أعطت اليوم سامية صولوهو حسن رئيس جمهورية تنزانيا المتحدة إشارة إغلاق نفق تحويل مجرى نهر روفيچي إيذانا بإعادة مياه النهر إلى مجراها الطبيعي من خلال البوابات السفلية في السد الرئيسي للمشروع.
وذلك بعد احتجاز فائض التدفقات المائية السنوية للنهر والتي تتعدى 28 مليار متر مكعب في المتوسط، خلف السد مكونة خزانا مستحدثا بسعة قصوى تصل إلى 34 مليار متر مكعب على مساحة تصل إلى 158 ألف كيلومتر مربع شاملة العديد من المنابع والروافد.
وكان التحالف المصري المكون من شركتي «المقاولون العرب (عثمان أحمد عثمان وشركاه)» و«السويدي إليكتريك» قد أنهى بنجاح في السادس من أكتوبر الماضي الأعمال الإنشائية لجسم السد الرئيسي الذي يرتفع 190 مترا فوق سطح البحر على قاعدة مساحتها حوالي 20 ألف متر مربع وبطول يصل إلى 1033 مترا عند القمة.
ثم شرع بعد ذلك في تحضيرات بدء احتجاز مياه نهر روفيچي خلف السد بما فيها إنهاء تركيبات واختبارات: البوابات العملاقة على مداخل نفق تحويل مجرى النهر والأنفاق الثلاثة لتوصيل المياه لتوربينات توليد الكهرباء، بالإضافة إلى بوابات تصريف المياه السفلى في جسم السد والتي ستتحكم في توفير الحد الأدنى من التصرفات المائية للحفاظ على البيئة النهرية أسفل السد، وفي الأسبوع السابق للاحتفال قام التحالف بتفجير وإزالة السدود المؤقتة قبل وبعد السد الرئيسي، وذلك بالتوازي مع أعمال تركيب التوربينات التسعة العملاقة مسئولة عن إنتاجها ما لا يقل عن 6.3 مليار كيلووات ساعة سنويا من الطاقة الكهربائية منخفضة التكلفة.
وقد شارك مسئولو «الشركة التنزانية لتوريد الكهرباء (تانيسكو TANESCO)» المالكة للمشروع احتفالها بالملء الأول للخزان «بحيرة يوليوس نيريري» كبار المسئولين التنزانيين يتقدمهم إثنان من الرؤساء السابقين لتنزانيا –الرئيس علي حسن مويني والرئيس جاكايا كيكويتي، جانيوري ماكامبا – وزير الطاقة التنزاني، والدكتورة ستيرجومينا لورانس تاكس – وزيرة الشئون الخارجية والتعاون مع شرق أفريقيا، ولفيفٍ من كبار المسئولين في الحكومة التنزانية والإدارات المحلية وممثلين لطوائف وجموع الشعب التنزاني، كما تابعه ملايين التنزانيين في نقلٍ حي على الهواء مباشرةً.
وزيري الإسكان والخارجية على رأس الوفد الحكومي في احتفالات تنزانيا
كما أوفد الرئيس عبدالفتاح السيسى كلاً من سامح شكري – وزير الخارجية، والدكتور عاصم الجزار – وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية على رأس وفد حكومي رسمي للمشاركة في احتفالات تنزانيا بهذا الإنجاز الكبير الذي تم بواسطة شركات مصرية.
وتودع دلتا نهر روفيچي اعتبارا من اليوم الفيضانات التي تسببت في وفاة وفقد الآلاف أغلبهم من الأطفال في تنزانيا في السنوات الماضية، كما تودع المستنقعات الموسمية التي تعد السبب الرئيسي لانتشار أمراض خطيرة مثل الملاريا، ومن اليوم تتحقق استدامة التصرفات المائية اللازمة للزراعة وأنشطة الصيد النهري أسفل السد، كما تودع غابة سيلوس الجفاف الذي يحدث كل عدة أعوام ويتسبب في نفوق عدد كبير من الحيوانات والكائنات النادرة التي تعيش فيها.
وبمشاركة حوالي تسعة آلاف من العاملين في المشروع – أغلبهم من التنزانيين – تتقدم أعمال المشروع رغم العديد من المعوقات الطبيعية مستهدفا اكتمال تركيب واختبار وحدات التوليد الكهرومائية الرأسية التسعة تباعا اعتبارا من العام القادم وضخ إنتاجها على جهد 400 كيلوفولت على الشبكة القومية التنزانية ليضاعف قدراتها بما يساهم في إيصال الكهرباء لملايين الأسر التنزانية ويحقق نهضة صناعية تعبر بالاقتصاد التنزاني نحو آفاق التنمية المستدامة.
وكان التحالف المصري المكون من شركتي «المقاولون العرب (عثمان أحمد عثمان وشركاه)» و«السويدي إليكتريك» قد تقدم لمناقصة عالمية طرحتها حكومة «جمهورية تنزانيا المتحدة» لصالح «الشركة التنزانية لتوريد الكهرباء (تانيسكو TANESCO)»، لتصميم وتنفيذ مشروع «محطة توليد وسد يوليوس نيريري الكهرومائية (JNHPP)» بقدرة إجمالية 2.115 ميجاوات بمنخفض شتيجلر Stiegler’s Gorge على نهر روفيچي Rufiji في غابة سيلوس Selous Game Reserve بمقاطعة موروجورو Morogoro بـ«جمهورية تنزانيا المتحدة» ، وتم اختيار عرض التحالف المصري كأفضل العروض الفنية والمالية وتوقيع عقد المشروع بقيمة 2.9 مليار دولار أمريكي بتاريخ 12 ديسمبر 2018 في احتفال خاص أقيم بمدينة دار السلام بحضور الرئيس التنزاني الراحل ونائبته (الرئيسة التنزانية الحالية) ورئيس الوزراء المصري.