توقعت صحيفة ” ذى ديلى تليجراف” البريطانية ارتفاع ضحايا مرض الملاريا ، وخاصة الأطفال، في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى هذا العام، مشيرة إلى أن عدد وفيات الملاريا قد يفوق ضحايا فيروس كورونا المستجد.
400 ألف شخص يموتون كل عام في أرجاء العالم بسبب الملاريا
وقالت الصحيفة إن نحو 400 ألف شخص يموتون كل عام في أرجاء العالم بسبب الملاريا، أكثر من 90% منهم في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
20 ألف حالة وفاة في أفريقيا جنوب الصحراء
وللمقارنة، توفى 50 ألف شخص بسبب فيروس كورونا في أفريقيا، منذ بداية العام الجاري. ووفق أدق التقديرات، سُجلت نحو 20 ألف حالة وفاة في إفريقيا جنوب الصحراء.
وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن الوباء يمكن أن يتسبب أيضا في وفاة ما بين 20 ألفا إلى 100 ألف آخرين بسبب الملاريا.
وقال ماتشيديسو مويتي، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لأفريقيا، أثناء تقديمه “تقرير الملاريا العالمي” الجديد: “في هذه المنطقة، سيقتل (كوفيد – 19) عددا أقل بكثير من الملاريا. فلماذا يشكل فيروس كورونا والإيبولا مصدر قلق كبير، ولكن ليس الملاريا، التي تقتل مئات الآلاف من الأطفال كل عام؟”.
ويتحدث التقرير عن إحراز تقدم كبير في مكافحة الملاريا على مدى السنوات العشرين الماضية، مشيرا إلى نجاح جهود مكافحة المرض في تفادي 1.5 مليار حالة إصابة، و7.6 مليون حالة وفاة.
كما انخفض عدد الوفيات بسبب الملاريا من 736 ألفا في عام 2000 إلى 409 آلاف في عام 2019، وانخفض معدل الإصابة بالملاريا ويتمثل في عدد الحالات لكل 1000 شخص معرض للخطر، من 80 في عام 2000 إلى 57 في عام 2019. وأحرز تقدم في مجال الوقاية والفحص السريع والعلاج.
ومع ذلك، فقد كتبت الصحيفة أن التقدم وكذلك الاستثمارات أصبحت أقل وضوحا خلال السنوات القليلة الماضية، فيما يحذر الخبراء من أن جائحة كورونا قد تعيد الوضع إلى الوراء بمسافة بعيدة.
وفى تصريحات سابقة، قال سامبا سو، مبعوث لمنظمة الصحة العالمية، إن أفريقيا نجت حتى الآن من أسوأ تأثيرات فيروس كورونا المستجد، لكن المنظمة قلقة من أن تواجه القارة “وباء صامتا” إذا لم يعط القادة أولوية لإجراء اختبارات الكشف عن الفيروس.
وقال سو في مؤتمر صحفي: “النقطة الأولى بالنسبة لي بخصوص أفريقيا، مبعث قلقي الأول، هو أن عدم إجراء اختبارات يؤدي إلى وباء صامت في أفريقيا. لذلك يجب علينا مواصلة دفع القادة لإعطاء الأولوية للاختبارات”، وفقا لوكالة رويترز.
وكان المركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها أعلن، اليوم الإثنين، أن عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” في أفريقيا بلغ 111 ألفا و348 حالة.
أفريقيا شهدت تشخيص أقل عدد من حالات الإصابة بفيروس كورونا إذ مثلت أقل من 1.5% من العدد الإجمالي العالمي
وقال تيدروس أدهانوم جيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إن أفريقيا شهدت تشخيص أقل عدد من حالات الإصابة بفيروس كورونا إذ مثلت أقل من 1.5% من العدد الإجمالي العالمي لحالات الإصابة و0.1% فقط من الوفيات.
وأثنى تيدروس على تجربة القارة في التعامل مع الأوبئة الأخرى لأنها ساعدتها على تعزيز استجابتها لدى التعامل مع فيروس كورونا وتجنب التأثير الذي شوهد في أماكن أخرى حتى الآن.
وأضاف أن جميع البلدان الأفريقية لديها خطط استعداد قائمة على الرغم من أنه لا تزال هناك “ثغرات ونقاط ضعف”.
من جانبها قالت ماتشيديسو مويتي، مديرة منظمة الصحة العالمية لمنطقة أفريقيا، إن بعض البلدان اتخذت إجراءات للحد من المرض بتكلفة اقتصادية عالية.
وأكدت أن هذه الإجراءات تعني أن الوباء كان له تأثير أكثر اعتدالا حتى الآن مما توقعته بعض النماذج.