بمجموعة “فودافون البريطانية”، في صفقة ناهزت 4.4 مليار دولار.