اتجه عدد من شركات التطوير العقارى العاملة فى السوق المصرية خلال الفترة الماضية للاعتماد على الخدمات التجارية التى تحمل أسماء عالمية «براند» بغرض التسويق للمشروعات وزيادة نسب المبيعات، فى ظل تراجع طفيف فى المبيعات وسط زيادة عدد المشروعات المقدمة.
وتتنافس الشركات العقارية بشكل لافت، خاصة التى دخلت للسوق العقارية مؤخرا وهو ما اعتبره المعنيون فى الملف العقارى، بغرض سعى كل شركة لتقديم نفسها بشكل كبير وجيد أمام العملاء، خاصة وأن هذه الشركات لا تمتلك سابقة أعمال بخلاف ما تتمتع به شركات مثل «سوديك» و«طلعت مصطفى» وعدد آخر من شركات التطوير العقارى المعروفة فى السوق.
«المال» تواصلت مع مجموعة من المهتمين بالقطاع العقارى للتعرف على آرائهم إزاء تلك الظاهرة، ودورها فى الترويج للمشروع، وما نوعية الخدمات الواجب توافرها فى أى مشروع يطلق مستقبلاً.
دياب: واحدة من الأدوات المساعدة التى يلجأ لها المطورون الجدد لتقديم أنفسهم
بداية، قال المهندس محمد دياب، الرئيس التنفيذى لشركة «انفرجن» لإدارة المشروعات العقارية، إن خطوة الاعتماد على تقديم خدمات تجارية لعلامات كبرى، تساهم بشكل جيد فى تسويق المشروعات العقارية، خاصة تلك التى تمتلكها شركات ناشئة.
وأضاف – فى تصريحات لـ«المال» – أن عمليات بيع الوحدات فى مصر تعتمد على «الماكيت» ومن قبل البدء فى عمليات البناء، ودائما ما يلجأ المطورون الجدد لتقديم خدمات تجارية كبرى كأحدى الأدوات المساعدة لتقديم أنفسهم للعملاء فى السوق.
وأكد أنه ليس العلامات التجارية فقط التى يعتمد عليها المطورون فى عملية التسويق للمشروعات، فهناك من يستخدم أسماء المقاولين والاستشاريين والمصممين فى عملية التسويق، خاصة وأن العملاء بات لديهم تفاصيل حول الشركات التى تتمتع بسمعة جيدة ولها سابقة أعمال تتحدث عنها.
وأشار إلى أن المطورين الجدد يستخدمون هذه الأسماء لخلق حالة من المصداقية مع العملاء، مشددا على ضرورة التزام الشركات الجديدة بتقديم الخدمات التى أعلنت عنها عند الإعلان عن المشروع، وهو ما سيكون له دور فى استمرار الشركات وإحداث توسعات فى مشروعاتها، أو التأثير عليها تماما، خاصة وأن الشركات العقارية تعتمد بالأساس على السمعة التى تكتسبها من العملاء.
واعتبر أنه بمجرد الإعلان عن أسماء علامات تجارية كبرى داخل المشروعات، يكون بمثابة دفعة قوية تخلق حالة من الاطمئنان لدى العملاء، وتدفعهم للشراء، خاصة وأن هناك العديد من العلامات التجارية التى لا تتواجد سوى فى التجمعات الكبرى والمشروعات العقارية العملاقة.
وحول وضع مبيعات الشركات العقارية منذ مطلع العام الجارى، قال “دياب” إن السوق العقارية دائما ما تشهد تراجعا فى المبيعات فى الشهر الأول من العام، مؤكدا أن عمليات البيع تبدأ من النصف الثانى لشهر فبراير من كل عام، وهو أمر طبيعى.
وأضاف، لكن المؤشرات حتى الآن ربما تشير لحالة من الركود فى المبيعات، ربما لن تصل لنفس النسبة للفترة ذاتها من العام الماضى، مؤكدا أن السوق ستشهد انتعاشة فى المبيعات بعد انتهاء الربع الأول من العام، وبعد أن تستقر أسعار المبيعات، نظرا للزيادات التى دخلت على مواد البناء فى الفترة الأخيرة وتحتاج السوق إلى فترة حتى تستوعبها وتتعامل معها بشكل عادى.
حسين: تخلق حالة من الثقة مع العميل وعلى الكيانات الالتزام بما أعلنت عنه قبل البيع
من جانبه، قال أحمد حسين، عضو مجلس إدارة مجموعة شركات البروج مصر للتطوير العقارى، إن الفترة الماضية شهدت قيام العديد من الشركات العقارية بالتنافس، لجذب عدد من العلامات التجارية “البراندات” داخل مشروعاتها، بغرض التسويق لها، وأصبحت هذه الخطوة واحدة من الخطوات التى تعتمد عليها الشركات لزيادة نسب المبيعات.
واعتبر – فى تصريحات لـ«المال» – أن هذه الخطوة تعد أحد الوسائل التى يلجأ لها المطورون فى الفترة الأخيرة خاصة الجدد، بغرض رفع أسهم المشروع وخلق حالة من الثقة لدى العملاء، مشددا فى الوقت ذاته على ضرورة التزام الشركات العقارية بما أعلنت عنه قبل بيع الوحدات.
ورحب بالتوسع فى وجود خدمات تجارية تحمل أسماء عالمية داخل المشروعات، معتبرا أن هذه الخطوة تضيف قيمة مضافة للمشروعات، وتساهم فى زيادة حجم المبيعات.
وأوضح أن أغلب المطورين يعتمدون على الرسومات والماكيتات فى التسويق للمشروعات، وباتت هناك منافسة شرسة فى أسعار الوحدات وكذلك فترات السداد، وهو ما دفع عدد كبير من الشركات للبحث عن محفزات أخرى لزيادة حجم المبيعات، يأتى من بينها التعاقد مع علامات تجارية تخدم مشروعاتها التى تقدمها للسوق.
وأكد أن السوق العقارية المصرية أصبحت تتمتع بخبرات جيدة سواء فى نوعية المشروعات المطروحة أو نوع الخدمات المقدمة للعملاء، كما أن العملاء أنفسهم باتت لديهم خبرة جيدة تمكنهم من اختيار المشروعات الجيدة، والتى تتمتع بخدمات تلبى طموحاتهم ورغباتهم.
وحول وضع المبيعات فى السوق العقارية، قال إنه من المعتاد أن تشهد الشهور الأول من كل عام تراجعا فى حجم المبيعات، مؤكدا أن السوق العقارية تنتعش مع نهاية الربع الأول من كل عام، مضيفا، كما أن الزيادات الأخيرة على أسعار الوحدات ستحتاج إلى بعض الوقت حتى تستوعبها السوق وهو أمر طبيعى جدا.
سعد: المنافسة تدفع للابتكار فى استقطاب كبار مشغلى «التعليم» و«الصحة»
فيما قال جون سعد خبير الاستثمار العقارى إن السوق العقارية فى مصر كبيرة للغاية وتضم عدة مشروعات جديدة فى ظل التنمية العمرانية اللافتة، وهو ما يجبر كبار المطورين على خلق ميزة إضافية فى مشروعاتهم لجذب العملاء، ومن تلك العوامل التخطيط على أعلى مستوى لتنمية وتطوير المنطقة الخدمية فى المشروعات المتكاملة.
وضرب مثالاً ببعض المشروعات التى تشهدها السوق مؤخرا ومنها مشروع “بلومفيلدز” التابع لشركة تطوير مصر والتى أعلنت عن تخطيط منطقة تعليمية بداخل المشروع، مخصصة للمدارس الدولية والجامعات العالمية، وهى خطوة عززت من قوة المشروع وتعمل على جذب مزيد من العملاء.
وأوضح أن أغلب المطورين بدأوا السير فى هذا النهج عند التخطيط لإنشاء مشروع عمرانى متكامل، عبر تكليف المكاتب الاستشارية العالمية بدراسة كل مكونات تطوير المنطقة الخدمية ما بين المولات التجارية والتعليم والصحة، مع استقطاب علامات تجارية مشهورة لإدارة تلك المكونات.